سياسيون فلسطينيون: إصلاح منظمة التحرير ليس مرتبطا بأشخاص

آخر تحديث 2019-02-25 00:00:00 - المصدر: قناة الغد

شدد سياسيون فلسطينيون على ضرورة اتخاذ خطوات عملية لإصلاح منظمة التحرير الفلسطينية، وإعادة بنائها على أسس وطنية قائمة على الشراكة، باعتبارها البيت الجامع لكل مكونات النظام السياسي الفلسطيني، كخطوة أولى لمواجهة التحديات الخطيرة التي تعصف بالقضية الفلسطينية.

وأكد السياسيون على أن حالة الغليان التي تشهدها الساحة الفلسطينية نتيجة فشل كل الجهود المبذولة لتحقق المصالحة وإنهاء حقبة الانقسام الأسود هى من أوصلت إلى حالة التأزم القائمة حاليا والتي طالبت برحيل الرئيس محمود عباس، الأمر الذي يتطلب سرعة التحرك من الجميع لانقاذ الجبهة الداخلية الفلسطينية.

إعادة بناء المؤسسات

وقال السياسي والقيادي في حركة فتح، سفيان أبو زايد، إن “منظمة التحرير الفلسطينية ليست مرتبطة بأشخاص، الأشخاص ذاهبون في طريقهم وتبقى المنظمة إرثا وطنيا للكل الفلسطيني، وإن المنظمة هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.

وشدد أبو زايدة على أنه لكي تحافظ المنظمة على مكانتها هذه يجب أن يعاد بناء مؤسساتها بحيث تمثل الكل الفلسطيني، بناء المؤسسات بما يعني انتخاب مجلس وطني جديد، ومجلس مركزي، بما في ذلك انتخابات ممثلي النقابات والاتحادات.

وذكر القيادي الفتحاوي، أن منظمة التحرير اكتسبت احترامها لدى كافة أبناء الشعب الفلسطيني منذ تأسيسيها على مدار العقود الماضية لأنها لم تميز بين أبناء الشعب الفلسطيني، لم تميز بين شهيد أو جريح أو أسير أو مقاتل، أما الحال الآن ليس كما يجب، حيث باسم م.ت.ف وتحت غطائها تم حرمان شهداء وجرحى وأسرى من حقوقهم.

المنظمة ليست نظاما سياسيا

وقالت عبير عبد الرحمن ثابت، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر بغزة، إن “منظمة التحرير الفلسطينية ليست نظاما سياسيا حتى تسقط ويسقط رئيسها عبر تظاهرات موجهة، لأن منظمة التحرير الفلسطينية هي مظلة تجمع حركات تحرر وطني تستمد شرعيتها من الشرعية الثورية التي مضمونها النضال والانتفاض في وجه الاحتلال الإسرائيلي”.

ورأت ثابت، أن سقوط المنظمة سيكون بمثابة كسر آخر قشة يتعلق بها الشعب الفلسطيني الغريق، وأن من ينادى في قطاع غزة برحيل الرئيس؛ هل يسمحوا للشعب بالخروج لمطالبة حكام غزه بالرحيل خاصة في ظل ما وصلت إليه أوضاع قطاع غزه بعد ما يزيد من عقد من عمر حكمهم، وذلك بعد أن حولوا غزة إلى مكان غير صالح للحياة الآدمية باعتراف الأمم المتحدة أم أن شرعية القوة تكيل بمكيالين.

استياء غالبية الشعب

أما الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم أبراش، رأى أن ما وصل إليه حال منظمة التحرير والسلطة الوطنية لا يسر أحدا، بل يثير استياء غالبية الشعب الفلسطيني، ولكن نُعيد التأكيد بأن السلطة ليست المشروع الوطني، بل هي مشروع تسوية ونتاج لاتفاقية أوسلو”.

واوضح أبراش، أن الخلل الذى أصاب منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية كان بسبب الكثير من الأخطاء المتراكمة، وأنهما ليستا منزهتين عن الخطأ، بل نقول إن كثيرا من الأخطاء والخلل صاحبت مسيرتهما، سواء تعلق الأمر بإدارة الأمور الداخلية في مناطق السلطة ومع مكونات النظام السياسي أو في كيفية إدارة ملف المفاوضات والتعامل مع إسرائيل”.

واستطرد قائلا: “ولكن ما آل إليه حال السلطة ومنظمة التحرير لا يعود للأخطاء الداخلية فقط، بل يمكن القول بأن هذه الأخطاء كانت ثانوية إذا ما قارناها بتأثير المخطط الإسرائيلي والأمريكي للقضاء على منظمة التحرير وإفشال الدور الوطني للسلطة الفلسطينية، بالإضافة إلى ممارسات قوى المعارضة الفلسطينية”.