كشفت صحيفة نيويورك تايمز الامريكية، مسؤولية رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال غادي أيزنكوت، عن حملة جوية اصابت الاف الاهداف الايرانية ووكلائها في سوريا ولبنان واماكن اخرى، وتمكنه حتى الان من "إذلال" قائد فيلق قدس الايراني قاسم سليماني، والذي يقود طموحات طهران في سعيها إلى الهيمنة الإقليمية.
وذكرت الصحيفة في تقرير، ان "رئيس هيئة الاركان الاسرائيلي غادي ايزنكوت تحدث خلال مقابلته الأخيرة قبل ان يتقاعد نهاية هذا الشهر عن الحملة العسكرية غير المعلنة وغير المكتملة التي اصابت الاف الاهداف في سوريا ولبنان واماكن اخرى من دون الاعلان عنها او طلب التقدير من احد".
وذكرت الصحيفة، ان "مساهمة أيزنكوت الفكرية الرئيسية تمثل في خوض غمار الحرب خلال تلك الحملة في مفهوم (الحملة بين الحروب – الفكرة القائلة بأن الجهود الحركية المستمرة التي ترمي إلى إضعاف قدرات العدو، تعمل على إطالة أمد الوقت بين الحروب وتحسن من فرص الفوز بها عندما تحين)".
واضافت، ان "الجنرال الاسرائيلي يعتقد أيضا أن تل ابيب بحاجة إلى تركيز جهودها على عدوها الأخطر والأشد فتكا، وهو إيران، بدلا من التركيز على الأعداء الثانويين مثل حركة حماس في قطاع غزة"، وقد عبر عن ذلك قائلا، "عندما تقاتل لسنوات ضد عدو ضعيف، فإن ذلك يصيبك أيضا بالضعف والوهن".
واوضحت ، ان "هذا التفكير هو ما جعل إيزنكوت يصبح أول جنرال إسرائيلي يتخذ إجراء مباشرا لمواجهة إيران، إضافة إلى محاربة وكلائها في لبنان وفي أماكن أخرى، وهكذا تمكن على الأقل حتى الآن، من (إذلال) قاسم سليماني، القائد المحنك لقوات فيلق القدس الإيرانية، التي قادت طموحات طهران في سعيها إلى الهيمنة الإقليمية".
ونقلت الصحيفة عن ايزنكوت، "لقد عملنا ضمن إطار معين لم نتجاوزه إلى ما قبل سنتين ونصف السنة مضت"، مشيرا إلى السياسة الأولية التي انتهجتها إسرائيل، والمتمثلة بصفة رئيسية في ضرب شحنات الأسلحة المتجهة إلى حزب الله في لبنان.
وأضاف: انه "وبعد ذلك لاحظنا تغيرا كبيرا في استراتيجية إيران، فقد تجسدت رؤيتهم في ان يكون لهم تأثير كبير في سوريا من خلال بناء قوة تصل إلى 100 ألف مقاتل شيعي من باكستان، وأفغانستان، والعراق، لذا فقد بنوا قواعد استخباراتية وقواعد جوية تابعة لهم داخل كل قاعدة جوية سورية، وأحضروا المدنيين لتعبئتهم إيديولوجيا".
وذكرت نيويورك تايمز انه "بحسب تقديرات رئيس الاركان الاسرائيلي فقد نشر سليماني بحلول عام 2016، 3000 من رجاله في سوريا، إضافة إلى 8000 من مقاتلي حزب الله و11000 مقاتل اخر من القوات الشيعية الأجنبية، فيما بلغت قيمة الأموال الإيرانية التي وجهت نحو تحقيق هذا الهدف 16 مليار دولار على مدى سبع سنوات".
واشارت انه "في كانون الثاني عام 2017، حصل أيزنكوت على موافقة الحكومة بالإجماع على تغيير قواعد اللعبة، وأصبحت الهجمات الإسرائيلية أحداثا شبه يومية، ففي عام 2018 وحده، أسقطت القوات الجوية 2000 قنبلة مفاجئة، وفي أيار الماضي، حاول سليماني شن هجوم مضاد للانتقام، بإطلاق أكثر من 30 صاروخا باتجاه إسرائيل بيد أن أيا منها لم يصل إلى هدفه، ما دفع إسرائيل إلى الرد بهجوم عنيف أصاب 80 هدفا منفصلا تابعا للجيش الإيراني ونظام الأسد في سوريا".
وحول الاسباب التي ادت الى وقوع سليماني في الخطأ، وهو المهندس الحاذق لجهود إيران الناجحة إلى حد كبير لترسيخ هيمنتها في العراق، واليمن، وغزة، ولبنان؟ يقترح أيزنكوت أن "السبب في ذلك يعزى إلى مزيج من الثقة المفرطة، استنادا إلى نجاح إيران في إنقاذ نظام الأسد من الانهيار، والتهوين من عزم إسرائيل على التصدي له، استنادا إلى تاريخ الغرب في التراجع أمام استفزازات طهران".
مضيفا، ان "الخطأ تمثل الخطأ في اختيار ساحة قتال حيث اتسمت قواته بالضعف نسبيا، إذ إننا نتمتع بتفوق استخباراتي كامل في هذا المنطقة، كما أننا نتمتع بالسيادة الجوية الكاملة فقد كان لدينا رادع قوي، ولدينا مبررات للقيام بهذه الأنشطة".
يقول إيزنكوت، ان "سليماني قد تراجع بقواته من على الحدود مع إسرائيل، وسحب بعضها تماما، كما أدى استئناف العقوبات الأمريكية إلى فرض المزيد من الضغوط على قدرة إيران على تمويل مغامراتها الإقليمية، واعتقدت إسرائيل أيضا أنها حصلت على مهلة من نوع ما، عندما أشار جون بولتون إلى أن الولايات المتحدة لن تنسحب بسرعة من سوريا، ما سيعرقل جهود إيران لبناء جسر بري إلى دمشق، على رغم أن هذا التراجع يبدو أنه قد اتخذ اتجاها عكسيا مرة أخرى.
وخلصت نيويورك تايمز في تقريرها انه بفضل غادي إيزنكوت، نعرف الآن على الأقل انه يمكن هزيمة الإيرانيين.