شفق نيوز/ قالت صحيفة "ناشينال إنترست" الأمريكية إن هناك خلافات أخذت تطفو على السطح في إيران بخصوص الشخصية القادمة التي ستخلف المرشد الأعلى للثورة الإسلامية، علي خامنئي، ومن المحتمل أن تكون شخصية أقل قوة بكثير من الذين سبقوه.
وفي مقال للكاتبة جنيف أبدو، قالت إن هناك بعض المرشحين المحتملين بهذا الشأن؛ الأول هو صادق لاريجاني، رئيس السلطة القضائية، وهو مولود في العراق؛ والاحتمال الآخر هو إبراهيم رئيسي، وهو مرشح رئاسي سابق ومسؤول عن حراسة أقدس ضريح في إيران، الإمام الرضا.
وتشير الكاتبة إلى أن رئيسي يعد من الشخصيات الدينية المتشددة والموالية لخامنئي، في حين أن لاريجاني، المتشدد أيضاً، أكثر استقلالاً.
ومن المرجح أن يعين خامنئي خليفة سيواصل الدفاع عن أيديولوجية إيران الثورية المناهضة للغرب والمضادة للولايات المتحدة، وبالطبع فإنه مطالب أيضاً بالالتزام بمفهوم سلطة رجال الدين العليا.
كل من لاريجاني ورئيسي في الخمسينات من عمريهما، وهذا أمر مهم بالنسبة لخامنئي، بحسب الصحيفة؛ لأن الزعيم الأعلى القادم يجب أن يكون صغيراً بما يكفي للبقاء على قيد الحياة ليقف بوجه المعارضة الحالية لحكم رجال الدين السائدة بين العديد من شباب إيران الذين يشكلون النسبة العليا في التركيبة السكانية.
وتفيد أبدو بأنه يجب على أي خليفة للمرشد الأعلى الإيراني أن يكون يقظاً بشأن احتواء الاضطرابات في الداخل مع حماية البلاد من التهديدات في الخارج، إذ إنه في نظر الكثيرين، بما في ذلك الحرس الثوري الإيراني، فإن إيران معرضة دوماً لخطر الاختراق من قبل "العدو".
وأشارت الكاتبة إلى أن هناك تقارير إعلامية كثيرة تفيد بأن الحرس الثوري الإيراني قد يحكم إيران بعد وفاة خامنئي، لكن هذا السيناريو غير قابل للتصديق؛ لأنه سوف ينتهك الدستور في البلاد، وليس من مصلحته أن يحكم الدولة، بل إن مصلحة طهران تتمثل بوجود زعيم أعلى يدعم أيديولوجية الحرس ومبادراته العسكرية ويحمي استثماراته الضخمة والتجارية، التي تبلغ قيمتها 20% من الاقتصاد بالبلاد.
كما أن مناقشات "خليفة خامنئي" تفتح الباب أمام سيناريوهات محتملة أخرى لكيفية حكم "الجمهورية الإسلامية"، حيث يقترب خامنئي، البالغ من العمر تسعة وسبعين عاماً، من نهاية حياته، بعد أن تأكد من أنه لا يمكن لأي فصيل آخر داخل الدولة، سواء كان يقوده المتشددون أو المعتدلون، أن يحصل على ما يكفي من القوة لتحديه، "إذ كانت استراتيجيته القائمة منذ أمد طويل هي تأليب فصائل سياسية مختلفة بعضها ضد بعض لإبقائها ضعيفة"، بحسب الكاتبة.