ناشط: المناوشات بين المتظاهرين والشرطة بالعاصمة الجزائرية لا تنفي سليمة الاحتجاجات

آخر تحديث 2019-03-09 00:00:00 - المصدر: قناة الغد

شاهد مراسلو «فرانس برس» عشرة جرحى أصيبوا بعصي شرطيين وحجارة كان يردها عناصر الأمن على المحتجين أو شظايا قنبلة مسيلة للدموع او اختناقا بالغاز.

وتظاهر عشرات آلاف الأشخاص الجمعة، بشكل سلمي في معظم الأحيان، في عدة مناطق من الجزائر معبرين عن رفضهم لترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة ورافعين شعارات مناهضة للنظام.

وفي العاصمة سجلت مواجهات في مكان غير بعيد من القصر الرئاسي، بين شرطيين ومجموعات من الشبان رشقوهم بالحجارة، فيما انفضت معظم التظاهرات بدون حوادث.

وتم تحطيم بعض واجهات متاجر وفرع أحد المصارف وحرق سيارة، بحسب صحافية من وكالة «فرانس برس»، وانتهت عدة تظاهرات خارج العاصمة بدون حوادث.

ووضع الرئيس بوتفليقة الذي يتولى الحكم منذ 1999، حداً لتساؤلات ظلت مطروحة لشهور طويلة، بإعلان ترشحه في 10 فبراير/ شباط لولاية جديدة في الانتخابات المقررة في 18 أبريل/ نيسان.

وأثار إعلان بوتفليقة الذي أضعفته جلطة دماغية أصيب بها عام 2013، حركة احتجاجية لم تشهد مثلها البلاد منذ 20 عاماً.

وبدت التعبئة بين المحتجين أكبر مما كانت عليه الاسبوع الماضي وذلك قبل أقل من ثلاثة أيام لتقديم ملف ترشح بوتفليقة للمجلس الدستوري (ينتهي منتصف ليل الاحد).

وقالت مصادر أمنية ان”«عشرات آلاف الأشخاص» تظاهروا في العاصمة الجمعة.

وأفادت المصادر ذاتها أن نحو ثلثي ولايات شمال البلاد وهي الأكثر اكتظاظا، شهدت تجمعات احتجاجية لكن بدون تقديم أرقام.

تظاهرات في عدة مدن

وردد المتظاهرون هتافات مناهضة للسلطة مع بدء مسيرة الجمعة من أمام مبنى البريد المركزي في وسط العاصمة، فيما لوحوا بالأعلام الجزائرية.

وتزايد عدد المحتجين وهم من النساء والرجال من مختلف الأعمار، مع وصول متظاهرين من عدة أحياء في المدينة (القصبة وباب الواد والاول من مايو) مخترقين حواجز الشرطة التي لم تستطع صدهم.

وهتف المتظاهرون «سلمية، سلمية» و«الشعب يريد اسقاط النظام» و «لا لعهدة خامسة» و«لن نتوقف» ولم تتمكن بعض قنابل الغاز المسيل للدموع من وقف تقدمهم.

ولوح سكان بوسط العاصمة من شرفاتهم بالاعلام الوطنية الجزائرية تعبيرا عن تضامنهم مع المحتجين في الشارع.

وتوجه قسم من المحتجين اثر ذلك باتجاه قصر الحكومة القريب حيث مكتب رئيس الوزراء احمد اويحيى هاتفين “الشعب لا يريد يوتفليقة”. وتمكنت الشرطة من تفريق نحو الف محتج مستخدمة الغاز المسيل للدموع.

وتوجه قسم آخر من المحتجين مكون من عدة آلاف الى القصر الرئاسي قبل ان توقفهم قوات الامن قبل نحو كيلومتر من القصر.

وفي باقي الولايات سجلت تجمعات متفاوتة الحجم في وهران وقسنطينة ثاني وثالث أهم مدن البلاد. ولكن أيضا في مدن اخرى بينها خصوصا البليدة وتيزي اوزو وبجاية وسكيكدة وعنابة والبويرة ومسيلة وسطيف وبسكرة وباتنة والمدية وتيارت وسيدي بلعباس.

وقال متظاهر من وهران (غرب) لفرانس برس ان مستوى التعبئة في المدينة كان أكبر من الاسبوع الماضي. وفي عناية (شرق) تظاهر عدة آلاف في هدوء، بحسب صحافي محلي.

تجنّب الشغب

وكان مسؤول في الشرطة قال صباح الجمعة لوكالة فرانس برس «نحن هنا لنحيط بالتظاهرة ونحول دون أي شغب محتمل».

ولم تسع قوات الأمن حتى الان لمنع التظاهرات حتى في العاصمة حيث التظاهر ممنوع إطلاقاً منذ 2001، فيما أكدت أوساط الرئاسة في وقت سابق هذا الأسبوع أنه من غير الوارد التراجع بسبب ضغط الشارع.

ويخشى بعض المراقبين من لجوء أنصار رئيس الدولة الى القوة لتفادي حملة انتخابية خصوصا وأن المرشح بوتفليقة لديه مشاكل صحية من جهة ومع وجود احتجاجات في الشارع من جهة اخرى.

وسيقدّم ترشّح بوتفليقة رسمياً في 3 آذار/ مارس، الموعد النهائي لتقديم الطلبات، أمام المجلس الدستوري، بحسب ما اعلن مدير حملته عبد المالك سلال. وأكد أن «لا أحد يملك الحق في منع مواطن جزائري من الترشح. إنه حق دستوري».

وفي الأثناء، الرئيس موجود في المستشفى في جنيف منذ الأحد، لإجراء «فحوص طبية دورية»، بحسب الرئاسة، بدون الإعلان بعد عن موعد عودته.

وعلى غرار أعضاء آخرين في المعسكر الرئاسي، أثار رئيس الوزراء أحمد أويحيى مسألة حقبة «العشرية السوداء» (1992-2002) التي شهدت خلالها الجزائر حرباً أهلية، كما تحدّث أيضاً عن النزاع في سوريا.

ورد عليه المحتجون اليوم رافعين شعار «أويحيى، الجزائر ليست سوريا».