الاحتلال يعتقل 14 فلسطينيا في غزة والضفة

آخر تحديث 2019-02-03 00:00:00 - المصدر: قناة الغد

حذر خبراء فلسطينيون من تلقي المساعدات الأمريكية المشروطة، التي تقايض الحقوق الفلسطينية بالتمويل وتلقي الدعم الإنساني، واصفين القرار الأمريكي بوقف جميع المساعدات المقدمة من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية usaid بالسياسي، ويأتي في سياق الضغط على القيادة الفلسطينية.

وقال مسؤول أمريكي، إن “الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية أوقفت جميع مساعداتها للفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة”، وذكر المسؤول أمس الجمعة “أنهينا بناء على طلب من السلطة الفلسطينية مشروعات وبرامج معينة كان يجري تمويلها عن طريق المساعدات بموجب الصلاحيات المنصوص عليها في قانون مكافحة الإرهاب (الأمريكي) في الضفة الغربية وغزة.

ضغط اقتصادي لتحقيق هدف سياسي

واعتبر منصور كريم، الباحث السياسي في مركز التخطيط التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية، أن وقف المساعدات المالية المباشرة وغير المباشرة، نوعا من الضغوط الاقتصادية، التي تمارسها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الشعب الفلسطيني، للقبول بما هو مطروح سياسيا عبر ما يسمى بصفقة القرن، وهي الصفقة التي تتبنى رؤية اليمين المتطرف الحاكم في إسرائيل، والتي ترتكز على إقامة دولة فلسطينية هامشية في قطاع غزة مع حكم ذاتي في الضفة الغربية، خاصة أن الأداة الاقتصادية تعتبر من أهم أدوات تنفيذ السياسة الخارجية الأمريكية تجاه منطقة الشرق الأوسط، فهناك العديد من الحالات التي استخدمت فيها أمريكا المساعدات المالية والاقتصادية لتحقيق أهداف سياسية.

وذكر كريم، في حديث لموقع الغد، أن الولايات المتحدة الأمريكية بهذه المواقف فقدت دورها كراع لعملية السلام، وتحولت لشريك في الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.

وأوضح أن هذه السياسة لن تحقق أهدافها، لأن الشعب الفلسطيني لن يقايض قضية القدس واللاجئين بالمال السياسي، خاصة أن الكل الوطني أعلن رفضه لهذه السياسة، التي تهدف للضغط على الشعب الفلسطيني للقبول بأقل من الحد الأدنى من الحقوق الفلسطينية المتمثلة في حق تقرير المصير وإعلان الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.

تعميق للأزمة الإنسانية

من جهته، ذكر أمجد الشوا، مدير شبكة المنظمات الأهلية في قطاع غزة، أن التمويل الأمريكي كان يأتي في إطار سياسي على مدار سنوات منذ توقيع اتفاق أوسلو حتى الآن، وكان هناك انخفاض وارتفاع في نسب التمويل بناء على قرارات من الكونجرس والإدارة الأمريكية، بمعنى أي خطوات سياسية كانت تقابل فيما يتعلق بالمنح واليوم نحن نواجه هذه الخطوات فيما يتعلق بوقف التمويل الأمريكي للأونروا، لبرامج المؤسسات الدولية والمجتمع المدني وتلى ذلك الدعم للسطلة الفلسطينية.

وأوضح الشوا، في حديث للغد، أن الخطوات الأمريكية هي تعميق للأزمة الإنسانية والاقتصادية والاجتماعية التي يعيشها الشعب الفلسطيني في ظل الخطوات المتلاحقة هناك أكثر من 200 مليون دولار أوفتها الإدارة الأمريكية كانت مخصصة لتمويل برامج في الضفة الغربية وقطاع غزة في المجالات الصحية والاقتصادية والاجتماعية، وكان من شأنها أن تساعد في التخفيف من الواقع الحالي، وهذا يعني أن الإدارة الأمريكية معنية بتعميق هذه الأزمة التي يعيشها الشعب الفلسطيني.

ورأى مدير شبكة المنظمات الأهلية، أن إعادة تدفق هذه المساعدات مرتبط بمدى استجابة الفلسطينيين للشروط الأمريكية الجديدة التي تفرض يوما بعد يوم على شعبنا الفلسطيني، وحتى المؤسسات التي تسمى بأسماء الشهداء أو أسماء دينية معينة تمنع من تلقي أي مساعدات من قبل الإدارة الأمريكية، وكذلك أبناء الشهداء والأسرى، والإدارة الأمريكية تنتهك أبسط حقوق الإنسان.

وأشار الشوا، أن مؤسسات المجتمع المدني في عام 2003 أخذت موقفا من المساعدات الأمريكية المشروطة بالتوقيع على وثيقة الإرهاب، ومنذ أكثر من 15 عاما نؤكد على وقف ثابت وصريح بعدم تلقي المساعدات الأمريكية المشروطة و التي تقايض حقوق شعبنا الفلسطيني بالتمويل الإنمائي و الإنساني.

قطع 844 مليون دولار

وكان رئيس الوزراء في حكومة تسيير الأعمال رامي الحمد الله، وبتعليمات من الرئيس محمود عباس، قد أرسل رسالة لوزارة الخارجية الأميركية طلب فيها إنهاء التمويل آخر كانون الثاني خشية التعرض لدعاوى قضائية بموجب القانون الجديد، بما في ذلك المساعدات للأجهزة الأمنية الفلسطينية.

وتمتلك بعثة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية مكتبا رئيسيا في تل أبيب، وآخر في القدس، تدير من خلالهما مجموعة من المشاريع والبرامج في الأراضي الفلسطينية.

وقال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، صائب عريقات، في مؤتمر صحفي الخميس المنصرم، إن جميع مكاتب ومؤسسات ومشاريع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية المفتوحة منذ عام 1967 سيتم إغلاقها اعتبارا من أمس الجمعة، وسيتم ترحيل مئات من العاملين والموظفين الفلسطينيين.

وأوضح أن “الإدارة الأمريكية قطعت 844 مليون دولار عن الشعب الفلسطيني ومؤسساته، وأدى ذلك إلى توقف مشاريع طرق، ومدارس، وصرف صحي، ومياه، حيث أوقفت هذه المشاريع في الضفة الغربية وقطاع غزة قبل أن تكتمل، إلى جانب أن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية أوقفت منحًا دراسية لطلاب فلسطينيين في الخارج.

وقال عريقات: “نحن في غنى عن هذه المساعدات، قطع المساعدات عن المؤسسات التعليمية والصحية وغيرها هو ابتزاز”، مؤكدًا موقف القيادة الفلسطينية رفض تلقي أي مساعدات أمريكية.