تبحث لجنة الأمن والسياسة الخارجية بالبرلمان الإيراني، في اجتماعها الطارئ اليوم لمناقشة استقالة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، فيما قام عدد من النواب بتوقيع خطاب للرئيس الإيراني للمطالبة ببقاء ظريف في منصبه.
كان ظريف أكد عقب استقالته، أن الصراع بين الأحزاب والفصائل في إيران له تأثير ما وصفه بالسم القاتل على السياسة الخارجية لبلاده.
الكاتب المختص بالشأن الإيراني، محمد المذحجي، قال إن الطريقة التي اختارها وزير الخارجية الإيراني للإعلان عن استقالته غير معتادة في إيران، فعادة ما يتم التنسيق مع المرشد الأعلى ورئيس الحكومة، غير أن وزير الخارجية اختار هذه المرة مواقع التواصل الاجتماعي من أجل الإعلان عن استقالته، ما يعكس حجم الخلافات الموجودة، ويظهر الصراع والانشقاقات في أروقة صناع القرار الإيراني وإظهارها للعلن.
وتابع أن الأمر الآخر يتعلق بزيارة بشار الأسد لإيران، حيث تمسك ظريف أنه لم يتم إعلامه بالزيارة ومن ثم اتخذها ذريعة للاستقالة، غير أن المشكلة الحقيقة تكمن في المصادقة على انضمام إيران للمعاهدة الدولية لمكافحة تمويل الإرهاب والجرائم العابرة للحدود، فالتيار المحافظ يرفض التوقيع عليها، لأن ذلك يقطع الطريق عليه لتمويل الميليشيات في المنطقة مثل حزب الله والميليشيات في العراق واليمن.
وأشار إلى أن هناك ثمة صراع آخر على من يخلف خامنئي فبعد وفاة رافسنجاني في ظروف غامضة التيار الإصلاحي يسعى لأن يجعل روحاني هو خليفة خامنئي، وهو ما أشعل الصراع بين الإصلاحيين والمحافظين.
وأضاف، حتي الآن يحاولون التهدئة وإعادة ظريف للحكومة ورفض استقالته، لكن هذه المحاولات لا تعني أن الانشقاقات والصراع سوف ينتهي، ربما تأجل لأمد معين لكن لن يكون طويلا.
قال الكاتب الصحفي المختص في الشأن الإيراني مأمون العمري، إن استقالة ظريف جاءت بعد ما يقرب من 6 سنوات في منصبه بعد سلسلة من المضايقات والإحراجات والتعدي على صلاحياته.
وأضاف، ظريف أراد بهذه الطريقة أن يقول لهم كما تعاملوننا بامتهان وإهانة كوزير للخارجية، بعث لهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي هذه الاستقالة ووضعهم أمام مسؤلياتهم بمواجهة الشعب الإيراني والبرلمان الإيراني، الذي بدأ تحركاته لثنيه عن الاستقالة أو منع روحاني قبول هذه الاستقالة.
وتابع، منذ أشهر ظريف يشكو من هذه التصرفات ولعل أخرها عند استقبال الرئيس السوري بعد زيارته لطهران بعد غياب 8 سنوات، حيث وجد نفسه خارج دائرة استقبال الأسد وأن الحضور اقتصر على الحرس الثوري وقاسم سليماني وحسن روحاني، فضلا عن أن ظريف لا تعجبه طريقة قاسم سليماني في التعامل مع الملف السوري.
وأكد على أن هناك نزاع وخلاف داخل أركان الحكم في إيران، فالجميع له رأي المرشد الأعلي والحرس الثوري والبرلمان والحكومة، وهناك تناقض في المواقف الحكومة والتي توصف من قبل الشارع الإيراني و الاتحاد الأوربي بأنها حكومة ضعيفة، وقد أطلق الشارع الإيراني على ظريف هشتاج تصفه بأنه ” كذاب النظام”.
وكان ظريف أعلن استقالته عبر حسابه على انستجرام، بسبب عجزه عن الاستمرار في أداء مهامه بحسب قوله، معربا عن اعتذاره عن التقصير أثناء فترة توليه منصبه.