قال حمزة أبوشنب، الكاتب والمحلل السياسي من غزة، إن زيارة وفدي من حركتي حماس والجهاد الإسلامي، لها عدة دلالات، أولها طبيعة العلاقة بين حماس والقاهرة، خاصة وأن الكل يعلم أن العلاقات ما بين حماس ومصر تحسنت بصورة كبيرة منذ منتصف يونيو 2017، كما أن هناك تطورا في العلاقات، حيث تعد هذه الزيارة الثالثة لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس إلى القاهرة.
وأشار أبو شنب إلى أن هناك حراكا بقضية التفاهمات، وذلك بعدما رفضت حماس الأسلوب الإسرائيلي في عملية إدخال الأموال إلى قطاع غزة، ما نتج عنه حالة من الرفض، أي أننا كنا أمام انهيار وشيك لقضية التفاهمات ما بين حماس والمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة والعدو الإسرائيلي، وبناء عليه عاود الجهد المصري مرة أخرى، خاصة أن القاهرة هي الراعي الرئيسي لهذه الملفات، حتى ولو كان هناك أطراف أخرى كالأمم المتحدة وبعض الدول العربية.
وأضاف أبو شنب، خلال مشاركته عبر النشرة الإخبارية على شاشة «الغد» مع الإعلامي أحمد بصيلة، أن تواجد وفد من حركة الجهاد الإسلامي ربما يعطي دلالات أخرى بأن القاهرة لديها جديد في ملف «المصالحة الفلطسينية» رغم أنني أستبعد ذلك ولكن يبدو أن هناك نقاشات وحوارات لبلورة رؤية مستقبلية فيما يتعلق بقضية المصالحة في ظل الواقع وحالة الشد والجذب الخاصل على الساحة الفلسطينية.
وردا على سؤال بأن هناك من يتحدث عن أنه من الصعب أن تكون هناك تهدئة في هذه المرحلة حتى تتم الانتخابات الإسرائيلية؟ أكد أن ذلك مرتبط بالدعاية الانتخابيبة والمزايدات، في إشارة إلى بيني جانتس رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي السابق، ورئيس حزب «حوسن ليسرائيل» الجديد وربما يحصل على عدد مقاعد متقدم وعندما يفتخر بقتل الفلسطينيين، لكن اليوم أصبح غير فهو لا يستطيع أن يطبقوه على الأرض حتى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو اليوم تحدث أنه لا يخشى بتوجيه ضربات عسكرية وحتى في ظل واقع الانتخابات، لكنه أمر منافي للحقيقة الميدانية وهو ما يدفع الاحتلال لتخفيف الحصار عن غزة.
وغادر وفد قيادي من حركة حماس برئاسة إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي قطاع غزة إلى القاهرة للقاء المسؤولين المصريين لاستكمال مباحثات التهدئة.
وقال مكتب إعلام رئيس حركة حماس: «هنية غادر على رأس وفد من أعضاء المكتب السياسي للحركة قطاع غزة متوجها إلى العاصمة المصرية القاهرة، للقاء المسؤولين المصريين لبحث العديد من القضايا السياسية وتطورات القضية الفلسطينية والعلاقة الثنائية بين الجانبين».
كما وصل ظهر الأحد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة على رأس وفد من المكتب السياسي للحركة إلى العاصمة المصرية القاهرة، وقال المتحدث باسم حركة الجهاد مصعب البريم، إن الوفد يضم إضافة للنخالة أعضاء المكتب السياسي أنور أبو طه ومحمد الهندي وخالد البطش.
وتأتي الزيارة في أعقاب لقاء ثلاثي جمع قيادة حركة حماس مع المخابرات المصرية والمبعوث الأممي نيكولاي ميلادينوف في غزة، وتتوسط مصر والأمم المتحدة منذ أشهر بين الفصائل الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
ومنذ 30 مارس/ آذار الماضي، يتظاهر الفلسطينيون على طول الشريط الحدودي للقطاع للمطالبة برفع الحصار عن القطاع وللتأكيد على حق العودة، واستشهد منذ ذلك التاريخ 253 فلسطينيا وأصيب أكثر من 26 ألف بجراح مختلفة.