تشهد العاصمة الفنزويلية كراكاس، مظاهرات لأنصار الرئيس نيكولاس مادورو وأخرى مؤيدةً لزعيم المعارضة خوان جوايدو، الذي نصب نفسه رئيسا للبلاد.
وكان جوايدو دعا أنصاره إلى التظاهر في إطار تصعيد الاحتجاجات الشعبية المطالبة برحيل الرئيس مادورو.
أما مادورو، فقد دعا أنصاره إلى النزول إلى الشوارع للتعبير عن رفضهم لما سماه التدخل الأمريكي في شؤون بلاده، ومحاولة الإطاحة بحكومته عبر الضغط الاقتصادي.
وتجمع أنصار الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو في الجزء الشرقي من العاصمة كاراكاس، في مظاهرة مؤيدة للإبقاء على مادورو وحماية الثورة البوليفارية كما سموها.
في المقابل، تجمع أنصار زعيم المعارضة خوان جوايدو في ساحة التاميرا في الجزء الغربي من المدينة، مستمرين بالدعوة لإسقاط نظام مادورو، خصوصا بعد مشكلة انقطاع الهاتف والكهرباء لليومين الماضيين في فنزويلا.
وانتشرت قوات الأمن الفنزويلية بأعداد كبيرة في كراكاس، السبت. وتجمع مئات من أنصار المعارضة في العديد من الشوارع بأنحاء العاصمة، احتجاجا على حكومة الرئيس نيكولاس مادورو.
وتمركزت وحدات من الشرطة والحرس الوطني عند بعض التقاطعات بالمدينة، وارتدوا خوذات وحملوا دروعا وغيرها من أدوات مكافحة الشغب.
وتحركت عدة وحدات من قوات الأمن عبر المدينة على متن دراجات نارية.
وشارك الكثيرون من أنصار المعارضة في ترديد أناشيد ضد مادورو، وصفقوا ولوحوا بأعلام فنزويلا.
في غضون ذلك، خطط أنصار الرئيس لمظاهرة من جانبهم، فيما عاد التيار الكهربائي إلى العديد من أنحاء فنزويلا، عقب أسوأ انقطاع له.
وبدأ انقطاع الكهرباء في وقت متأخر من الخميس، ليفاقم من الأزمة السياسية والاقتصادية بالبلاد.
وينظم رئيس الجمعية الوطنية احتجاجات في إطار حملته للإطاحة بمادورو وإجراء انتخابات.
وقال مادورو، إنه مستهدف بمؤامرة انقلابية تدعمها واشنطن ضده.
وكذلك دعا الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، مؤيديه إلى التظاهر السبت في شوارع البلاد.
وتأتي دعوات التظاهر في وقت واجهت فيه البلاد انقطاعا غير مسبوق للتيار الكهربائي، وسط اتهام كل طرف الآخر بمسؤولية ذلك.
وليلا، ندد نواب المعارضة باعتقال 3 من موظفيهم كانوا يشيدون منصة في المكان، لكنهم قالوا إن الدعوة للتظاهر لا تزال قائمة.
وبدأ التيار الكهربائي يعود منذ مساء الجمعة وطوال الليل إلى معظم أنحاء كراكاس، وكذلك في وسط شرق البلاد، لكن الوضع لم يتغير في المناطق الداخلية، التي أمضت ليلة ثانية في الظلام، وفقا لمراسلي وكالة فرانس برس.
كما بدأت الاتصالات وشبكة الهاتف الخلوي، التي كانت مقطوعة تماما بالعمل مجددا، لكن المترو الذي ينقل يوميا نحو مليوني شخص كان مغلقا صباح السبت.
وفي غياب الكهرباء وتوقف إمدادات المياه، التي توفرها المضخات الكهربائية للمباني، أصبح الوضع الصحي إشكاليا.
وشهدت المستشفيات أوضاعا يرثى لها، لأن معظم المرافق بدون مولدات كهرباء، أما تلك التي تملكها فقد احتفظت بها لحالات الطوارئ.
وأدى انقطاع الكهرباء إلى مزيد من الضغوط على اقتصاد فنزويلا الهش أصلا، ففي هذا البلد الذي خرج فيه التضخم عن نطاق السيطرة، أصبحت النقود نادرة، ووحدها التحويلات الإلكترونية تتيح إجراء عمليات شراء حتى بالنسبة للخبز، لكن تم تعليق كل ذلك مساء الخميس.
وكتب جوايدو على تويتر، “أدعو الشعب الفنزويلي للتعبير عن رأيه بقوة غدا في الشوارع ضد النظام الفاسد والعاجز والمغتصب الذي أغرق بلادنا في الظلام”.
وقال رئيس البرلمان، الذي نصّب نفسه رئيسا بالوكالة واعترفت به أكثر من 50 دولة، بينها الولايات المتحدة، “نعود إلى الشوارع، ولن نغادر حتى نحق الهدف”.
في المقابل، طلب مادورو من مؤيديه أن يخرجوا السبت في مسيرات ضد “الإمبريالية”، منددا بـ”حرب الكهرباء التي أعلنتها الإمبريالية الأمريكية”.
والحكومة التي تتعرض لضغوط منذ أسابيع، تندد بـ”الحرب الإمبريالية على الكهرباء”.
ووصف وزير الدفاع فلاديمير بادرينو، الانقطاع بأنه “عدوان متعمد” من جانب الولايات المتحدة، وأعلن “نشر” الجيش بدون مزيد من التفاصيل خلال تصريح بثه التلفزيون الحكومي.
وكتب مادورو على تويتر، أن “الحرب الكهربائية التي أعلنتها الإمبريالية وتشنها ضد شعبنا ستواجه هزيمة، لن يتمكن أحد من هزيمة شعب بوليفار وشافيز، توحدوا أيها المواطنون”.
وأعلنت الحكومة الفنزويلية، أنها ستزود الأمم المتحدة “أدلة” على مسؤولية واشنطن عن انقطاع التيار الكهربائي في البلاد.
وسيتم تسليم هذه المعلومات لوفد المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، الذي من المتوقع وصوله خلال أيام قليلة إلى كراكاس، كما قال وزير الاتصالات خورخي رودريغيز.
ولم تعرف بعد أسباب انقطاع التيار الكهربائي، ويتهم خبراء الحكومة الاشتراكية بعدم الاستثمار للحفاظ على البنية التحتية، بينما تستعر الأزمة الاقتصادية.
ونددت شركة “كوروبوليك” الفنزويلية للكهرباء بـ”تخريب” محطة غوري الكهرومائية، وهي الأكبر في البلاد وإحدى أبرز محطات التوليد في أمريكا اللاتينية.