إيمري وكثرة التغيير - تخبط خططي أم عذر لنقص الامكانيات؟

آخر تحديث 2019-02-14 00:00:00 - المصدر: جول


بقلم    علي سمير      تابعوه على تويتر

تتواصل التساؤلات والشكوك يوماً بعد الآخر حول المدرب الإسباني أوناي إيمري، وإمكانية نجاحه بالشكل المطلوب مع أرسنال.

سلسلة "وهمية" بلا هزيمة قضاها المدفعجية بأداء دفاعي متخبط، لتنقذه القدرات الهجومية لبعض لاعبيه وإجادة إيمري في دراسة الخصوم.

لاشك أن الفريق الحالي لأرسنال بإصاباته بغياب بيليرين وهولدنج وويلبك، لا يمكنه الوصول لأبعد ما حققه إيمري حتى الآن.

ومع ذلك يبدو التخبط الدفاعي وعدم الاستقرار التكتيكي، كعامل مقلق تجاه مدرب معروف لا تعتبر الاستمرارية أحد صفاته.

تغيير الخطة

إيمري بدأ الموسم بخطة 4/2/3/1 والتي تخلى فيها عن المهاجم الفرنسي أليكساندر لاكازيت، ليمنحه دوراً ثانوياً كورقة رابحة.

رغم الانتصار على واتفورد بثنائية في نهاية سبتمبر قام إيمري بتغيير الخطة ضد فولهام بالمباراة التي انتهت بفوز فريقه 5/1 إلى 4/2/2/2 وقدم الفريق المستوى الأفضل له هذا الموسم.

ورغم كل ذلك عاد لخطته الأصلية ضد ليستر سيتي ويستمر بها حتى قلبها تماماً إلى 3/4/2/1 ضد بورنموث.

ولعدم الإطالة فإن إيمري قام بتغيير خطته مع أرسنال في 26 مباراة خلال ما لا يقل عن 9 مباريات كاملة.

البعض يبرر الأمر بالإصابات وعدم تواجد أي لاعب جناح بالفريق، ولكن هل تحسن أداء الفريق أو تغير بشكله بتلك التغييرات؟

انعدام الهوية

منذ بداية الموسم الحالي وحتى الآن، يصعب معرفة هوية أرسنال أو الطريقة والأسلوب الذي ينتهجه الفريق بعد رحيل أرسنال فينجر؟

الضغط العالي أو المتأخر؟ الاستحواذ والتمريرات أم المرتدات؟ دفاعي متحفظ أم هجومي بحث؟

لا يوجد تفسير واضح لتلك الهوية المنعدمة، سوى كثرة التجارب التي يجريها إيمري على فريقه بشكل شبه معتاد.

معظم انتصارات أرسنال هذا الموسم جاءت بشكل باهت دفاعياً وهجومياً، باستثناء مواجهات ليستر سيتي، توتنهام وليفربول تشيلسي.

ودون ذلك تزايدت الأزمة لتصل إلى الفوز على هيديرسفيلد هذا الأسبوع، بواحد من أسوأ العروض للمدفعجية منذ سنوات طويلة.

غياب الخطة الثابتة والشكل الواضح، يجعل لاعبي أرسنال في حالة من نقص الوعي التكتيكي بأدوارهم في الملعب.

أيوبي يسأل عن الخطة

مباراة برايتون التي تعادل فيها أرسنال بأداء هزيل ومتواصل بهدف لكل فريق، كانت أحد الشواهد على هذه الأزمة.

أرسنال بدأ المباراة بخطة 4/3/1/2 بتواجد مسعود أوزيل كصانع ألعاب وأمامه أوباميانج ولاكازيت.

البداية كانت رائعة بهدف لأوباميانج، قبل أن يتعادل برايتون بخطأ فادح من السويسري ليشتاينر.

الأمور لم تكن كارثية قبل أن يتدخل إيمري بالشوط الثاني ويدفع بأيوبي على حساب أوزيل بين الشوطين.

عدسات التليفزيون التقطت يسأل زميله جرانيت جاكا ما الخطة؟ في مشهد يكشف كم التخبط ونتج عنه شوط متواضع كاد أن يتعرض فيه الفريق للخسارة.

غياب الإبداع

يستمر إيمري في الإصرار على استبعاد مسعود أوزيل، حسبما أشارت العديد من الصحف بأن أسلوبه لا يناسب خطة المدرب وراتبه لا يناسب سياسة النادي.

وهل استبعاد الألماني من المباريات يجعل أرسنال غير مطالب بدفع راتبه؟ محاولات إيمري تبدو غير منطقية مع الوضع الحالي للفريق.

المدفعجية يمتلكون ثنائي من أفضل المهاجمين في أوروبا، وكلنهما يعانيان الأمرين من العزلة التامة بدون أي صانع ألعاب.

الاجتهادات الفردية لأيوبي ومختاريان لازالت دون المستوى، ومع ذلك يصر إيمري على استبعاد أوزيل.

ربما لا يعتبر الألماني أكثر اللاعبين جهداً في الملعب، لكن رؤيته وإجادته التمرير في الثلث الأخير من الملعب، يجعل وجوده ضرورة لإيصال الكرة لأوباميانج ولاكازيت.

ومع كل هذه السلبيات يبقى السؤال الأهم.. هل يمكن لمدرب آخر تقديم أفضل مما حققه إيمري حتى الآن بالتواجد في المركز الخامس بفارق نقطة وحيدة عن مانشستر يونايتد؟

هل الإصابات ونقص الإمكانيات عذر كافي للظهور بشكل هزيل ضد كارديف سيتي وساوثهامبتون وهيديرسفيلد؟

جميع الإجابات تبدو مفتوحة ومنطقية نظراً للدائرة المغلقة التي يمر بها النادي بالسنوات الأخيرة بغياب الدعم المالي، لكن عدم محاولة إيمري على خلق فكر واضح وثابت يتفهمه لاعبيه ويعتادون عليه يبدو مشكلة جديدة تهدد تجربته مع النادي الإنجليزي.