أحمد أباظة فيسبوك تويتر
عبثاً حاول الأندلسيين.. برشلونة يعود من التأخر مرتين ويتغلب على إشبيلية 4-2 ضمن منافسات الأسبوع الخامس والعشرين لليجا.
4-3-3 بدأ بها إرنستو فالفيردي مباراته، سيميدو ينتزع المزيد من الفرص ولكن بشكل أقل تلك المرة حيث لم يقدم الشوط الأول المرجو إطلاقاً، فيما عاد صامويل أومتيتي للمرة الأولى منذ 4 أشهر تقريباً، مدافع كبير كان برشلونة بحاجة إليه، ولكن هل كان رامون سانشيز بيثخوان هو الملعب المناسب لتلك العودة حقاً؟
بالأمام تواجد الثلاثي ميسي وسواريز وكوتينيو، أمام ثلاثي وسط جمع بين بوسكيتس وراكيتيتش وفيدال، ولكن مرة أخرى لا يظهر الأخير كما ينبغي، بعض الأمور لا تسير كما يريد الجميع لها أن تسير أبداً.
على الجانب الآخر حل إشبيلية بـ4-4-1-1 بحلول نافاس وبروميس على الطرفين ووجود سارابيا تحت بن يدر، بحثاً عن السيطرة على العمق والأطراف بحلول مناسبة تسمح بالانكماش لمجابهة هجوم الكتلان وخاصةً ميسي، ومن ثم تسمح أيضاً بسرعة التحول والارتداد لإيلام دفاع الخصم.
بالفعل هذا ما تحقق بمرتدة قادها بن يدر، ليأتي نافاس من يمين الوسط وينهيها ببراعة من المساحة الخاوية تماماً، ولكن الأمر هنا لم يتعلق فقط بعدم قدرة إشبيلية على محاصرة ميسي طوال الوقت، بل بسوء الرقابة الدفاعية أيضاً، فأن تصل العرضية من راكيتيتش عبر الهواء فيسددها ليو بقدمه بتلك الأريحية، هذا لا يعود فقط إلى مهارة الأرجنتيني الواضحة في هذا الإنهاء الرائع بالطبع، بل أيضاً بعدم وجود من يضايقه.
مرة أخرى، محاولة ضد نفس اليسار الكتالوني، نفس محاولة التغطية من بيكيه، تمريرة سلسة من سارابيا إلى ميركادو غير المُراقب الذي يلقي بالكرة في زاوية تير شتيجن البعيدة مرة ثانية، شوط أول ينتهي بتقدم إشبيلية بعد عيوب دفاعية واضحة في الرباعي الخلفي، وتكافؤ كبير على صعيد الفرص كان لا بد من تحطيمه ليفوز البارسا بهذا اللقاء.
على الفور تحرك فالفيردي بسحب سيميدو وفيدال دفعة واحدة ليُلقي بسيرجي روبرتو وعثمان ديمبيليه بدلاً منه، كل ذلك ولا زلنا لا نعرف ماذا يفعل كوتينيو هنا، عام قد مر على هذا السؤال دون إجابة، ولكنه استمر على اليسار، فيما اجتاح ديمبيليه اليمين ليدخل ميسي في العمق تحت سواريز وتتحول الطريقة إلى 4-2-3-1.
لم يشاهد ماشين هذا الأمر صامتاً، فخرج ميركادو وحل فرانكو فازكيز بدلاً منه، ليتحول إلى 3-4-2-1، بوجود البديل رفقة سارابيا تحت بن يدر، واستمرار نافاس وبروميس على الأطراف مع انكماش الدفاع من الخلف للتحكم في محاولات البارسا لاختراقه. ولكن في مساحة واحدة تم خلقها، مرر ديمبيليه لميسي ليسدد ببراعة في أقصى الزاوية جالباً التعادل مرة أخرى.
مع إشادة كاملة يستحقها أفراد رائعين مثل بروميس وسارابيا، إلا أنه يجب القول بأنه كان فوزاً سانحاً فرط به إشبيلية بأخطاء مدافعيه، مهما كان ميسي استثنائياً بطبيعة الحال. على الجانب الآخر أتى تغيير فالفيردي الأخير جيداً، حتى وإن كان ألينيا ليس الخيار الأفضل دائماً، إلا أنه على الأقل كوتينيو قد خرج بعد نفاد بطاريته بطبيعة الحال.
كرة تصطدم بكاير عن طريق الخطأ فتتحول إلى بينية باتجاه ميسي المنفرد، لمسة سلسة فوق الحارس تنهي الأمور، ولكن إشبيلية الذي أفرط بالدفاع قد استطاعته دون أن ينجح في إغلاق المساحات كما ينبغي، خرج وأطلق قواه الهجومية بشراسة وكاد أن يتعادل مجدداً، قبل أن تصل بينية ليو إلى سواريز الذي وضعها بلمسة رائعة وسهلة، ليفتح باب التساؤل عن أين كانت تلك السلاسة أمام ليون.
بهذا الشوط الأول الذي قدمه برشلونة يحق لجميع جماهيره القلق بشأن الكلاسيكو المقبل في نصف نهائي الكأس، ولكن مع تصاعد حالة ميسي بعد شهر شحيح من جانبه، قد لا يكون هناك أي داعي للقلق.