بدأ الديمقراطيون تنفيذ استراتيجية «النزف البطىء»، لعزل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بمحاصرته بالتحقيقات والاستجوابات، حتى يتم التخلص من رئاسته، بحسب تقديرات الدوائر السياسية والحزبية في واشنطن، بينما تؤكد صحيفة «إندبندنت» البريطانية، أن مجلس النواب الأمريكي،سوف يلجأ إلى استراتيجية خاصة تقوم على دفع ترامب «للنزف ببطء»، وذلك عوضا عن المضى قدما فى إجراءات صريحة لعزله، خشية أن تتسبب هذه الإجراءات فى تعاطف الرأى العام لصالحه.
مواجهة تشريعية تمهد لإجراءات عزل ترامب
ودشنت لجنة الشئون القضائية بمجلس النواب، مرحلة جديدة من المواجهة التشريعية بين الأغلبية الديمقراطية بمجلس النواب والرئيس الأمريكى دونالد ترامب، بعد مطالبة لجنة الشئون القضائية بالنواب من 81 شخصا بينهم نجل ترامب الأكبر، تسليم مستندات مرتبطة بمختلف جوانب حياة الرئيس الأمريكي، بعد أن أصدر «جيرولد نادلر»، الرئيس الديمقراطى للجنة، طلبا رسميا إلى عشرات الأشخاص والجهات المرتبطين برئاسة ترامب ونشاطه فى مجال الأعمال، وذلك بشأن تسليم عدد من الوثائق والمستندات التى تم تحديدها سلفا.. وأوضح «نادلر»، أنه بطلبه يستهدف عرض قضية متكاملة أمام الشعب الأمريكى بشأن «عرقلة العدالة، والفساد، وسوء استغلال السلطة».. وترى صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، أن مطالب نادلر واتهاماته، تضع «الأسس اللازمة للبدء لاحقا فى إجراءات العزل أو اتخاذ الكونجرس لقرار ما».
ثلاث لجان أخري تلاحق ترامب
ولا يقتصر الأمر على مواجهة ترامب لاستجوابات وتحقيقات لجنة الشئون القضائية بمجلس النواب، بعد أن تقدمت ثلاث لجان أخري، وهى: لجنة شئون المخابرات، ولجنة الشئون الخارجية، ولجنة الرقابة والإصلاح، بطلبات إلى البيت الأبيض ووزارة الخارجية لتقديم معلومات حول المقابلات التى جمعت ترامب ونظيره الروسى فلاديمير بوتين بشكل منفرد، وكذلك ما دار فى محادثاتهما الهاتفية، ومطالب بسماع شهادة المترجم الذى شارك فى الجلسة الثنائية المغلقة التى جمعت ترامب وبوتين فى هلسنكى الصيف الماضي.. وتطالب اللجان الثلاث بتوضيح إجابات محددة حول ما إذا كان لهذه اللقاءات والمحادثات أى آثار على السياسة الخارجية الأمريكية، وما إذا كان ترامب قد طالب بإخفاء أى تفاصيل حول هذه الوقائع.
جرائم في سبيل الفوز بالرئاسة
وحول تفاصيل مطالب لجنة الشئون القضائية بمجلس النواب..قال رئيس اللجنة: إنه سيطالب بتسليم مستندات محددة من جانب «آلين ويزيلبيرج»، مدير الشئون المالية بحملة ترامب الانتخابية. وكذلك من جانب «مايكل كوهين» المحامى السابق لترامب. والذي كان وراء التورط المباشر من جانب ترامب فى عدد من الجرائم سواء خلال سعيه للفوز بالرئاسة أو خلال وجوده بالبيت الأبيض، وهو الذي دفع مبالغ مالية مقابل شراء صمت سيدات تورطن فى علاقات مع الرئيس الأمريكي.
ترهيب الشهود المحتملين
وأوضح رئيس لجنة الشئون القضائية،أنه فيما يتعلق بعرقلة العدالة تحديدا، فإن قيام «ترامب» بإقالة مدير مكتب التحقيقات الفيدرالى «إف. بي. آي» جيمس كومى عام 2017 يمكن أن يندرج تحت هذا البند، فقد كان «كومى» يتولى قبيل إقالته تحقيقا حول تأثير روسيا على مجريات الانتخابات الرئاسية عام 2016، وتحديدا لصالح حملة ترامب، والأمر ذاته ينطبق على ما يمكن اعتباره ترهيبا من جانب ترامب لشهود محتملين فى إطار إدعاءات ضده.
«أجندة عزل».. محطة على الطريق
وأضاف جيرولد نادلر، النائب الديمقراطى، ورئيس لجنة الشئون القضائية لوسائل الإعلام الأمريكية، إن إثبات «الإفساد المتعمد لعملية انتخابية نزيهة» سيكون بمثابة «جريمة تتطلب العزل»، ولكن مسألة عزل الرئيس لاتزال محطة بعيدة على الطريق.
وفي المقابل.. هاجم البيت الأبيض بشراسة قرار لجنة الشئون القضائية بمجلس النواب ذى الأغلبية الديمقراطي، مطالبة العشرات من مساعدى الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بتقديم مجموعة من المستندات المتعلقة برئاسة ترامب و نشاطه بمجال الأعمال.. ويرى زعيم الأقلية الجمهورية بمجلس النواب، كيفين مكارثى، أن رئيس لجنة الشئون القضائية لديه «أجندة عزل»..وأضاف إنه مع قرب الكشف عن نتائج تحقيق روبرت مولر بشأن إدعاءات التعاون بين حملة ترامب الانتخابية وروسيا، فإن الجانب الديمقراطى يدرك عدم توافر أدلة على مثل هذا التعاون، ما يوجههم إلى بناء إدعاءات جديدة.
«كوهين» سبب فشل قمة «هانوي»
بينما اتهم الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عبر إحدى تغريداته، محاميه السابق كوهين، بأنه تسبب في فشل قمته الأخيرة مع زعيم كوريا الشمالية، كيم جونج أون، والتى انتهت فى عاصمة فيتنام هانوى الأسبوع الماضى بدون إحراز اتفاق!! وقال ترامب: إن قرار الديمقراطيين بالاستماع لشهادة «كوهين» وجعلها علنية فى ذات يوم عقده القمة الثانية مع رئيس كوريا الشمالية، يعتبر «سياسة متدنية وقد يكون ساهم فى الخروج من القمة»، قبل أن يضيف «لم يتم ذلك من قبل، فيما يتواجد الرئيس خارج البلاد، عار عليكم».
مؤشرات نتائج «النزف البطىء»
وتغريدات ترامب يراها المراقبون إحدى مؤشرات نتائج استراتيجية «النزف البطىء» للرئيس الأمريكي، وذلك فى إطار تحقيق شامل تجريه لجنة الشئون القضائية بخصوص ممارسات الرئيس الذى يسعى لإعادة انتخابه فى الاقتراع الرئاسى 2020.