ضوابط تفاعل الفرق الرياضية على حساباتها الرسمية

آخر تحديث 2019-03-04 00:00:00 - المصدر: قناة الغد

تعتقد سما بادي، البالغة من العمر 13 عاما، أن لديها القدرة والموهبة والملكات التي تؤهلها للعب في منتخب وطني ليبي لكرة القدم النسائية في المستقبل، لكن عاشقة الكرة أمامها طريق شاق وطويل يتعين عليها السير فيه.

وسما بادي هي واحدة من بين 30 أخريات يتدربن في أكاديمية لكرة القدم مخصصة للفتيات فقط في العاصمة الليبية طرابلس، حيث يتعلمن أساسيات الرياضة الأكثر شعبية في العالم.

وتقول الفتاة، وهي ترتدي قميصا أبيض اللون لكرة القدم، “‏اخترت كرة القدم لأن هي للكل مش للولاد بس، من زمان وإحنا ‏‏نلعب في كورة في مدرسة، ‏يقولون لا البنات مفروض (ميلعبوش) ‏‏لا تلعب كرة القدم، لكن هي للكل ‏في الخارج كلهم يلعبوا، فيه مفروض حتي ليبيا ‏نتطور، فيه نشكر أستاذ محمد وأستاذ مصطفي إن ‏خلونا ‏‏نحقق ‏حلمنا لنا.. هدا واحد من الأحلام”.

وتضيف “نبي (نريد) نوصل للمنتخب مثلا، نبي نلعب ضد العالم الثاني لأن ‏بينهم إن ليبيا يحبوا يلعبوا كرة ويعرف يلعبوا كره يعني غيروا الفكرة عننا”.

ومنذ افتتاحها قبل شهر واحد فقط، يسبح المدربون في أكاديمية التواتي ضد التيار ويواجهون الصعاب في بلد يهيمن فيه الرجال على الأنشطة في الأماكن العامة والمفتوحة.

واستقدمت الأكاديمية، التي يقول مؤسسوها إنها الأولى من نوعها في ليبيا، الفتيات عبر إعلانات في المدارس بطرابلس.

ويقول المؤسسون إن الأكاديمية تهدف إلى تعزيز ودعم المواهب النسائية في المجالات الرياضية.

لكن الفكرة لم تسلم من النقد بمجرد أن نشر المنظمون صورا على الإنترنت للفتيات أثناء التدريب على كرة القدم. لكن المدرب محمد التواتي، يقول إن كل التعليقات موضع ترحيب.

ويضيف “في الحق في التوصل الاجتماعي ‏لقيت ‏تعليقات سلبية هلبه (كثيرة) يعني بسبب الموضوع هذا.. لكن أنا كل واحد له ‏قناعة زي متقول الناس ‏قناعات إحنا. فالتعليقات السلبية ممكن ناخدها بعين الاعتبار.. ممكن فيه ناس دارت تعليقات سلبية ‏نصحان (يقدم النصيحة).. عن طريق سلبي ‏لكن نصحني ونأخذ الإيجابية بكل رحابة صدر وحتي السلبية نأخذها بكل رحابة صدر”.

وتتناقض ممارسة هذه الرياضة التي هي حكر على الذكور وارتداء السراويل القصيرة مع السلوك المحافظ للمجتمع الليبي. وترك الفتيات أنفسهن هذه المشاكل.

وتقول مدربة كرة القدم، حدهم العابد، “طبعا إحنا المجتمع الليبي مجتمع ‏‏متحفظ أول ما نزلوا صور للاعبات‏‏ ‏الناشئات طبعا هلبه (كتير) تعليقات وتعليقات وكله سلبيات.. وإحنا رغم هذا بإذن الله راح ‏نتحدى هذه الصعوبات ونكون من أحسن إلي أحسن.. وأنا نتمني إن المجتمع الليبي يكون ‏متجاوب مع هده الفتيات الصغيرات حتي الملابس يكون هو لبس محتشم مثل ما هم ‏لابسين شورت ‏تحته سروال.. كل الدول العربية عندها فرق نسائية من الناشئين أواسط أشبال كبار ما عدا ليبيا”.

ويمثل تشجيع أولياء الأمور عاملا مهما. وتواظب الأمهات على حضور التدريب وتشجيع بناتهن.

وتقول والدة إحدى المتدربات وتدعى رانيا الشريف “‏كلي أمل أن هم يأخذوا النواة هذه ويطلع منها فريق من الناشئين.. الناشئات.. وتستمر علي طول العام.. مش مجرد تضييع وقت ولا ‏ممارسة رياضة في وقت الفراغ…”

وتم تشكيل الفريق الوطني النسائي الليبي في عام 1997، لكن تم اعتماده فقط للعب مباريات “كرة القدم الخماسية”، على ملاعب صغيرة ومغلقة. ولا يحظى الفريق باعتراف من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).

ومن الصعب على لاعبات كرة القدم المحترفات ممارسة الرياضة بحرية في ليبيا. وقد توقفت أنشطتها عدة مرات منذ اندلاع الانتفاضة البلاد عام 2011.