05 مـارس.2019 - 12:52 | عدد القراءات: 38
إلى الوردة العراقية (ليلى)
حسين الصدر
-1-
عصاباتُ النهب والسلب التي تسترت بأغطيةٍ عديدة ، وحملت عناوين شتى ، ..وأنهكت العراق والعراقيين ، لا تمثّل العراق وأهله ، وانما تمثّل أصحابها الذين استهوتم الأموال ، وجعلوها كعبتهم التي يتوجهون اليها دون كلل أو ملل ..
-2-
وانهم لا يستطيعون أن يحجبوا الوجه العراقي الناصع عن الانظار، وُتظهِرُ الحوادث والتجارب هنا وهناك عمقَ الأصالة العراقية ، وحجمَ النبل والمروءات التي يحملها الطيبون والطيبات من أبناء دجلة والفرات.
ونحن نحرص على تدوين بعض تلك اللقطات ،التي تبرز في مختلف الساحات والمناسبات ، حرصاً منّا على إلفات الانظار لما انطوت عليه من عناصر الرفعة السمو الانساني …
-4-
قرأتُ قصة الفتاة العراقية (ليلى)، والتي تعيش الآن في ألمانيا مع اهلها
الذين تركوا العراق ولجأوا الى المانيا – وسررتُ كثيراً حينما رأيتُ انها
تركت الوطن ولكنها لم تترك مكارم صفاتِه والأصيل من أخلاقياتِه …
لقد عثرت (ليلى) على مجوهرات ثمينة ، قُدّرتْ قيمتُها بما يعادل آلاف الدولارات ، ومن المعلوم انّ الحليّ والمجوهرات الثمينة هي من أحبّ المقتنيات للمرأة عموما، وللفتيات خصوصا، فماذا صنعت (ليلى) بتلك المجوهرات ؟
انها بحثْت عن صاحِبَتِها ،
وتبيّن انّها امرأة في السبعين من عمرها، فأعادت اليها ما فقدته من مجوهراتها، مما جعل المرأة مبهورةً بهذه الفتاة العراقية الأصيلة .
وكما هي العادة ، سارعت المرأة الى تقديم المكافأة المناسبة الى (ليلى)، في منحى واضح الدلالة على الشكر والتقدير، ولكنّ (ليلى) رفضت رفضاً تاماً ان تقبل بتلك المكافأة …
وهنا تكمن الرفعة والشموخ
وأخيراً :
فان هناك من المحسنّات البديعية ما يسمى (بالجناس) وهو الاتيان بلفظ واحد ، له أكثر من معنى ، وبذلك يضفي المتكلم رونقا على كلامه …
والمثال المعروف بذلك : –
طرقتُ الباب حتى كلَّ مَتْنِي
ولمّا كَلَّ مَتْنِي كلّمَتْنِي
وعلى ( ليلى ) ينطق قول الشاعر المعاصر :
سلامٌ على ربّةِ الحُسْن (لَيْلى )
صباحاً وظهراً وعصراً وليلا
وهي تستحق هذا السلام المتواصل ، بما صنعته مِنْ فعلٍ نابضٍ بكل ما يوجب الثناء والتقدير .