تتطور الأحداث في الجزائر بصورة سريعة، وتزامنا مع المظاهرات العارمة التي تجتاح البلاد، رفضا للولاية الخامسة لبوتفليقة، أكد مصدر طبي لوسائل إعلام روسية، أن وضع الرئيس الجزائري حرج جدا ولا إمكانية لتدخل جراحي.
ومن المقرر أن يغلق غدا، الأحد، باب التقدم بطلبات الترشح للانتخابات الرئاسية المقررة في أبريل/نيسان المقبل، بالرغم أنه لم يتبق إلا يوم واحد، لم تقدم حملة بوتفليقة أوراق ترشحه رسميا حتى الآن، وكانت الحملة أكدت قبل أيام أنه بوتفليقة سيقدم أوراق ترشحه للرئاسة الأحد المقبل.
بوتفليقة خارج البلاد
ويتزامن ذلك مع عودة طائرة بوتفليقة من جنيف إلى الجزائر دون وجوده على متنها، وفق تصريح مصدر رسمي جزائري لـ«يورو نيوز» الجمعة.
وأصدرت الرئاسة الجزائرية بيانا، الخميس، أعلنت فيه أن بوتفليقة سيتواجد بجنيف لمدة 48 ساعة لإجراء فحوصات روتينية.
وأضاف المصدر، أن الرئيس الجزائري استدعى أمس مستشاره الدبلوماسي ووزير الخارجية السابق رمطان لعمامرة إلى جنيف للتفاوض حول إمكانية تعيين الأخير رئيسا لوزراء البلاد،وهو ما قد يكون إشارة لإمكانية عدم ترشح بوتفليقة (81 عاماً) لعهدة رئاسية خامسة.
قال المصدر، إن قائد الجيش الجزائري طلب من بوتفليقة البقاء في جنيف حتى يوم الثالث من مارس/آذار، وهو آخر يوم لتقديم أوراق الترشح الرسمية.
احتجاجات عارمة
وأمس الجمعة، تظاهر عشرات آلاف الأشخاص بشكل سلمي في معظم الأحيان، في مناطق عدة من الجزائر، معبرين عن رفضهم لترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة، ورافعين شعارات مناهضة للنظام.
وفي العاصمة، سجلت مواجهات في مكان غير بعيد من القصر الرئاسي، بين شرطيين ومجموعات من الشبان رشقوهم بالحجارة، فيما انفضت معظم التظاهرات بدون حوادث، تم تحطيم بعض واجهات متاجر وفرع أحد المصارف وحرق سيارة.
ووضع الرئيس بوتفليقة، الذي يتولى الحكم منذ 1999، حداً لتساؤلات ظلت مطروحة لشهور طويلة، بإعلان ترشحه في 10 فبراير/شباط لولاية جديدة في الانتخابات المقررة في 18 أبريل/ نيسان.
وأثار إعلان بوتفليقة، الذي أضعفته جلطة دماغية أصيب بها عام 2013، حركة احتجاجية لم تشهد مثلها البلاد منذ 20 عاماً.
تطور إعلامي
وافتتح التليفزيون الوطني الجزائري، للمرة الأولى منذ بدء حركة الاحتجاج في الجزائر، الجمعة، نشرته الإخبارية بمشاهد لتظاهرات في العاصمة الجزائرية، لكن دون الإشارة الى أن المحتجين يطالبون برفض ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة.
وأوضح التليفزيون، أن المتظاهرين الذين نزلوا بكثافة للشارع في العاصمة وباقي مدن اللابد، طالبوا بـ”تغيير سلمي”.
وبشأن المواجهات التي وقعت بين مجموعات من الشبان والشرطة في نهاية تظاهرة العاصمة، تحدث التلفزيون عن تجاوزات اضطرت قوات الامن الى استخدام الغاز المسيل للدموع.
وكان صحفيو وسائل الإعلام العامة (الإذاعة والتليفزيون) نددوا مؤخرا علنا بالتضييق “المفروض من رؤسائهم” على تغطية الأحداث المتعلقة بحكرة الاحتجاج غير المسبوقة في الجزائر على ترشح بوتفليقة الذي يحكم البلاد منذ 1999 لولاية خامسة.
يشار إلى أن وسائل الإعلام العامة كانت عتمت تماما في 22 فبراير/ شباط على أول التظاهرات الكبيرة في البلاد وخصوصا في العاصمة التي يحظر القانون نظريا فيها التظاهر منذ 2001.
وبثت قناتان خاصتان يملكهما رجلا أعمال عرفا بقربهما من النظام، الجمعة، مشاهد الاحتجاجات، وهو ما لم تفعلاه الأسبوع الماضي.
وبثت قناة “دزاير نيوز”، التي يملكها علي حداد، وهو رئيس مجلس إدارة شركة أشغال عامة ورئيس منظمة أصحاب العمل، مشاهد للاحتجاجات التي قالت إن عدد المشاركين فيها بلغ “مليون شخص” في كامل أنحاء البلاد.
من جهتها، بثت قناة النهار، وهي ملك أكبر مجموعة إعلام خاصة في الجزائر، مشاهد لاحتجاجات الجمعة، خصوصا لمواجهات نهاية النهار بين شرطيين وشبان في العاصمة.
وتجمع مئة صحفي يعملون في وسائل الإعلام العامة المكتوبة والمرئية والمسموعة الخميس في وسط العاصمة للتنديد بـ”الرقابة” وضغوط رؤسائهم التي يواجهونها خصوصا في تغطية حركة الاحتجاج.
أبطال على خط المظاهرات
وكانت من بين المحتجين واحدة من أشهر أبطال حرب التحرير ضد فرنسا في الفترة من 1954 وحتى 1962، وهي جميلة بوحيرد، التي تبلغ من العمر الآن 83 عاما، وقالت للصحفيين: “أنا سعيدة لأنني هنا”.