بشان مصير مناطق شرق الفرات
كشف مصدر كوردي سوري مطلع ، عن توجه وفد من حزب الاتحاد الديمقراطي PYD من مدينة قامشلو بغربي كوردستان ( شمال سوريا) الى دمشق لاجراء "مباحثات" مع مسؤولي النظام ، بشان مصير مناطق شرق الفرات التي تسيطر عليها فوات سوريا الديمقراطية (تشكل جناح PYD العسكري وحدات حماية الشعب YPG عمادها) .
وكان نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، أعرب عن تفاؤله إزاء «الحوار» مع PYD بالقول : «التجارب السابقة (مع إدارةPYD ) لم تكن مشجعة، ولكن الآن أصبحت الأمور في خواتيمها». مضيفاً «وإذا كان بعض الكورد (في إشارة إلىPYD ) يدعي أنه جزء لا يتجزأ من الدولة السورية ومن شعب سوريا فهذه هي الظروف المواتية. لذلك أنا أشعر دائما بالتفاؤل»..
وتابع «نشجع هذه الفئات والمجموعات السياسية على أن تكون مخلصة في الحوار الذي يتم الآن بين الدولة السورية وهذه المجموعات»، مضيفا أنه« يجب الأخذ في الاعتبار أنه لا بديل عن ذلك».
المصدر الكوردي السوري ، الذي اشترط عدم الإفصاح عن هويته ، قال لـ ( باسنيوز) ان " وفدا من PYD توجه عبر مطار قامشلو الى دمشق لاجراء مباحثات مع مسؤولين من النظام السوري حول مصير مناطق شرقي الفرات بعد تصريحات المقداد الاخيرة ".
وأشار المصدر إلى أن« النظام يرفض مطالب PYD في الإدارة الذاتية بشرق الفرات باستثناء بعض المطالب البسيطة التي تتمثل في حصة من النفط وادخال اللغة الكوردية الى المناهج الدراسية في المناطق الكوردية وأمور ادارية مقابل التخلي عن الامريكان والعودة الى النظام مرة اخرى».
وقالت رئيسة الهيئة التنفيذية لمجلس سوريا الديمقراطية ( الجناح السياسي لقوات سوريا الديمقراطية) إلهام أحمد خلال اجتماع مع وجهاء العشائر في مدينة الدرباسية بريف قامشلو ،امس الأحد ، تابعتها (باسنيوز) إن :«المحادثات الأخيرة بينهم وبين النظام السوري لم تأتِ بأية نتائج حتى الآن» .
وأضافت أن « النظام السوري يصر على سياسته القديمة واشتراط فرض سيطرته على المنطقة بحجة وحدة الأراضي السورية كاملة».
وأوضحت أحمد ، أنهم « فتحوا باب الحوار مع النظام السوري مرات عدة، لكن دون جدوى»، مشيرة إلى أنّ " خارطة الطريق التي طرحت للنقاش لم يكن فيها تقسيم للأراضي السورية أو أي شكلٍ من أشكال الانفصال» .
وفي هذا السياق، قال معاون وزير الخارجية السوري، أيمن سوسان، يوم الأحد، إن الحكومة تأمل في «تكثيف» الحوار مع «الجماعات الكوردية السورية»،( في إشارة إلى إدارة PYD) مشيراً إلى «ثقتها» في التوصل إلى اتفاق مع الحزب.
وخلال لقائه مجموعة من الصحفيين في دمشق، قال سوسان إن الحكومة السورية «تثق بأنها ستعقد اتفاقاً مع الكورد»( في إشارة إلى إدارة PYD).
بدوره ، أكد قيادي في المجلس الوطني الكوردي السوري المعارض ENKS، المُعلن نهاية 2011، وينضوي تحت جناح الائتلاف السوري المعارض ، اليوم الاثنين، أن ما جرى من لقاءات بين حزب الاتحاد الديمقراطي PYD والنظام ، وكل ما صدر من تصريحات حول تلك اللقاءات لسنا جزءاً منها ولا تعنينا لا من قريب ، ولا من بعيد.
وقال شاهين أحمد في حديث لـ (باسنيوز) إن:« كل ما جرى عبارة عن لقاءات بين حليفين ، نظام الأسد ، وحزب العمال الكوردستاني PKK وجناحه السوري PYD ، ولم ترتقِ إلى مستوى مفاوضات، وتكثيف اللقاءات ، نتيجة طبيعية للتهديدات التركية»، مشيرا إلى أن « كل ما يجرى لا يخرج عن حقل إعادة تسليم الأمانة إلى النظام».
موضحاً ، أن « اللقاءات اقتصرت على كيفية إعادة المناطق التي سلمها النظام لـ PYD بحجة قطع الطريق على التدخل العسكري التركي ، مع الإبقاء مؤقتاً على بعض المظاهر الشكلية كالمراكز الثقافية والمنظمات الشعبية بيد الحزب للحفاظ على ماء وجهه ، وتبرير هدر دماء أكثر من عشرين ألف شهيد من خيرة أبناء وبنات الشعب الكوردي».
وأشار أحمد إلى أن « النظام بتركيبته الحالية غير مؤهل للاعتراف بالوجود الكوردي كشعب يعيش على أرضه التأريخية ، وبالتالي الإقرار بإستحقاقاته على هذا الأساس» ، لافتا إلى أن «كل ما صدر ويصدر عن أركان النظام يؤكد بأنه لا يزال يعمل ويتعامل بالمنطق الشوفيني العنصري نفسه منذ انقلاب البعث في 8 آذار 1963 وحتى اليوم»، موضحا أنه « لا المعارضة ، ولا النظام، يقران بوضوح بحقيقة وجود جزء من كوردستان التاريخية داخل الحدود السياسية والإدارية لسوريا».