علي السوداني هي ساعة واحدة فقط من التجوال الحر بغابة الفتى الحيّال مارك . قرأتُ سورة الفاتحة وأقمت واجب العزاء الألكتروني عشر مرات . كتبت رأيي تحت رأي خمسة ، ففرح منهم أربعة وخاصمني واحد . نشرتُ قصة صغيرةً جداً ، فحازت على الكثير من الهلاهل والرقصات اللغوية المبهجة الرحيمة . اقترح عليَّ صديقٌ كريمٌ ، مائدةً طيبةً منصوبةً بباب مساء حانة زوربا الجميلة ، فاعتذرتُ بكذبة موعد طارىء مع طبيب . صديقي طيبٌ ومثقفٌ ، لكنه مدواخٌ لغويٌّ ينام على خصلتين مروّعتين ، فهو يستعمل نصف عيدان الطاولة في نبش أسنانه وتخليصها من مدحوسات الأكل والمزّة ، فضلاً عن استخدام سبابته الطويلة في العبث بخشمه الأفنص . تبادلتُ مع عبد الرزاق الربيعي ذكرى أغرب معرض رسم ، أقامته ببغداد العزيزة ، امرأة مصرية وكان ثالثنا نجاة عبد الله . كان مكان العرض العجيب الذي وقع بمفتتح التسعينيات المريضة ، هو مرحاض كبير ونظيف جداً بنفق حديث بساحة الرصافي المحروسة بتمثال الشاعر الفقير . قدمت لنا الفرعونية الشاي والكعك ومعجنات اخرى . تناولنا شرابها وطعامها مدافاً بعطر الديتول الرخيص ، وأخير الضحك قبل الهجيج من كرخ أمنا الجميلة ورصافتها وعيون المهى ورقبة الجسر وما تبقى . قتلني منظر سمكة مفتوحة على بطنها . كانت ما زالت تلبط وتلبط حتى آخر أنفاسها . اقترحتُ على الناشر أن يشيل فوراً منشوره المرعب ، لكنه لم يستجب وبقي معانداً واقعاً تحت سلطة شهوة اللايكات اللعينة . تلقيت رسالة من احمد زيدان ، تظهر فيها الراقصة البديعة فيفي عبدو ، وهي تؤدي رقصة مذهلةً تدقّ الكعب بخاصرة الستّين . فطرتْ قلبي رغبتي القوية الأبدية لزيارة القاهرة . قلتُ لصائد الكناغر جمال البستاني لا تحزن إنَّ الله معنا ، قال أحبك ليش ما أدري . اكتشفت أن الأصدقاء قد ضموني الى سلة متنافرة من التجمعات فمحوتها كلها . قرأت قصيدةً ركيكةً لشاعر جيّد فقدَ بوصلتَهُ . بباب النص أرفقَ صورة امرأة نصف جسدها يلوّح للناظرين . كتبتُ له إنَّ صدر المرأة الحلوة سيغطي عيوب الشعر . ردَّ عليَّ بعلامة الضحك والإمتنان والرضا المبين .
آخر تحديث 2019-02-12 00:00:00 - المصدر: وكالة الحدث الاخبارية