زهيرة عادل فيسبوك تويتر
لا جديد، إنه شهر فبراير، أو هكذا يُطلق عليه في العالم بأكمله، لكن عند جماهير الكرة المصرية له اسم آخر، فهو شهر الكوارث، نعم، ربما الآن نكون أكثر واقعية.
بعد أيام قليلة من إحياء الذكرى السابعة لمجزرة بورسعيد، التي راح ضحيتها 74 مشجعًا للأهلي، وبعدها بأيام إحياء الذكرى الرابعة لمجزرة الدفاع الجوي، الذي شهدت استشهاد 20 مشجعًا للزمالك، اليوم تحل علينا الذكرى الـ45 لكارثة من أقدم كوارث الكرة المصرية ومن الأكثرها بشاعة.
ففي صباح 17 من فبراير عام 1974، كان جمهور الفارس الأبيض يستعد لحضور مواجهة الزمالك أمام دوكلا براغ بطل التشيك، لكن وقعت الكارثة في تمام الساعة الثالثة عصر ذاك اليوم.
80 ألف مشجعًا حضروا اللقاء من مدرجات حلمي زامورا بمقر النادي بميت عقبة، في الوقت الذي كان من المفترض أن تقام المباراة على استاد القاهرة "ناصر آنذاك"، حيث هو الذي يتسع إلى هذا العدد من الحضور وليس حلمي زامورا، الذي على الأكثر يتسع لـ45 ألف مشجعًا، لكن لم يكلف أي من المسؤولين وقتها نفسه بتأمين هذا الكم، فقط إيرادات المباراة المهم.
وقبل انطلاق المباراة بدقائق ومع تدافع عدد كبير وقلة مقاعد المدرجات، حدث ما لم يتمناه أحد وما لم يتوقعه فرد كذلك كونها مجرد مباراة ودية، وفجأة تهدم السور الأمامي للمدرج، ليسقط معه العشرات، ومع التدافع توفي 48 مشجعًا للفانلة البيضاء وأصيب العشرات.
لم يكن وقتها أمام محمد حسن لحلمي زامورا؛ رئيس القلعة البيضاء آنذاك، إلا أن ينزل إلى أرض الملعب ليعلن إلغاء المباراة، وبدأت الاتهامات بعدها ما بين ناديي الإسماعيلي والزمالك واتحاد الكرة، حيث حمّل مسؤولو الأبيض نظرائهم في الدراويش مسؤولية ما حدث كون الإسماعيلي هو المسؤول حينذاك عن تذاكر هذه المباراة المشؤومة.
ويقول طارق صالح، الذي توفي والده في هذه الكارثة، حول تفاصيل هذا اليوم، في تصريحاته لصحيفة "الأهرام": "والدي يرحمه الله كان يعمل مدير حسابات في أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجي في قصر العيني وكان يعشق الزمالك ويشجعه، ورغم أن منزلنا لا يبعد عن
مقر النادي في ميت عقبة سوي مسافة صغيرة فإنه لم يكن يفضل مشاهدة المباريات في الملعب.. كان يحب أن يتابعها عبر شاشات التليفزيون.. يستمع لصوت محمد لطيف أو علي زيوار وحسين مدكور وكانت مباراة دوكلا براغ هي أول وآخر مباراة يشاهدها من المدرجات".
وأضاف: "صديقه عم شوقي جاء له بتذكرة وكانت لها قيمتها الكبري.. فالكثير من الجماهير كانت تسعي خلفها وأقنعه بالذهاب لملعب الزمالك.. وبعد انتهاء العمل حضرا لمنزلنا.. وحذر والدي ووالدتي من ذهابي للملعب خوفًا من الإقبال الكبير للجماهير وقد شاهدت من شرفة منزلنا آلاف الجماهير لم يستطيعوا الدخول وخاصة بعد أن تم بيع تذاكر أكثر من العدد المسموح به.
"وعاد عم شوقي ولم يعد والدي.. وأخبرنا بأنه بسبب تدافع آلاف الجماهير سقطت النظارة من أبي فأثر عليه ذلك بشدة وسقط مع ضحايا المباراة".
هذه الكارثة الأولى التي تقع بالملاعب المصرية، لكن ربما لم تعط الدرس الكافي للمسؤولين، طبع تذاكر بعدد كبير أكبر من سعة المدرج، فهل تُلغى المباراة أم نجازف بأرواح البشر؟، بالطبع الإجابة معروفة عند المسؤولين، هل سنلغي الاحتفالية؟!، لا سنتركها كما تأتي تأتي
دون حسابات "بالبركة"، الأمر نفسه حدث في الأول من فبراير بعام 2012 بمجزرة بورسعيد، رغم التحذيرات قبل المباراة بوجود خطورة على حياة مشجعي الأهلي، إثر الاحتقان وقتها مع جمهور المصري، لكن أقيمت المباراة ووقعت الكارثة في نهايتها، وكذلك في الثامن من
شهر الكوارث فارقنا 20 من جمهور الزمالك، بسبب تعنت الأمن في تضييق المساحات على دخول الجماهير والتدافع والاختناق، على الرغم من نداءات البعض ممن رحلوا وممن نجوا بوجود حالات اختناق، لفتح الأبواب، لكن لا حياة لمن تنادي.
"تبي لاعب يمتّعك، هذا يمتّعك.. تبي لاعب يفوّزك، هذا يفوّزك.. تبي لاعب يخلّي المدرجات في حالة فرح، عليك بكارلوس إدواردو" - @AlkaabiAs ????️
لم يكن هدفًا عاديًا.. لذلك احتفالنا به لن يكون عاديًا.. مقصيّة سوبر من أفضل محترف في تاريخ #الهلال.. إدواردو أرماندو مارادونا! ???????????? pic.twitter.com/f8850msKD4
— موقع قول السعودي (@GoalSA) ١٧ فبراير ٢٠١٩