من مباراة لأخرى، يُثبت المدرب النرويجي أوليه جونار سولشاير، أن الإدارة أصابت الهدف، بتعيينه في سُدّة حكم "أولد ترافورد" بشكل مؤقت، خلفًا للبرتغالي "جوزيه مورينيو"، بعد تدهور الأداء والنتائج بصورة صادمة لجماهير النادي.
ماذا قدم سولشاير لليونايتد؟
الحقيقة والشيء الثابت. أن سولشاير قدم أفضل وأغلى هدايا أعياد الميلاد لجماهير النادي، بالعصا السحرية، التي ألقاها في "مسرح الأحلام"، ليُعيد بها زمن أليكس فيرجسون بكل ما تحمله الكلمة، فمنذ توليه المهمة منتصف ديسمبر الماضي، فقط قبل أيام قليلة من أعياد الميلاد، خاض 8 مواجهات في كل المسابقات، لم يَعرف سوى الانتصارات ومستوى أقل ما يُقال عنه "مُخيف" للمنافسين.
عقل من ذهب
لا شك أبدًا، أن المدرب النرويجي يستحق الكثير من الثناء والإشادة، على العمل "الخارق" الذي يقوم به مع اليونايتد، يكفي ظهور بصماته على لاعبين بأعينهم، مثل بول بوجبا، الذي كان يُعاني الأمرين مع "تكتيكات" مورينيو المبالغ فيها، والتي كانت تُقييده في أمتار مُعينة في منتصف الملعب.
???? بوجبا تحت قيادة سولشاير
???? كارديف ???? سجّل هدفين
???? هيدرسفيلد ???? سجّل هدفين
???? بورنموث ???? سجّل هدفين وصنع هدف
???? توتنهام ???? صنع هدف
???? برايتون ???? سجّل هدف
???? أرسنال ???? صنع هدفبوجبا كان في طريقه لمغادرة مانشستر قبل وصول أولي ???? pic.twitter.com/0STPdN2u33
— جول العربي - Goal (@GoalAR) January 25, 2019
دون التقليل من شأن مورينيو أو أي مدرب أو صحافي لم يُمارس مهنة كرة القدم، لكن دعونا نتفق، أن لمسة سولشاير، ذاك المهاجم الأنيق الرشيق، الذي كان يحتاج لمستين أو ثلاثة فقط، لهز شباك منافسي مانشستر يونايتد، تبدو واضحة وضوح الشمس في أداء كل اللاعبين بدون استثناء، وكما ذكرنا مثال بوجبا، نُشاهد الآن، يلعب بأريحية ودون تقيد في أماكن مُعينة، وكأن سولشاير يقول له قبل كل مباراة "اذهب ومتع نفسك ومتعنا معك".
القادم أفضل
الأمر ينطبق على كل اللاعبين بما فيهم الحارس روميرو، الذي عاد للظهور للمرة الأولى بعد غياب طويل أمام آرسنال، ونُلاحظ المرونة التي يلعب بها سداسي الوسط والهجوم، باستثناء ماتيتش، الذي يقوم بدور حائط الصد الدفاعي الأول أمام رباعي الدفاعي، لكن ثلاثي الهجوم، لا يتقيد بمكان، ودائمًا يكون هذا الثلاثي على مسافة قريبة جدًا من لاعبي الوسط، ومع افتكاك الكرة، تحدث اللا مركزية في لحظات، مع انتشار يُدرس بدون كرة سواء على الأطراف أو في العمق.
لذلك، يبدو اليونايتد وكأنه يُقدم كرة قدم سهلة وغير مُعقدة كما كان الوضع مع مورينيو، ويُمكن القول، أن نسخة اليونايتد الآن، أقرب ما يكون لنسخة تشيلسي مع كونتي في موسمه الأول، فقط يحتاج فرصة أو فرصتين لقتل منافسه إكلينيكيًا، وهذا تجلى في الشوط الأول، بتسجيل هدفين من أول محاولتين في الشوط الأول، وهي الطريقة الواقعية التي افتقدها الفريق منذ تقاعد فيرجسون، أضف إلى ذلك، نجاحه في استعادة جزء كبير من شخصية وهيبة مانشستر يونايتد، ومع استمرار الانتصارات، ستتضاعف ثقة اللاعبين في أنفسهم، وقد يرتفع سقف الطموح بإنهاء الموسم ببطولة، وهذا ما يتبقى أن يُقدمه للنادي وجماهير.