تقرير صحفي: مدينة الموصل تشهد بداية موجة نزوح جديدة لسكانها بسبب ابتزاز "الحشد الشعبي" لسكانها

آخر تحديث 2019-03-11 00:00:00 - المصدر: سكاي عراق

ذكر تقرير صحفي، الاثنين، أن مدينة الموصل تشهد بداية موجة نزوح جديدة لسكانها، على العكس تماما مما كان منتظرا منذ استعادة المدينة من سيطرة تنظيم داعش صيف سنة 2017.

وأضاف التقرير الذي نشر اليوم 11 آذار 2019 أن "نزوح العوائل يتجدد من الموصل إلى إقليم كردستان على خلفية تردي الوضع الأمني وارتفاع وتيرة الهجمات والتفجيرات والاختطاف في المدينة"، وفق مانقلته صحيفة العرب.

وأوضح أن "عوائل مسيحية وعربية سنية بدأت بالنزوح من جديد باتجاه مدينتي أربيل ودهوك بإقليم كردستان بعدما عادوا إلى الموصل عقب إعلان الحكومة العراقية قبل أكثر من عام النصر العسكري على تنظيم داعش".

ويقول قائد عمليات نينوى اللواء نجم الجبوري لوكالة الأنباء الألمانية إن "المواطنين ما زالوا يشعرون بالإحباط جراء كل تفجير إرهابي يحدث، فضلا عن معاناتهم السابقة جراء سيطرة تنظيم داعش على المدينة التي استمر فيها لثلاث سنوات".

ويوضح الجبوري أن "هذا الكم من النزوح الجديد يقلق الأجهزة الأمنية، خاصة ونحن نرى أن المواطن الموصلي يشعر بأن الأجهزة الأمنية المحلية لم تعد قادرة على حفظ الأمن بالمدينة، أو في محافظة نينوى بشكل عام، لكن الغريب أن محافظة نينوى ليست هي الوحيدة التي تتعرض اليوم لتفجير عبوة ناسفة أو عربة مفخخة أو اغتيال مدني هنا وهناك".

وتكمن الإجابة عن تساؤل الضابط، في أن الإرهاب ليس هو مصدر الخوف الوحيد لأهالي الموصل ودافعهم لترك مدينتهم، بل أيضا سلوكات القوات المكلفة بحماية المدينة ومن ضمنها فصائل الحشد الشعبي الذي يجمع تحت لوائه العشرات من الميليشيات.

وقال الجبوري "نحن كقيادة عمليات، نرفض إطلاقا النزوح من الموصل وبيع ممتلكات المدنيين أو الاستثمارات أو السكن، داخل الإقليم لأن ذلك يؤثر ويحبط معنويات الأجهزة الأمنية المحلية".

وبلغ عدد العوائل النازحة من الموصل إلى اقليم كردستان منذ شهر شباط عام 2018 وحتى مطلع الشهر نفسه من العام الجاري ما يقارب أربعة آلاف عائلة، بحسب إحصائية رسمية عراقية.

ووفقا للإحصائية ذاتها، تغادر العوائل العربية الموصل إلى مناطق اقليم كردستان عبر نقطة تفتيش "الوكا" مدخل محافظة دهوك، و"الكلك"، مدخل محافظة أربيل.

ويبدو أن عمليات الابتزاز من قبل بعض عناصر قوات الحشد الشعبي والشرطة الاتحادية لأصحاب المحلات والمعارض والتجار دفعتهم إلى النزوح مجددا إلى إقليم كردستان.

ويقول رجل الأعمال معتز نبيل: "أنا وأكثر من 16 تاجرا في مجال السيارات والبورصة غادرنا الموصل إلى إقليم كردستان بعد أن وجدنا أن ابتزاز بعض عناصر القوات العراقية لا يختلف عن ابتزاز عناصر داعش، ويكون الخطف والقتل مصير من لا يدفع الإتاوات".

ويؤكد أن "العديد من المتاجر أغلقت أبوابها ونقل أصحابها تجارتهم من الموصل إلى محافظة دهوك حرصا على أراوحهم المهددة"، معلقا "إنه شيء مؤسف أن يترك المرء موطنه، ولكن للضرورة أحكام، فالأمن والأمان نعمتان لا يعرفهما إلا من فقدهما".