حزب الاتحاد الديمقراطي يقدم مقترحاً لروسيا لضمان بقاء الإدارة الذاتية

آخر تحديث 2019-01-17 00:00:00 - المصدر: رووداو

رووداو- أربيل

أعلن المسؤولون الأمريكيون أنه رغم الخلافات بين واشنطن وأنقرة فإن خطة الانسحاب الأمريكي من سوريا ستطبق.

وصرح مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية لجريدة (وول ستريت جورنال) الأمريكية أنه "لم يتغير شيء، ونحن لا نتلقى الأوامر من مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض، جون بولتن"، وكان بولتن قد أعلن الأسبوع الماضي أن قوات بلاده لن تغادر سوريا "ما لم نطمئن إلى عدم تعرض شركائنا في محاربة داعش للخطر".

أعاد تصريح بولتن هذا، خلافات أنقرة وواشنطن حول حزب الاتحاد الديمقراطي إلى المربع الأول، ولهذا امتنع أردوغان عن لقاء بولتن.

وحسب المسؤولين العسكريين الأمريكيين، فإن جنوداً ومستشارين وحتى سفن شحن تم تحريكها لتسهيل انسحاب القوات الأمريكية من سوريا، ويتواجد بعض من هذه القوات في الكويت وفي قاعدة عين الأسد غربي العراق.

أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترمب، الشهر الماضي وبصورة مفاجئة قرار سحب قوات بلاده من سوريا، وعلى أثر ذلك طلب مسؤولو البنتاغون مهلة أربعة أشهر لمغادرة سوريا بينما قال ترمب أول الأمر إن الانسحاب يجب أن يتم خلال أسابيع قليلة.

وقال مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية: "نريد أن نطمئن إلى أن القوات التي عملت مع التحالف في محاربة داعش، لن تتعرض للخطر، ومثلما قال الرئيس ليس هناك موعد محدد للانسحاب".

ونفى وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، يوم الخميس من القاهرة، أن يكون قرار سحب قواتهم من سوريا يتعارض مع الستراتيجية الأمريكية في سوريا، ولهذا "سنسحب قواتنا من سوريا".

وكشف مسؤولان عسكريان لـ(وول ستريت جورنال) أن قرار الانسحاب طرأ عليه تغيير، فلم يحدد القرار الجديد موعداً للانسحاب، ما يطلق أيدي القادة العسكريين الأمريكيين ليقرروا كيفية وسرعة الانسحاب.

الكورد والأتراك يتوجهون إلى روسيا

بعد قرار ترمب، اتجه الطرفان الكوردي والتركي صوب روسيا لحل المشاكل، في حين أن قرار الانسحاب الأمريكي من سوريا عزز مكانة ونفوذ روسيا فيها.

يقول مسؤولون أتراك إن أردوغان سيزور موسكو هذا الشهر ويلتقي الرئيس الروسي، فلاديمير بوتن، ويبحث معه مستقبل سوريا، وسيركز على مصير الإدارة الكوردية في شمال سوريا. من جانبهم، اجتمع مسؤولو كوردستان سوريا في الأسابيع الثلاثة الأخيرة عدة مرات مع مسؤولي الكريملين في كل من سوريا وروسيا.

لكن روسيا لم تعلن إلى الآن، بصورة حاسمة، تأييدها للمطالب الكوردية أو التركية، رغم أن المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أعلنت يوم الجمعة الماضي أن "بدء الحوار بين الكورد ودمشق له أهمية كبيرة، لأن الكورد في النهاية جزء مكمل للمجتمع السوري".

وأفاد تقرير لـ(واشنطن بوست) أن قوات كوردستان سوريا قدمت مقترحاً للروس، يسمح بعودة السلطة والسيادة الحكومية السورية إلى المناطق التي يسيطر عليها الكورد منذ العام 2011، وأعلن مسؤول العلاقات الخارجية للإدارة الذاتية، صالح مسلم، أنهم في مقترحهم اشترطوا أن تمنحهم الحكومة السورية نوعاً من الحكم الذاتي وأن تستمر تجربة الإدارة الذاتية "فقد قدمنا خارطة طريق للروس، وننتظر منهم قراراً".

وقال مدير برنامج الشرق الأوسط في معهد دراسات السياسة الخارجية في فيلادلفيا، آرون ستاين، لـ(واشنطن بوست): "أمريكا تعمل على الخروج من سوريا، وهناك دول أخرى تعمل على ملء ذلك الفراغ، والكل في محادثات، لكن لا أحد يتحدث إلى أمريكا".

ويعتقد إيلان غولدنبيرغ ونيكولاس هيراس، من مركز دراسات الأمن الأمريكي الجديد، أن خير الخيارات قبل قرار ترمب كان تعزيز المشاركة العسكرية والدبلوماسية الأمريكيين في سوريا، لكن بعد القرار لم يعد أمام أمريكا سوى مجموعة خيارات سيئة، أفضلها الاتفاق مع روسيا لمنع اندلاع حرب جديدة في سوريا ومنع ظهور داعش وتوسع النفوذ الإيراني في سوريا.

وقال الباحثان في مقال نشرته مجلة (فورين أفيرز) الأمريكية، إن مجموعة أسباب "تجعل روسيا أفضل الخيارات من بين مجموعة خيارات سيئة"، ومن الأسباب أن روسيا لا تريد حرباً جديدة في سوريا تمهد لظهور داعش من جديد وتؤخر المساعدات الدولية لإعادة إعمار سوريا، كما لا يريد الروس حرباً بين إسرائيل وإيران.

أنشأت أمريكا وروسيا منذ ثلاث سنوات مجموعة قنوات اتصال وتنسيق بينهما في المناطق المحيطة بنهر الفرات، تلافياً لحوادث عسكرية غير مرغوبة بين الدولتين في المنطقة، ويعتقد غولدنبيرغ وهيراس أنه يجب تغيير مهام هذه القنوات إلى تسليم سلمي للمناطق، وتسلم أمريكا ما لديها من معلومات عن مواقع داعش إلى الروس، لكي تتولى روسيا من الآن فصاعداً مهمة منع ظهور داعش من جديد.

إسرائيل والأردن، طرفان يشعران بالخطر من جراء انسحاب القوات الأمريكية، ويقول الباحثان إن على أمريكا أن تضغط على روسيا لإبعاد مسلحي حزب الله عن الحدود الأردنية وأن تحث إسرائيل والأردن على إطلاع روسيا على مخاوفهما، رغم أن النفوذ الروسي على إيران والقوى التابعة لها في سوريا والشرق الأوسط محدود.