جنرال امريكي يشرح اسباب التراجع عن عملية اغتيال "قاسم سليماني" في العراق

آخر تحديث 2019-01-25 00:00:00 - المصدر: سكاي عراق

وصف الجنرال الأميركي المتقاعد ستانلي ماكريستال، الذي تولى قيادة عمليات قوات الولايات المتحدة وحلف الناتو في أفغانستان عامي 2009 و2010، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، بالشخصية البالغة الخطورة.

وشرح في مقال نشر قبل 3 أيام في مجلة فورين بوليسي الأميركية، خطورة هذا الرجل، الذي برز اسمه بقوة في الآونة الأخيرة لا سيما في سوريا، والعراق.

واستهل ماكريستال مقالته بالتعبير عن ندمه لعدم اتخاذه قرارا حاسما باغتيال قاسم سليماني عام 2007، قائلاً: "إن أصعب المواقف هي تلك التي لا يتخذ فيها أي قائد قرارا حاسما وفوريا حين تواتيه الفرصة، ولعل ما يجعل هذا الموقف أكثر صعوبة أو مأساوية، أن يكون القرار بالتريث وعدم السرعة خاطئاً".

يوم رصدت أعين أميركية قافلة سليماني

وسرد الجنرال الأميركي المتقاعد كيف رصد عام 2007، قافلة من السيارات تمر من إيران إلى شمال العراق، أثناء عمله كرئيس لقيادة العمليات الخاصة العسكرية الأميركية المشتركة JSOC، لمدة 4 سنوات في العراق، في إطار الجهود الرامية إلى وضع حد للإرهاب الذي دمر المنطقة.

وأضاف ماكريستال أنه اعتاد اتخاذ قرارات حاسمة وسط خيارات صعبة، ولكن الاختيار في تلك الليلة من شهر يناير، كان صعبًا، سواء بشن هجوم أو التريث وعدم مهاجمة القافلة، التي كانت تضم قاسم سليماني، قائد "فيلق القدس"، وهي منظمة لقوات صفوة مشابهة تقريبًا لمزيج من CIA وJSOC في الولايات المتحدة، بحسب وصفه.

سبب وجيه لاغتيال سليماني

وأوضح ماكريستال أنه كان هناك سبب وجيه للقضاء على سليماني، آنذاك، حيث إن المتفجرات الإيرانية الصنع، التي كانت تفخخ جوانب الطرق العراقية، كانت تصنع وتنشر تحت إمرته، وقد أودت بحياة الكثير من الجنود الأميركيين في جميع أنحاء العراق.

إلى ذلك، شرح سبب تردده في اتخاذ القرار الحاسم، قائلاً إنه ارتأى تجنب اندلاع معركة قتالية، مع ما سيترتب على ذلك من مواقف سياسية مثيرة للجدل.

عندها قرر ماكريستال مراقبة القافلة، وليس ضربها على الفور. وعندما وصلت إلى أربيل، أفلت سليماني، بعد أن تسلل خفية تحت جنح الظلام.

عقل مدبر لعمليات دموية

وأضاف ماكريستال أن سليماني كان في تلك الأيام، يعمل بعيدا عن الأضواء، لكنه تحول بعد ذلك من مجرد قائد عسكري غير شهير إلى شخص يحرك الدمى القاتلة، ويعزز التأثير الإيراني في الجوار.

وتابع: "يمكن القول إن سليماني أضحى اليوم ممثل إيران الأكثر قوة دون أي قيود في الشرق الأوسط"

إلى ذلك، استشهد ماكريستال بتصريحات مسؤولين في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) تفيد بأن سليماني يتولى بمفرده إدارة الحرب الأهلية السورية (عبر وكلاء محليين لإيران).

ابن الحرب العراقية-الإيرانية

أما عن نشأة سليماني، فقال: "انتمى سليماني في شبابه للثورة الإيرانية"، وفي عام 1979، عندما كان يبلغ من العمر 22 عاماً، بدأ صعود أولى درجات سلم الجيش الإيراني، حيث أمضى 6 أسابيع فقط في التدريب التكتيكي، قبل أن يشهد معركة للمرة الأولى في حياته بمقاطعة أذربيجان الغربية في إيران.

إلا أن الحرب العراقية الإيرانية هي التي ثقلته، إذ يعتبر حقاً ابن تلك الحرب، التي نشبت في العام التالي.

تعزيز دور إيران

ولم يعد سليماني مجرد جندي، وإنما أصبح شخصا يعمل بلا كلل من أجل إرساء علاقات دائمة تعزز موقف إيران في المنطقة.

حتى إن أي شخص آخر لم يحقق ما حققه في مساندة وتمكين حلفاء إيران الشيعة في بلاد الشام.

إلى ذلك، أعرب ماكريستال عن اعتقاده بأن هناك عنصرا مهما إضافيا دعّم سليماني، ألا وهو الفترة الطويلة التي أمضاها كقائد لـفيلق القدس، الذي تولى مهامه منذ العام 1998. فقد تمتع سليماني بحرية الحركة على مدى أفق زمني طويل، وهذا بحسب الجنرال الأميركي المتقاعد من شأنه أن يعزز سلطة أي قائد عسكري.

وختم ماكريستال مقاله مؤكداً على خطورة سليماني، معتبراً أنه شخص خطير للغاية.