شهد آخر يومين في دور المجموعات من بطولة كأس الأمم الآسيوية السابعة عشرة، اقامة لقائين من التي يطلق عليها "كلاسيكيات" كرة القدم الآسيوية، جمع الأول بين العراق وايران لحساب المجموعة الرابعة، مساء الأربعاء السادس عشر من يناير كانون الثاني في دبي، بينما سيجمع الثاني بين منتخبي السعودية وقطر في اليوم التالي في أبوظبي.
قمة ملعب آل مكتوم بين العراق وايران، استدعت ذكريات حرب طاحنة وقعت بين الجارين مطلع ثمانينيات القرن الماضي، وأودت بحياة ما يقرب من مليون شخص، قبل أن تتغير الحسابات السياسية ويتقارب البلدان مرة أخرى، حتى وصل الحال ببعض الأندية العراقية باتخاذ ملاعب ايران أرضا لها، عندما كان هناك حظر على اللعب في المدن العراقية.
منافسات "سياسية" في كأس أمم آسيا تتخطى حدود الملاعب
كأس آسيا لكرة القدم: حقائق وأرقام
وعلى الرغم من أن المنتخبين دخلا المباراة وهما ضامنين التأهل عن المجموعة، بعد أن حققا الفوز في لقائي الجولتين الأوليين، الا أن المباراة اوفت بوعودها، وقدم الفريقان عرضا قويا على مدار شوطي اللقاء، أمتع الجماهير التي ملأت جنبات الملعب تقريبا بالتساوي بين أنصار المنتخبين، حتى انتهى اللقاء بالتعادل السلبي، لتتصدر ايران الترتيب وتصطحب العراق معها الى ثمن النهائي.
اما آخر مباريات الدور الأول، فستجمع الليلة بين منتخبي السعودية وقطر في استاد مدينة زايد الرياضية بالعاصمة ابوظبي، والذي يعتبر الملعب الرئيسي للبطولة، حيث احتضن مباراة افتتاح العرس الآسيوي، وسييكون مسرحا للمباراة النهائية مساء الأول من فبراير شباط المقبل.
وتتشابه قمة الليلة مع الأمس في كون المنتخبين وصلا لها بعد أن ضمنا التاهل عن المجموعة، الأمر الذي يخفف كثيرا من الأعباء عن كاهل لاعبي الفريقين، خاصة وأن اللقاء يأتي في توقيت حرج تشهده العلاقات بين الجارين، على خلفية الأزمة السياسية المتواصلة بينهما، الأمر الذي سئل عنه كثيرا لاعبا الفريقين، السعودي فهد المولد والقطري سعد الشيب، في المؤتمر الصحفي الذي سبق المباراة بيوم، الا أن الاثنين أكدا أن اللقاء سيكون رياضيا في أرض الملعب بعيدا عن أية حسابات أخرى.
وبينما ينحاز سجل لقاءات الفريقين للمنتخب السعودي في مواجهاته مع نظيره القطري، بسبعة عشر انتصارا للأخضر مقابل ستة فقط للعنابي، الا أن الماضي القريب يثير الكثير من الشجون عند مشجعي المنتخب السعودي، حيث يعود تاريخ آخر مواجهة بين المنتخبين الى المباراة النهائية لبطولة كأس الخليج الثانية والعشرين عام 2014، والذي فازت به قطر بهدفين لهدف محققة اللقب على أرض العاصمة السعودية الرياض، علما بأن محرز هدف الفوز القاتل للعنابي يومها هو اللاعب خوخي بوعلام، والذي سيكون حاضرا في لقاء الخميس.