1000 يوم بطلًا لأوروبا - ريال مدريد .. خُلق لمنصات التتويج

آخر تحديث 2019-02-21 00:00:00 - المصدر: جول


    مصعب صلاح      تابعوه على تويتر

منذ نشأة ريال مدريد وهو فريق معتاد على حصد البطولات، بدأ بطلًا وحصد ألقابًا قياسية لم يصل لها أحد، حقبة ذهبية في الخمسينيات ثم نجاح في الستينيات وتفوق محلي في السبعينيات ثم انخفاض طفيف في الثمانينيات وعودة في نهاية التسعينيات ومطلع القرن العشرين.

فريق لا يعرف سوى تحقيق البطولات، يمرض أحيانًا ولكنّه لا يموت، فهو الفريق البطل الذي عرف الأفراح أكثر من الأحزان.

ومع مرور 1000 يوم على حصده بطولة دوري أبطال أوروبا والاحتفاظ بها طوال هذه الفترة نستعرض تاريخ هذا النادي العظيم.


النادي الملكي


مجموعة من الطلاب والأساتذة في جامعة "أوكسفورد" وجامعة "كامبريدج" قرورا إنشاء فريق أطلقوا عليه اسم "فريق سكاي لكرة القدم" في 1897 ليمارسوا اللعبة في منطقة "مونكلوا" بـ "مدريد" ولم تمر ثلاث سنوات حتى انقسم لفريقين هما "مدريد الجديد" و"مدريد الإسباني" الذي أصبح في 1902 "فريق مدريد الإسباني لكرة القدم".

ولم يحقق مدريد أي بطولة سوى في 1905 بحصد لقب كأس ملك إسبانيا، وانتظر حتى عام 1932 ليحقق أول لقب دوري في مسيرته ويكرر الإنجاز في العام التالي (1933) ويصبح أول فريق إسباني يحقق الليجا مرتين متتاليتين.

وقبل حصد لقب الدوري، وتحديدًا في 1920، خلع الملك ألفونسو الثالث عشر لقب "ريال" والتي تعني "الملكي" ليتغير اسم النادي للمرة الأخيرة إلى ريال مدريد، وشارك أندية ريال سوسيداد الباسكي وريال بيتيس الأندلسي  البلانكوس في لقب الملكية.

تولى سانتياجو برنابيو رئاسة نادي ريال مدريد في 1943 ولكنه لم يستمتع بممارسة مهامه كرئيس للنادي سوى عام 1953 بسبب الحرب الأهلية الإسبانية وبدأ ثورة الفريق الأوروبية باستقدام عدد من اللاعبين أهمهم خطف الأرجنتيني ألفريدو دي ستيفانو من برشلونة وشراء موهبة إسبانيا فرانشيسكو خينتو ليحصد الفريق 5 بطولات دوري أبطال أوروبا في الفترة من 1954 حتى 1960 ثم أضاف الفريق اللقب السادس في 1966.

وأصبح بعدها ريال مدريد أول فريق في أوروبا لديه الحق في وضع شعار شرفي على قميصه بعدد البطولات القارية التي حصل عليها.

وخلال هذه الفترة أيضًا، حصل الملكي على بطولة الدوري الثالثة بعد غياب دام 21 عامًا، ولكنه استمر في تحقيق البطولة طوال فترة الخمسينيات والستينيات باستثناء أعوام 1950 و 1951 و 1952 و 1953 و 1956 و 1958 و1960 و 1966.

1000 يوم سيطرة ريال مدريد على دوري أبطال أوروبا - أطول السلاسل التاريخية في القارة العجوز


خماسي الجوارح


ورغم غياب الملكي عن الساحة الأوروبية في فترة السبعينات، باستثناء الوصول لنهائي كأس الكؤوس الأوروبية في 1971 والذي خسره لصالح تشيلسي الإنجليزي بنتيجة 2-1، إلا أنّ ريال مدريد حصل على 5 بطولات في الدوري الإسباني و3 كؤوس محلية.

وفي الثمانينيات، لم يبدأ البلانكوس تحقيق البطولات سوى في منتصف العقد وتناوبت أندية إقليم الباسك "ريال سوسيداد وأتليتك بلباو" على تحقيق الدوري الإسباني، ولكن بقدوم  إيميليو بوتراجينيو ومانويل سانشيز ورافائيل فازكويز وميتشيل وميجيل بارديزا، أو ما يعرف باسم "خماسي الجوارح" تغير كل شيء وحصد النادي الملكي بطولتي كأس الاتحاد الأوروبي وخمس بطولات دوري إسباني على التوالي وبطولة كأس الملك وثلاث بطولات السوبر الإسبانية وبطولة كأس الدوري الإسباني.

وفي عام 1996 وقّع ريال مدريد مع الإيطالي فابيو كابيلو الذي استمر موسمًا واحدًا فقط حقق فيه الدوري الإسباني ليرحل بعد أن جلب أسماءً رنانة مثل  روبيرتو كارلوس، بريدراج مياتوفيتش، دافور سوكر، وكلارنس سيدورف ثم أتى الألماني يوب هانكس وجلب معه فيرناندو موريانتس ليحصد لقب دوي أبطال أوروبا السابع في 1998 بعد غياب 32 عامًا.

ولم يستمر هانكس سوى موسم واحد ورحل ليخلفه الهولنديجوس هيدينك والويلزي جون توشاك قبل أن يعود ديل بوسكي لقيادة الفريق في 1999.


نادي القرن


شهد مطلع القرن العشرين حصول ريال مدريد على لقب "نادي القرن" متفوقًا على ميلان الإيطالي، والذي أعلن مرحلة جديدة مع الفريق بعد ترشيح فلورنتينو بيريز لرئاسة النادي وقدوم البرتغالي لويس فيجو للفريق بعد أن كان قائدًا لبرشلونة الإسباني.

ومع ديل بوسكي، حصد الفريق بطولة دوري أبطال أوروبا مجددًا عام 2000 ثم في 2002 والدوري الإسباني مرتين والسوبر الإسباني مرة واحدة والإنتركونتينتال مرة والسوبر الأوروبي مرتين.

ورغم هذه المسيرة الناجحة، إلا أنّ عام 2004 شهد رحيل ديل بوسكي، ورغم وجود لاعبين على أعلى مستوى أمثال الظاهرة رونالدو البرازيلي والإنجليزي ديفيد بيكهام برفقة الفرنسي زين الدين زيدان والإسباني راؤول جوانزليس والبرتغالي لويس فيجو وغيرهم فشل الفريق في حصد أي بطولة في 2004 و2005 و2006 في الوقت الذي بنى النادي الكتالوني، غريم ريال مدريد التقليدي، فريقًا جديدًا بقيادة البرازلي رونالدينيو حصد معه لقب دوري أبطال أوروبا في 2006 ولقب الدوري الإسباني مرتين متتاليين 2005 و2006.

ومع رحيل بيريز وقدوم رامون كالديرون لرئاسة الملكي، حصل الفريق على بطولة الدوري الإسباني مرتين في 2007 و2008، إلا أنّه بات بعيدًا عن البطولات الأوروبية بخروجه المستمر من دور الـ 16 في دوري أبطال أوروبا في الفترة من 2005 حتى 2010.

وكانت الضربة القاضية للملكي في 2009 حينما حصد برشلونة أول ثلاثية لنادي إسباني وأول سداسية لفريق في العالم، كما سحق ريال مدريد على أرض "سانتياجو برنابيو" بنتيجة 6-2 ليتأكد إدارة الفريق أن النادي بحاجة لثورة جديدة.

وبداية الثورة كانت في 2009 بشراء البرتغالي كريستيانو رونالدو، الحاصل على لقب أفضل لاعب في العالم في 2008، من مانشستر يونايتد الإنجليزي والبرازيلي كاكا، الحاصل على الكرة الذهبية في 2007، من ميلان الإيطالي إلا أنّ الأمر لم يكن كافيًا، فخرج الفريق خالي الوفاض في 2010 كما ودّع دوري أبطال أوروبا من ثمن النهائي كالعادة.

حركية بنزيما وشجاعة سولاري - أسباب صحوة ريال مدريد الأخيرة


ثورة التصحيح


وكان قدوم البرتغالي جوزيه مورينيو، الحاصل على الثلاثية مع إنترناسونالي الإيطالي موسم 2009/2010، لصفوف الملكي بمثابة العودة الحقيقية للفريق، فقام بثورة في سوق الانتقالات بجلب عدد من اللاعبين أبرزهم الأرجنيتي أنخيل دي ماريا والألماني مسعود أوزيل.

وحصد "سبيشال وان" لقب الكأس في أول مواسمه بعد غياب 18 عامًا ثم لقب الدوري في العام التالي له بعد غياب 4 مواسم باتت فيها الليجا أيامًا في خزينة غريم المرينجي التقليدي، برشلونة، كما وصل لنصف نهائي دوري أبطال أوروبا 3 مرات متتالية وكسر عقدته.

ولم تستمر الأمور على مايرام في موسم مورينيو الثالث عام 2013، إذ خرج الفريق بدون بطولات بعد خسارة الدوري الإسباني لصالح برشلونة ونهائي كأس ملك إسبانيا لصالح الجار أتليتكو مدريد وخرج من نصف نهائي دوري أبطال أوروبا على يد بروسيا دورتموند.

كما اتسم الموسم بخلافات "سبيشال وان" المستمرة مع الصحافة واللاعبين أبرزهم أسطورة الفريق إيكر كاسياس وكريستيانو رونالدو وبيبي، لتنتهي فترة مورينيو.

وفي موسم 2013/2014 عاد ريال مدريد مع الإيطالي المخضرم كارلو أنشيلوتي لحصد لقب دوري أبطال أوروبا العاشر في مسيرة النادي وحقق لقب السوبر الأوروبي الثاني للفريق وأول كأس عالم للأندية مع النادي بجانب لقب كأس ملك إسبانيا.

ولكن أبرز ما أنجزه أنشيلوتي هو إعادة الهدوء والاستقرار لغرفة ملابس ريال مدريد وتجنب مشاكل الصحافة.

وتأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، فانتهى موسم ريال مدريد في 2014/2015 بدون أي بطولة، في الوقت الذي حصد منافس الفريق، برشلونة، الثلاثية الثانية في تاريخه، ليقرر بيريز إقالة أنشيلوتي واستقدام الإسباني رافاييل بينيتيز.

ومع قدوم بينيتيز، لم تتحسن الأمور على الإطلاق، بل خسر الفريق بالرباعية من برشلونة على ملعبه، ليرحل المدرب الإسباني غير مأسوف عليه، ويقود زين الدين زيدان الفريق.

ومع زيزو، حصد الفريق لقب دوري أبطال أوروبا 3 مرات على التوالي بجانب لقب الدوري الإسباني مرة وكأس العالم للأندية 3 مرات.

وأبرز ما قدّمه زيدان هو تصعيد عدد من اللاعبين الشباب أمثال ماريانو دياز وماركو أسينسيو وناتشو فيرنانديز، ليؤسس فريقًا للمستقبل.

33 بطولة دوري إسباني و13 بطولة دوري أبطال أوروبا ليصبح ريال مدريد الأكثر تحقيقًا لليجا والتشامبيونزليج، كما حصد 19 لقب كأس ملك إسبانيا و10 بطولات سوبر إسباني، و4 بطولات سوبر أوروبي وبطولتي الدوري الأوروبي و4 بطولات كأس العالم للأندية وثلاث بطولات إنتركونتينتال.

فريق ريال مدريد، امتلك ماضٍ من ماس، فهو فريق القرن العشرين في أوروبا، وحاضر من ذهب بحصد دوري أبطال أوروبا 13 مرة من بينها 4 خلال آخر 5 سنوات، ومستقبل مشرق بلاعبين واعدين في أكاديمية "كاستيا".