مقتل ما لا يقل عن 16 في تفجير انتحاري بمدينة جلال أباد في أفغانستان

آخر تحديث 2019-03-06 00:00:00 - المصدر: قناة الغد

تسعى الولايات المتحدة إلى الحيلولة دون أن يؤثر التوتر القائم بين الهند وباكستان على دولة ثالثة.. ألا وهي أفغانستان حيث تُبذل جهود هشة لإحلال السلام وإنهاء ما يربو على 17 عاما من الحرب ضد حركة طالبان.

وتركز إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على تهدئة التوتر بين الهند وباكستان منذ أن أدى هجوم انتحاري بسيارة ملغومة في كشمير الهندية يوم 14 فبراير/ شباط إلى أول ضربات جوية هندية داخل باكستان منذ حرب وقعت بين البلدين عام 1971.

وقال مسؤولون أمريكيون كبار لرويترز إن الولايات المتحدة تحدثت مع مسؤولين باكستانيين كبار تأكيدا على الحاجة للحد من خطر الصراع وإن إسلام اباد وجهت تحذيرات بشأن أفغانستان في أحاديث خاصة.

وقال مسؤولون أمريكيون طلبوا عدم نشر أسمائهم إن المسؤولين الباكستانيين ذكروا أن قدرتهم على دعم محادثات السلام الأفغانية قد تصبح في خطر في حالة نشوب أزمة كاملة مع الهند.

وتحدث مسؤول أمريكي عن التحذيرات التي نقلتها باكستان لواشنطن قائلا “سيكفون عن لعب دور الوسيط وسيوقفون الضغط الذي يمارسونه” على طالبان.

ونفت باكستان أي دور لها في التفجير الانتحاري بكشمير. لكن جماعة جيش محمد التي تتمركز في باكستان أعلنت مسؤوليتها عنه. وتتهم الهند جارتها منذ وقت طويل بدعم الجماعة.

واتهمت الولايات المتحدة باكستان بوجود صلات تربطها بمتشددي طالبان الذين يحاربون القوات الأمريكية والقوات الحكومية الأفغانية المدعومة من واشنطن في أفغانستان المجاورة.

وذكرت رويترز في وقت سابق أن مسؤولين أمريكيين لاحظوا تغييرا إيجابيا في تصرفات باكستان في الآونة الأخيرة.

وتلعب باكستان التي يختلف موقفها من الحرب في أفغانستان عن الموقف الأمريكي دورا من وراء الستار لدعم محادثات السلام الأمريكية مع طالبان الأفغانية بما في ذلك تسهيل السفر للمشاركة في المفاوضات.

وحذر مسؤولون أمريكيون حاليون وسابقون من أن إسلام اباد قد تعود للعب دور المعرقل.

وقالت لوريل ميلر وهي مسؤولة سابقة بوزارة الخارجية الأمريكية “لا أعتقد أن باكستان تملك القدرة على إحلال السلام في أفغانستان لكنهم قطعا يملكون القدرة على عرقلة ذلك”.

تحرك القوات

وخففت الهند وباكستان من الأعمال العدائية على ما يبدو في الأيام القليلة الماضية بعد أن أصبحت الدولتان على شفا حرب أخرى. لكن لم يتضح إن كان هذا الهدوء سيصمد.

وحذر مسؤول باكستاني في واشنطن طالبا عدم نشر اسمه من أن هناك “احتمالية قوية جدا” أن يتم نقل القوات الباكستانية من الحدود مع أفغانستان لتعزيز مواقع قرب الهند إذا لم يهدأ التوتر مع نيودلهي.

وقالت مليحة لودهي سفيرة باكستان لدى الأمم المتحدة لرويترز إن تركيز بلادها قد يتحول تماما إلى الحدود الباكستانية الشرقية مع الهند.

وأضافت “إذا استمرت الأزمة مع الهند فستكون باكستان ملزمة بوضع كامل تركيزنا على حدودنا الشرقية. وهذا قد يؤثر على جهودنا على جبهتنا الغربية”.

وقال المسؤول الباكستاني في واشنطن إن بلاده لم تركز على أفغانستان منذ تصاعد التوتر مع الهند الشهر الماضي مضيفا أنه ستكون هناك تداعيات على محادثات السلام.

ويرى مسؤولون أمريكيون حاليون وسابقون أن باكستان ربما تبالغ في مخاطر انهيار محادثات السلام الأفغانية التي استؤنفت مطلع الأسبوع في الدوحة. وأشار المسؤولون الذين طلبوا عدم نشر أسمائهم إلى أن إسلام اباد تضع مصالحها نصب عينيها عند السعي للتأثير في عملية السلام في أفغانستان المجاورة.

لكن مسؤولين أمريكيين آخرين يقولون إن أي أزمة كبيرة تتعلق بالهند ستصبح الشغل الشاغل لإسلام اباد وهذا سبب آخر يجعل الحد من التوتر أمرا مهما.

وفي أفغانستان، استدعت وزارة الخارجية مبعوث باكستان إلى كابول بعدما صدرت عنه تحذيرات مشابهة.

ويقول دبلوماسيون مخضرمون إنه إذا ضغطت الولايات المتحدة على باكستان بشدة لمحاربة المتشددين فإن إسلام اباد قد تخفض دعمها لعملية السلام.

وقال دان فيلدمان الممثل الأمريكي الخاص السابق في أفغانستان وباكستان إن الكثير من المسؤولين الباكستانيين الذين تعاملوا مع الهند كانوا أيضا مسؤولين عن أفغانستان مضيفا أن التوتر قد يؤثر على محادثات السلام.

وأوضح أن غياب التركيز الأمريكي على جنوب آسيا يثير مشكلة.

وقال فيلدمان “نحتاج إلى تركيز أكبر بكثير وتفكير استراتيجي من جانب إدارة ترامب في هذه المنطقة ووسيلة فعالة لتنفيذ هذه الاستراتيجية”.