ذكرت مجلة دير شبيجل الألمانية وكونسورتيوم التعاون الاستقصائي الأوروبي، وهي شبكة من وسائل إعلام دولية، أن جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) كسر قواعد منظمته عبر التدخل في اعادة صياغة ميثاق القيم.
ومن المفترض أن تعمل لجنة القيم في الفيفا، التي أوقفت وفرضت حظرا على عشرات المسؤولين ومن بينهم الرئيس السابق سيب بلاتر عقب فضيحة فساد في 2015، بشكل مستقل عن الاتحاد الدولي.
لكن دير شبيجل قالت إن رسائل بريد الكتروني مسربة أظهرت أن السويسري-الايطالي إنفانتيو، الذي حل محل بلاتر، كان وراء التغييرات في ميثاق القيم والتي تضمنت وضع حد يبلغ عشر سنوات على التحقيقات التاريخية في الفساد والرشوة.
وقال متحدث باسم الفيفا أمس الجمعة إن لا يوجد شيء غير ملائم في تعاون إنفانتينو مع كبير قضاة لجنة القيم في عملية اعادة صياغة الميثاق.
ويستشهد تقرير دير شبيجل برسالة عبر البريد الالكتروني في ديسمبر كانون الأول 2017 إلى إنفانتينو من فاسيليوس سكوريس الذي أصبح كبير قضاة لجنة القيم في الفيفا عقب انتخاب إنفانتينو رئيسا.
وقالت دير شبيجل إن في هذه الرسالة بعث سكوريس بمسودة تغييرات في ميثاق القيم، كان يعمل عليها مع الكولومبية ماريا كلاوديا روخاس كبيرة محققي لجنة القيم، إلى رئيس الفيفا.
وأضافت دير شبيجل أن إنفانتينو رد بسلسلة من التعديلات بعدما وصف الميثاق الجديد بأنه “ممتاز حقا”.
وضمن الشكاوى التي قدمها إنفانتينو في رده، وفق تقرير دير شبيجل، كانت إجراء العديد من التحقيقات التمهيدية مع مسؤولين في كرة القدم.
وكتب إنفانتينو “هذا النص ’أسيء استخدامه’ في الماضي. يجب أن يكون واضحا أن حتى التحقيقات التمهيدية يجب اجراؤها وفق تعليمات رئيس غرفة التحقيقات فقط”.
* ميثاق معدل
وحين تم تقديم ميثاق القيم المعدل حتى توافق عليه الجمعية العمومية للفيفا في موسكو في يونيو حزيران كان يتضمن التغييرات التي اقترحها إنفانتينو، إذ أزيل البند الذي يسمح لأمانة سر لجنة القيم ببدء تحقيقات تمهيدية وأضيف بند ينص على الحاجة لموافقة رئيس غرفة التحقيقات من أجل بدء تحقيق.
وقال المتحدث باسم الفيفا أمس الجمعة إن تبادل الآراء بين إنفانتينو وسكوريس كان “طبيعيا”.
وأضاف “عندما كان لا يزال أمينا عاما للاتحاد الأوروبي لكرة القدم، كان السيد إنفانتينو عضوا في لجنة الاصلاحات المسؤولة عن وضع مسودة النظام الأساسي المعدلة للفيفا والتي تم العمل بها في فبراير 2016.
“في موقعه كمحام خبير، من الطبيعي أن يتبادل آراء من هذا النوع مع السيد سكوريس”.
وقال المتحدث إن لا يمكن الإيحاء بأن سكوريس، الذي تولى رئاسة محكمة العدل الأوروبية لمدة 12 عاما، قد يتعرض لضغوط من أجل اجراء تغييرات في ميثاق القيم بالفيفا ضد رغبته مضيفا أن الميثاق المعدل يمثل تطورا ملحوظا عن النسخة السابقة.
وخضع إنفانتينو نفسه لتحقيق مبدئي من جانب لجنة القيم في الفيفا بشأن قبوله لعروض رحلات طيران خاصة، لكن لجنة القيم قررت في أغسطس آب 2016 أن إنفانتينو لم ينتهك أي من لوائح وقواعد الفيفا.