باشاك شهير.. مُدلل أردوجان ومُستقطب العواجيز ينافس الكبار بتركيا

آخر تحديث 2019-01-13 00:00:00 - المصدر: جول


إسلام أحمد    فيسبوك      تويتر

هل تساوي كرة القدم شيئاً بدون الجماهير وهل تحقيق الألقاب كافي لجعلك واحدًا من الكبار، هذا ما يسعى باشاك شهير التركي لتحقيقه من أجل تأكيد أنه واحدًا من كبار الكرة التركية في السنوات الأخيرة، بعدما تصدر مرحلة الذهاب من الموسم الحالي بالدوري التركي، وكان قريبًا خلال الموسم من تحقيق لقب تاريخي.

باشاك شهير، نادي تركي تأسس عام 1990، أي أنه لم يكمل 30 عامًا، النادي الذي تم إنشاءه بمبادرة من نوريتين سوزن، رئيس بلدية أسطنبول، بعد دمج 3 أندية لتصبح "أسطنبول بويوكشهير بلديسبور"، ليبدأ الرحلة من الدرجة الرابعة ومن ثم للثالثة مع موسمه الأول، وفي 1993 تأهل إلى الدرجة الثانية بعد موسمين في الثالثة لكنه سرعان ما عاد في 1995 للدرجة الثالثة وفي موسم 1996-97 عاد ثانيةّ للدرجة الثانية، ليصعد في موسمه العاشر إلى الدرجة الأولى لأول مرة بتاريخه 2007-08.

انضمام الفريق للدرجة الأولى جاء باختيار المدرب عبدالله أفجي الذي قاد المنتخب التركي تحت 17 عامًا للتأهل لنصف نهائي المونديال حينها، ليقود الفريق للتأهل للدوري التركي للمرة الأولى بتاريخه، خاصة أنه كانوا قريبين في 2006 من التأهل لولا الخسارة في المباراة النهائية للتأهل.

فاختاروا اللعب بالدرجة الأولى في ملعب أتاتورك الأوليمبي، والذي يتسع إلى 76 ألف متفرج، لكن عانى الفريق من ضعف الحضور الجماهير والذي كان معدله ألفين متفرج وأحيانا يتواجد ما يقارب الـ20 في مباريات الفريق.

البداية بتحقيق المركز الـ12 في أول مواسمه بالدرجة الأولى، لكن المركز الأفضل كان في 2009-10، و2011-12، بتحقيق المركز السادس، تخللها الوصول لنهائي كأس تركيا والخسارة من بيكشتاش، رحيل أفجي أدى لإنهيار الفريق بشكل كبير، بعد انتقاله لتدريب المنتخب التركي، إلا أن موسم 2012-13 شهد لطمة بوجه الفريق بالهبوط بعد احتلاله المركز الـ16، النادي كان مكروهًا من شريحة كبيرة من مشجعي الثلاثة الكبار في تركيا وأسطنبول بوجه خاص، جلطة سراي، فنربخشة، بيشتكاش، الأمر الذي وصل إلى أن المرشح الجمهوري مصطفى ساريجول أعلن ضمن برنامجه الانتخابي إغلاق النادي حال فوزه بالانتخابات.

إلا أن عودة النادي في الموسم التالي من هبوطه إلى الدوري التركي الدرجة الأولى، صعّب الأمور في إغلاق النادي، ليتم لبلدية باشاك شهير التي تعد ضمن الجزء الأوروبي من أسطنبول والتي تعج بالأغنياء، وتتمتع بنمو اقتصادي وقرب من الرئيس التركي رجب طيب أردوجان الذي يعد من أبرز مشجعي النادي، وتغيير اسمه ليصبح أسطنبول باشاك شهير،  بدءًا من 2014-15، الرئيس التركي خاض مباراة الافتتاحية لملعب الفريق الجديد "باشاك شهير فاتح تريم ستيديوم" الذي يتسع لـ17800 مشجع، وكذلك حجب الرقم 12 على شرفه.

النادي التركي منذ عودته بدأ باتباع سياسة جديدة كلياً وهي الاعتماد على موهبة وأسماء شابة من أجل الاستثمار بها ومحاولة التفوق على أرقام مواسمهم الأفضل السابقة، فضم الفريق فولكان باباشان حارس تركيا، إدين فيسكا جناح المنتخب البوسني، الروماني ألكسندر إيبوريانو، وإعادة المدير الفني عبدالله أفجي الذي عرف معهم النجاحات، بعقد يمتد لخمس مواسم، وفي أول موسم حقق الفريق الفوز على جلطة سراي برباعية نظيفة، كما فرض التعادل السلبي على فنربخشة ليهدي الأسود لقب الدوري في الجولة قبل الأخيرة، وانهى الموسم رابعًا ليتأهل للدوري الأوروبي للمرة الأولى ويخسر من ألكمار بنتيجة 4-1 في الدوري التمهيدي من المسابقة.

مصطفي إرجوت أحد أعضاء مجلس إدارة النادي تحدث سابقاً لجارديان عن أسباب نجاح تجربة النادي وسط مشاكل الكبار المالية: "لقد حدث الأمر بسرعة أكبر مما توقعنا، لكن عندما تصل للزخم فعليك أن تحافظ عليه، لو كنا فزنا باللقب الموسم الماضي – 2016-17 – لكان الأمر مفاجئاً منذ سنوات كنا نطارد للحصول على مقعد متقدم، نحن الآن من الأربعة المرشحين للفوز باللقب، الفارق أننا شركة مساهمة نموذج ملكية مثل أندية الدوري الإنجليزي، لذلك الأمر لا يتطلب انتخابات، نحن نتخذ القرارات السريعة ونضع خطط طويلة الأمد، نحن نادٍ جديد أمام أخرون يمتلكون 100 عام من التاريخ والقوة الإعلامية ومن الجيد أن نتنافس معهم".

عدم وجود قاعدة جماهيرية دائمًا ما تقلص من حظوظ الفريق أمام منافسيه الكبار الذين يسيطرون على الكرة في تركيا: "ليس من السهل الحصول على الإرث الكروي، فهم يشجعون بفضل أباءهم وأجدادهم، نحن نذهب للمدارس الثانوية وندعوهم لجولات في الملعب، وفي خلال 6 أو 7 سنوات سيكون هؤلاء الصغار من المؤيدين الكبار للنادي.

في الموسم التالي مباشرة انهى رابعًا، حصل الفريق على خدمات متوسط الميدان المخضرم ولاعب إنتر وجلطة سراي السابق إيمري بيلزجلو، ثم في منتصف 2016-17 ضم الفريق التوجولي إيمانول إديبايور، وجونيور كايكارا، الفريق ذاته حقق الفوز برباعية نظيفة على جلطة سراي وظل طيلة 17 مباراة متتالية بدون هزيمة، واستغل علاقته السياسية في تقليص مدة إيقاف الحارس فولكان باباشان من 10 مباريات إلى مباراة واحدة على خلفية اعتداءه على أحد الصحفيين، لينهي الفريق الموسم ثانياً خلف بيشكتاش الذي سيطر على اللقب المحلي للموسم الثاني على التوالي، وليخسر للمرة الثانية لقب كأس تركيا بالخسارة من كونياسبور بركلات الترجيح.

الفريق شارك لأول مرة بدوري أبطال أوروبا بالدور التمهيدي فحقق الفوز على كلوب بروج تحت أنظار رئيس البلاد، لكنه خسر من إشبيلية في الدور التالي بنتيجة 4-3، ليتجه للدوري الأوروبي، بدور المجموعات، ثم انهى الموسم الماضي بالمركز الثالث بعد منافسة رباعية على لقب الدوري أمتدت للجولات الثلاثة الأخيرة.

الجميع يرى أن النادى يحظى بدعم حكومي، نظراً لأن رئيس البلاد تواجد في المباراة الافتتاحية لملعبه، لكن إيرجوت يرى أن هناك رد مناسب على هذا: "لقد حضر مباراة وحيدة لنا كانت بدوري أبطال أوروبا، كما أنه يذهب لمشاهدة مباريات فنربخشة وبيكشتاش ونعرف أنه من مشجعي فنربخشة منذ الصغر.

الفريق لم يعتمد منذ بدايته على الأسماء الكبيرة بل دعم صفوفه بلاعبين أصحاب خبرات، مثلما حدث مع أردا توران وجيلي كيليتشي وأورلاين تشيديو، خوكان أنلر، إيليرو إيليا وكريم فيري، مع الاستثمار في أكاديمية النادي وضم أفضل المواهب التركية والتي جاء على رأسها جنكيز أوندر الذي أنضم لروما الموسم الماضي وتلهث كبار الأندية الأوروبية للحصول على خدماته الآن، وتحت قيادة مدرب مثل أفجي الذي يعرف كيفية جعل الفريق متناغم وينافس بقوة لكنه دائما ما يسقط في الثواني الأخيرة.

بعد نهاية الدور الأول من الموسم الحالي يتصدر باشاك شهير جدول الترتيب بفارق 6 نقاط عن منافسه المباشر طرابزون سبور الذي سيواجه عند العودة لاستكمال المسابقة، الفريق عرف كيفية اللعب مع الكبار بشكل أكبر، ففرض التعادل مع جلطة سراي، وفنربخشة وفاز على بيشكتاش، وضم البرازيلي روبينيو وميلوس يوكويتش وسرادر تاشي في الشتاء الجاري لتحقيق التوازن واستغلال الفرصة الحقيقية لحصد اللقب الذي يسعون خلفه منذ سنوات وقد يكون قريبًا بشكل أكبر من أي وقتٍ مضى.