ماذا فعل يوفنتوس دون الـBBC؟ وهل أخطأ بالتخلي عن بن عطية؟

آخر تحديث 2019-02-07 00:00:00 - المصدر: جول


كتب | تامر أبو سيدو | فيس بوك | تويتر


تلقى يوفنتوس 6 أهداف خلال آخر مباراتين له في إيطاليا، ساهمت في خروجه من كأس إيطاليا أمام أتالانتا وفقدانه نقطتين بالتعادل 3-3 مع بارما في السيري آ، ولم يحدث أن استقبل الفريق 3 أهداف على الأقل في مباراتين متتاليتين منذ حدث أمام بارما ثم نابولي عام 2011.

وغاب الثلاثي أندريا بارزالي وليوناردو بونوتشي وجيورجيو كيليني معًا عن قائمة المباراة لأول مرة منذ 7 سنوات، فيما غاب الثلاثي معًا عن التشكيل الأساسي خلال 6 مباريات خلال تلك الفترة.

وانضم بونوتشي لليوفنتوس صيف 2010، وقد تبعه خلال يناير 2011 بارزالي، فيما بدأ كيليني مسيرته مع الفريق عام 2005، أما لعب الثلاثي معًا فكانت بدايته تحت قيادة أنتونيو كونتي خلال موسم 2011-2012.

ما الذي أعاق انتقال باريلا لتشيلسي رغم توصله لاتفاق مع كالياري؟

المدرب الإيطالي بدأ الموسم بطريقة لعب 4-3-3 وكان يستخدم كيليني في الجانب الأيسر من الدفاع، وليختشتاينر في الأيمن، والثنائي بارزالي وبونوتشي في قلب الدفاع، وكانت أول مرة ظهر الثلاثي معًا في خط الدفاع الثلاثي خلال مواجهة نابولي في 29 نوفمبر 2011 وانتهت بالتعادل 3-3.

وعاد كونتي بعد موقعة نابولي للعب بأربع مدافعين مع لعبه بعض المباريات بطريقة 3-5-2، لكنه اعتمد طريقة الدفاع الثلاثي تمامًا خلال الموسم التالي 2012-2013 وهنا بدأ عهد الـBBC.

اللعب بالثلاثي معًا استمر طوال عهد كونتي الذي انتهى صيف 2014، وأيضًا خلال أغلب مباريات الموسمين الأول والثاني للمدرب الحالي ماسيميليانو أليجري، 2014-2015 و2015-2016، لكن الأمر تغير في نصف الموسم الثالث لمدرب ميلان السابق، إذ بدأ يعتمد أكثر طرق لعب أخرى تعتمد على الدفاع الرباعي وقد بدأ يستخدم مدافعين من الثلاثة في قلب الدفاع مع وجود كيليني أحيانًا كظهير أيسر.

سنبدأ من موسم 2012-2013، ونرى ماذا فعل يوفنتوس حين غاب أحد لاعبيه الثلاثة عن مباراة ما في مشاركات اللافيكا سنيورا المحلية والقارية ..

منذ الأول من أغسطس 2012 وحتى يومنا هذا، لعب يوفنتوس 136 مباراة دون بارزالي، فاز في 93 وتعادل في 26 وخسر 17 مباراة، واستقبل مرماه 97 هدفًا، بمعدل 0.7 هدف في اللقاء الواحد، وهو بالمناسبة نفس معدل استقبال الفريق خلال 224 مباراة شارك بهما المدافع الإيطالي خلال نفس الفترة.

خلال نفس الفترة، لعب البيانكونيري 110 مباراة دون كيليني، فاز في 76 وتعادل في 19 وخسر 15 مباراة، وقد استقبلت شباكه 90 هدفًا، بمعدل 0.8 هدف في المباراة، فيما كان معدل استقبال الأهداف خلال 249 مباراة لعبها بطل العال 2006 مع إيطاليا 0.6 هدف في المباراة.

أما بونوتشي، الذي غاب عن موسم 2017-2018 بانتقاله للميلان قبل عودته لليوفنتوس، فقد لعب فريق السيدة العجوز دونه 96 مباراة فاز في 76 وتعادل في 12 ولم يخسر سوى 8 مباريات، وقد تلقت شباكه 91 هدفًا بمعدل 0.6 هدف في اللقاء الواحد، فيما كان المعدل 0.7 هدف خلال 263 مباراة لعبها مع الفريق.

ماذا فعل بطل إيطاليا حين غاب عنه لاعب واحد من الثلاثي على الأقل خلال نفس الفترة؟ لعب 261 مباراة فاز في 191 مباراة وتعادل في 40 وخسر 30 لقاء، واستقبل 184 هدفًا بمعدل 0.7 هدف في اللقاء الواحد.

وماذا فعل يوفنتوس حين غاب الثلاثي معًا عن المباراة؟ حدث هذا 6 مرات فقط طوال تلك الفترة، وحقق خلالهم الفريق نتائج ممتازة بالفوز في 4 مباريات والتعادل مرتين وعدم الخسارة، وقد أحرز 16 هدفًا واستقبل 6 أهداف، لكن معدل استقباله للتسديدات كان 10.7 تسديدة كل مباراة.

الأرقام السابقة تؤكد أن يوفنتوس لم يتأثر سلبًا كثيرًا بغياب أحد المدافعين الثلاثة عن مبارياته، بل تمكن دومًا من تعويضه جيدًا، وقد رأينا كيف تألق المهدي بن عطية خلال الموسم الماضي بعد رحيل بونوتشي للميلان.

لكن باعتقادي أن الأمر مختلف هذا الموسم، إذ أن غياب الثلاثي معًا عن المباريات وخاصة كيليني وبونوتشي يترك أثره الفني البالغ على أداء الفريق الدفاعي، سواء لضعف المنظومة الدفاعية في وسط الملعب وسوء التغطية الدفاعية من اللاعبين لأن جل لاعبي وسط يوفنتوس حاليًا يميلون للعب الأدوار الهجومية ويفتقدون لأهم أساسيات الأداء الدفاعي في الوسط مثل التغطية والتحرك وغلق المساحات والأهم الضغط الإيجابي واستخلاص الكرة وإفساد الهجمات، وهذا ما يضع خط الدفاع خاصة من العمق أمام مسؤولية أكبر لحماية المرمى.

وفيما يخص المرمى، علينا ألا نهمل حقيقة تواجد المخضرم جانلويجي بوفون خلف دفاع اليوفنتوس طوال السنوات الماضية، مما منحه حماية هائلة وحصانة داخل منطقة جزاء الفريق، وهو الأمر الذي اختلف كذلك هذا الموسم برحيله ومنح الراية لفويتشيك تشيزني، والذي يؤدي جيدًا لكن لا يمكن بالطبع مقارنته بالأخطبوط الإيطالي.

نقطة أخرى مؤثرة هي غياب البدلاء الجيدين الجاهزين لتعويض غياب أي من اللاعبين، إذ أن دانيلي روجاني ورغم امتلاكه الجودة لا يمتلك الخبرة اللازمة لقيادة دفاع يوفنتوس وهذا خطأ أليجري الذي أهمله طويلًا ولم يمنحه الفرصة المناسبة، وبالطبع لا يُمكن للوافد الجديد مارتن كاسيريس أن يتحمل مثل تلك المسؤولية سواء من الناحية الفنية أو البدنية.

وهذا يقودنا للسؤال التالي، هل أخطأ يوفنتوس في التخلي عن مهدي بن عطية للدحيل القطري خلال سوق الانتقالات الشتوي الماضي؟

إجابتي هي نعم، أخطأ يوفنتوس في هذا القرار لأنه تخلي عن أفضل بديل لديه في قلب الدفاع في وقت لم يستطع خلاله تعويضه بالبديل المناسب.

صحيح أن بن عطية طلب الرحيل وأصر عليه، وصحيح أن إدارة يوفنتوس تاريخيًا لا تُحب افتعال المشاكل مع اللاعبين ولا تُفضل إجبار أي لاعب على البقاء دون رغبة حقيقية منه، ولذا باع النادي العديد من نجومه منهم زين الدين زيدان وفيليبو إنزاجي وآخرهم بول بوجبا بعدما طلبوا هم ذلك وأبدوا رغبة في قبول العرض المقدم.

كل هذا صحيح ومقبول تمامًا، لكن برأيي أن يوفنتوس كان عليه بذل جهد أكبر في إقناع بن عطية بالبقاء حتى نهاية الموسم ليتم تعويضه جيدًا، وليس مدافع انتهى زمن لعبه للكبار مثل كاسيريس! وقد رأينا كيف خاض تشيلسي نفس المعركة مع رغبة كالوم هودسون أودوي الرحيل إلى بايرن ميونيخ، وقد تفوق النادي الإنجليزي وحافظ على لاعبه.

نقطة أخيرة، الملام في موضوع المدافع المغربي هو المدرب أليجري لأنه اغتال اللاعب كرويًا ونفسيًا بإجلاسه على مقاعد البدلاء وعدم منحه سوى 6 مباريات فقط هذا الموسم بعدما كان أحد أفضل لاعبي الفريق ومدافعي أوروبا في الموسم الماضي، كان باستطاعة المدرب أن يُطبق مبدأ المداورة بين مدافعيه ليضمن لصاحب الـ31 عامًا مكانًا في التشكيل الأساسي للفريق خلال عدد كافٍ من المباريات.