هيثم محمد فيسبوك تويتر
لا، نحن لا نتحدث عن انتقالات يناير الماضية، ولكن سنعود بالحديث للصيف الماضي وسوق الانتقالات الذي قام به إنتر ووُصف وقتها بالمميز، وأن على إثره سيكون الفريق هو منافس يوفنتوس الرئيسي، ولكن، هل هذا هو ما حدث؟
التراجع الأخير، والمعتاد، لإنتر في الشتاء فتح أبواب الحديث والتحليل حول أمور عدة في الجانب الأزرق بميلانو، وأحدها هو تقييم سوق انتقالات النيراتزوري، هل كان ناجحاً، أم هو أحد أسباب السقوط الحالي؟
لبى إنتر كل احتياجات لوشيانو سباليتي، فأتى بظهير أيسر وأيمن، قلب دفاع، متوسط ميدان هجومي، لاعبي جناح، ومهاجم إضافي ليساند إيكاردي، وحاول وضع اللمسة الأخيرة بإضافة لوكا مودريتش، ولكن ريال مدريد وقف له بالمرصاد.
لنحلل كل صفقة على حدة، يمكن وصف صفقتي كوادو أسامواه وشيمي فرساليكو بالفاشلتين، الأول أتى مجاناً نعم، ولكن أخطائه كلفت الفريق مواجهات بحجم بي إس في إيندهوفن ودوري الأبطال، وقمة يوفنتوس، بينما الثاني انتهت رحلته بعد ستة شهور فقط بسبب توالي الإصابات، ودفع إنتر ستة ملايين من أجل ثمانية مباريات، واضطر الفريق لضم سيدريك سواريس بيناير لتعويضه.
رأي غير محايد | هل حان وقت المغامرة والاستغناء عن ميسي في الأرجنتين؟
ستيفان دي فراي ربما هو الصفقة الأنجح لأن في صورة المدافع الهولندي إنتر ضم أحد أفضل اللاعبين في مركزه على مستوى العالم، ودون دفع أي مقابل، والتأقلم السريع لنجم لاتسيو السابق وشراكته المميزة مع ميلان شكرينيار هي من أحد النقاط الإيجابية للموسم الجاري.
اختار إنتر المغامرة وعدم ضم رافينيا بعد الشهور الستة المميزة بختام الموسم الماضي، واستمع لنصيحة سباليتي وضم رادجا ناينجولان، صفقة كانت بمثابة الحلم الذي تحول لكابوس. إصابات، مشاكل داخل وخارج الملعب، والنجم البلجيكي تحول بعد أشهر قليلة في ميلانو إلى قنبلة موقوتة لا يعرف كيف يتخلص منها النيراتزوري، وتجعل جماهيره تتحسر على عدم استمرار نجم برشلونة.
الثنائي ماتيو بوليتانو وكايتا بالدي كانا من التعاقدات الموفقة، تأقلما سريعاً وأظهرها أنهما من طينة الكبار ولاعبان يستحقان حمل قميص إنتر، ولكن النقطة السلبية فيما يتعلق بالصفقتين هو صيغة الإعارة، إذ سيكون إنتر مطالباً بدفع ما يقارب 60 مليون يورو لضمان ضمهما نهائياً الصيف المقبل، وهو ما يعيد سيناريو رافينيا وجواو كانسيلو للأفق من جديد.
لوتارو مارتينيز حتى الآن جعل الآراء تنقسم حوله، اللاعب أظهر أنه يملك إمكانيات واعدة، ولكن إضاعته للفرص السهلة واختياراته الخاطئة وتسرعه الغير مبرر جعل الانتقادات بحقه مفهومة، ولكن يمكن القول إنه مقامرة للمستقبل، ولا يزال الحكم عليه الآن مبكراً، خصوصاً وأنه "سنة أولى" في مواجهة جنون إنتر ومشاكله.
أخيراً، دفع إنتر الثمن غالياً بعدم ضم مودريتش أو لاعب خط وسط ثان، فأصبح الفريق يعتمد كثيراً على المتألق مارسيلو بروزوفيتش، ولكن بوجود اسماء مثل فيتسينو وبورخا وجاليارديني بجواره تأثر الفريق كثيراً وافتقد للحلول في مناسبات عدة.
رأي غير محايد | متى يتعلم ساري الدرس؟
ربما لا نزال في منتصف الموسم بعد، ولكن الحكم على صفقات إنتر أتى سريعاً، وربما يكون هذا في مصلحة الفريق حتى يضع استراتيجيته، فأصبح يعرف من عليه تمديد إعارته وبالتالي تجهيز الأموال، ومن عليه أن يعوضه ويعود للميركاتو لسد العجز بخانته، وفوق كل هذا، جعل الوضع الحالي بيبي ماروتا، المدير الرياضي الجديد للفريق، يدرك مدى صعوبة المهمة التي هو مقبل عليها بعد سنوات العز في تورينو، ومدى العمل الجاد الذي يحتاجه لتقليص الفجوة مع يوفنتوس.