أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج، اليوم الأربعاء، أنه سيجري محادثات مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف هذا الأسبوع، في إطار الجهود الرامية لإنقاذ معاهدة الحد من الصواريخ النووية المتوسطة المدى الموشكة على الانهيار.
وقال ستولتنبرج في اليوم الأول من اجتماع وزراء دفاع الحلف في بروكسل “أتوقع لقاء الوزير لافروف في ميونيخ، وأعتقد أنه من المهم التحاور مع روسيا خاصة عندما نواجه العديد من القضايا المختلفة كالتي نواجهها اليوم”.
وأضاف “بالطبع لدينا مجموعة واسعة من الخيارات الأخرى، التقليدية وغيرها من الخيارات، ولن أخمن بشأنها الآن”.
وبدأت الولايات المتحدة في وقت سابق من هذا الشهر عملية الانسحاب من المعاهدة ردا على نشر موسكو نظام “9 أم 729” الصاروخي، ما دفع روسيا إلى إعلان انسحابها من المعاهدة.
ولن يبدأ سريان الانسحاب الأمريكي من المعاهدة قبل أغسطس/آب 2019، ما يتيح فرصة ستة أشهر لإنقاذ المعاهدة.
وأثار احتمال انهيار المعاهدة التي تحظر الصواريخ التي تطلق من البر على مدى يتراوح ما بين 500 و5500 كلم، مخاوف من سباق تسلح جديد في أوروبا.
إلا أن ستولتنبرج قال إن الحلف لا يعتزم نشر “أية أنظمة صاروخية برية جديدة في أوروبا”.
ووقع المعاهدة في 1987 الرئيس الأمريكي آنذاك رونالد ريجان والزعيم السوفياتي ميخائيل جورباتشيف.
والأربعاء شن جورباتشيف هجوما قاسيا على واشنطن بسبب قرارها الانسحاب من المعاهدة. واتهم الولايات المتحدة في مقال نشرته صحيفة فيدوموستي الروسية، بالتخلي عن الاتفاق “لتحرير نفسها من أية قيود في مجال الأسلحة، والحصول على التفوق العسكري المطلق”.
وتطرق ستولتنبرج إلى تعزيز الخيارات التقليدية، على أن تقوم الدول ال29 بزيادة نفقاتها الدفاعية لجعلها تصل إلى 2% من إجمالي الناتج المحلي عام 2024 والعمل لكي تكون قادرة على نشر 30 سفينة حربية و30 سربا جويا و30 كتيبة قتالية خلال ثلاثين يوما.
من جهته قال وزير الدفاع البريطاني جايفين وليامسون “علينا أن نبقي كل الخيارات مفتوحة لمواجهة التهديدات”.
كما قالت وزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فون دير ليين في الإطار نفسه “من المهم عدم البدء باستثناء خيارات بل إبقاء كل الأوراق على الطاولة”، مضيفة “الأمر ليس محصورا بخيارات عسكرية فحسب، بل أيضا بخيارات اقتصادية وسياسية”.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب اتهم ألمانيا بتمويل تسليح روسيا بشكل غير مباشر عبر شراء الغاز الروسي، وزيادة ارتباطها بموسكو عبر مشروع أنبوب الغاز “نورث ستريم 2”.
وقال ستولتنبرج أيضا “سندرس خيارات عدة في حال لم نتمكن من إنقاذ المعاهدة” مضيفا “إن تصنيع روسيا صواريخ جديدة تهديد جدي لأمننا، وهو يندرج في مجموعة من القرارات المقلقة مثل استخدام القوة ضد جيرانها”.
وتابع ستولتنبرج “الحلف الأطلسي لا يقف مكتوف الأيدي. نحن نقوم بالكثير لكننا لا نريد الدفع إلى تدهور بدون طائل”.
وستناقش كل هذه المواضيع خلال يومي الاجتماع في بروكسل.