ذكرت مصادر مطلعة، الخميس، ان الخطة الأمريكية للانسحاب من سوريا، خضعت مؤخرا لتطورات تمثلت في الاعتماد على قواعد عسكرية داخل الأراضي العراقية لمتابعة التطورات في البلد المجاور، ما يعني أن الانسحاب تحول إلى مجرد "إعادة انتشار".
ونقلت صحيفة "العرب" اللندنية، عن تلك المصادر قولها، في تصريحات صحفية، اليوم، 31 كانون الثاني 2019، إن "خطة الانسحاب الأمريكي من سوريا عسكريا، ما زالت مجرد إعلان رئاسي، وعلى الأرض ما زالت القوات الأمريكية تحتفظ بمواقعها المعروفة في منطقة التنف قرب الحدود مع العراق.
وأضافت أن الخطة الأمريكية خضعت لتطوير في سوريا، يتمثل في الاعتماد على قواعد عسكرية داخل الأراضي العراقية لمتابعة التطورات في البلد المجاور، وهو ما يشير إلى إعادة نشر قوات أمريكية في العراق.
وأوضحت انه "بالرغم من الجدل الذي تثيره الخطط الأمريكية في أوساط فصائل موالية لإيران، فإن بغداد تشعر بارتياح نحوها، لأنها على حد تعبير مصادر قريبة من رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، تمثل ضمانا إضافيا لأمن البلاد في مرحلة حساسة".
وأشارت الصحيفة إلى ان " التداعيات الجانبية لتطوير خطط واشنطن في سوريا، ستتمثل في زيادة الوجود العسكري الأمريكي على الأراضي العراقية، وإن كان ذلك بشكل مؤقت، وهو ما يغضب الإيرانيين من جهة، ويثير حفيظة الروس من جهة ثانية."
وبينت ان روسيا دخلت على خط أزمة الوجود العسكري الأمريكي في العراق، حيث أفاد وزير خارجيتها أنه يأمل ان لا يكون لاستمرار تواجد القوات الأمريكية في العراق أية "أهداف جيوسياسية" في المنطقة.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس الأربعاء، خلال مؤتمر صحفي مع نظيره العراقي محمد علي الحكيم، إنه يأمل في ألا يكون للوجود العسكري الأمريكي في العراق "أي أهداف جيوسياسية في المنطقة"، وهو ما يراه مراقبون يصب في فائدة أطراف مقربة من إيران تطالب بانسحاب أمريكي سريع من العراق وتضغط لأجل أن يشرع البرلمان قرار في الأمر.
وأضاف لافروف، "بالطبع نتوقع أن يكون الوجود العسكري الأمريكي في العراق مستوفيا لأهدافه المعلنة، وهي مكافحة الإرهاب ومساعدة الحكومة العراقية على تحقيق الاستقرار، وليس حل المهام الجيوسياسية في هذه المنطقة بطريقة ما".
وأكد أن موسكو تحترم السيادة العراقية وترى أن الوجود العسكري الأمريكي في العراق قانوني من الناحية الدولية، لأنه جاء بتوافق مع الحكومة العراقية، لكنه قارن ذلك مع وجوده في سوريا دون أي اتفاق أو ضوء أخضر من دمشق.
وكان وزير الخارجية محمد علي الحكيم، أكد خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع لافروف أمس، أن العراق لا يفكر بتنفيذ عمليات داخل سوريا ضد تنظيم داعش بالرغم من إعلان الولايات المتحدة قرارها بالانسحاب، مشددا على أن أي عمليات من هذا النوع، ستقتضي التنسيق مع دمشق، وتابع أن القوات الأمنية العراقية ستكتفي بتأمين المنطقة الحدودية بين العراق وسوريا.
يذكر ان إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، سحب قوات بلاده من سوريا مؤخرا، أثار عاصفة من الجدل أصابت العراق في جزء منها، إذ سيتحول هذا البلد بحسب محللين، إلى منصة للعمليات الأمريكية من جهة، وسيضطر للتصدي بنفسه لعمليات تسلل الجهاديين عبر الحدود من جهة ثانية.