ذكر محللون سياسيون أن الزيارات الأخيرة لوفود دول عربية وإقليمية وأجنبية إلى العراق، تظهر التطلعات إلى العراق كأرض خصبة تتطلب مزيدا من الاستثمارات من القوى الاقليمية والدولية.
ونقلت صحيفة "العرب" عن مصادر مطلعة قولها في تصريحات صحفية، اليوم الثلاثاء، 15 كانون الثاني 2019، إن الحراك الدبلوماسي صوب العراق في الآونة الأخيرة، بكثافته وتسارعه وتعدد الدول المنخرطة فيه، أخذ سمة السباق على البلد الخارج حديثا من حرب عسكرية شرسة ضد تنظيم داعش، ويؤمل أن يكون مقبلا على مرحلة استقرار وإعمار وإعادة تنشيط لدورته الاقتصادية، رغم الصعوبات والعثرات التي تواجهه خصوصا على الصعيد السياسي.
وأضافت أن أهداف الدول التي تعمل على إعادة بناء علاقاتها بالعراق، تختلف بين أهداف اقتصادية، وأخرى أمنية، وثالثة أبعد مدى تتعلق بالصراع الدائر على النفوذ في المنطقة، وهو صراع تعتبر إيران من الأطراف الأساسية ودائمة الحضور في مختلف فصوله ومراحله.
وأوضحت ان "كل هذا الحراك الدبلوماسي صوب بغداد يشي بالأهمية التي توليها قوى إقليمية ودولية للعراق في المرحلة المقبلة، التي يتوقع أن تكون مرحلة الخروج من حالة الاضطراب التي شهدتها المنطقة طيلة العقد الجاري، لا سيما في سوريا التي تعدى تأثير الأحداث فيها محيطها المباشر إلى أوروبا التي تأمل دولها الكبرى في هزم الإرهاب هناك ومنع وصوله إلى ساحتها، وأيضا إنهاء تدفق اللاجئين".
وأشارت الصحيفة إلى ان التحرك الدبلوماسي العربي صوب العراق، يأخذ في الغالب، منحى استعادته إلى الصف العربي وانتشاله من دائرة التأثير الإيراني على سياساته منذ سنة 2003 بمنع انتقال السلطة بدءا من تلك السنة لأحزاب وفصائل موالية لطهران.
وكانت زيارة الملك الأردني، عبدالله الثاني، إلى العراق قد شهدت أمس الاثنين، تركيزا لافتا على التعاون الاقتصادي، حيث يبدو الأردن المرهق اقتصاديا، مهتما بالنظر في إحياء شراكة بالغة الفائدة له كان يقيمها مع العراق في عقود سابقة، وبحث الملك عبدالله الثاني، مع رئيس الوزراء عادل عبد المهدي تعزيز التعاون في مختلف المجالات خصوصا الاقتصادية والتجارية والاستثمارية منها.
جدير بالذكر ان بغداد استقبلت بشكل متزامن كلا من الملك الأردني عبدالله الثاني، ووزير خارجية فرنسا جان إيف لودريان، ووزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، وجميعهم وصلوا إلى العراق بعيد زيارة قام بها وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إلى بغداد، كما ينتظر أن تكون بغداد على موعد مع زيارة يقوم بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أعلن عنها لودريان دون تحديد موعدها، كما أعلن ظريف عن زيارة للرئيس الإيراني حسن روحاني إلى العراق.
ر.إ