عند سماعِك لمصطلحِ “التلوثِ المائي” قد تتخيلَ أن السببَ الرئيسيَ هو القشُ أو الزجاجاتُ أو المواد البلاستيكيةُ التي يتم إلقاؤها في المحيطاتِ. ولكن هناك نوعً آخرَ من النفاياتِ أسوأُ بكثيرٍ، إنه أعقابُ السجائرِ.
وكالةُ NBC News الإخباريةُ أصدرت تقريرا يشيرُ إلى البياناتِ التي جمعتها المنظمةُ الأمريكيةُ غيرُ الحكوميةِ Ocean Conservancy والتي تقومُ بتنظيفِ الشواطئ منذ عام 1986، التقريرُ أشار إلى أنه تم جمعُ ما يقرب من 60 مليون عُقب سجائر منذ الثمانينيات.
الرقمُ يتجاوزُ بفارقٍ كبيرٍ عددَ الأكياسِ البلاستيكيةِ وأغلفةِ الموادِ الغذائيةِ والزجاجاتِ والقشِ الذي تم جمعُه من المحيطات. فبعضُ روادِ الشواطئ يتخلصون من أعقابِ السجائر مباشرةً في المياه.
ووفقا لمشروعِ تلوثِ أعقاب السجائرِ الأمريكي، يتمُ تدخينُ خمسةٍ تريليونات ونصفِ التريليون سيجارةٍ سنويا، و90% من تلك الأعقابِ مصنوعةٌ من البلاستيك.
تصنعُ أعقابُ السجائرِ من أسيتات السليلوز، وهي أليافٌ صناعيةٌ تستغرقُ عقودًا لتتحللَ. ووفقا لوكالة NBC news فإن ثُلُثَيْ هذه الأعقابِ يتمُ التخلصُ منها بشكلٍ غيرِ سليم ما يجعلُها تشقُ طريقَها إلى المحيطات والشواطئ.
العديدُ من الناسِ لديهم معتقدٌ خاطئٌ بأن تلك الأعقابِ ليست مضرةٌ، لكن الحقيقةَ هي أن البلاستيك غيرَ القابلِ للتحللِ البيولوجي غالباً ما يتشكلُ عند إنتاجِ أسيتات السليولوز، لذا فإنه يستغرقُ وقتاً أطولَ لفلاتر السيجارة أكثرَ مما ينبغي. وفي ذلك الوقتِ، تُفرزُ الاعقابُ جميعَ الملوثاتِ التي امتصتها سابقا من الدخان، بما في ذلك النيكوتينُ والزرنيخُ والرصاص.
ومن ثم تتغذى المخلوقاتُ البحريةُ على تلك الأعقابِ مما يؤدي في نهايةِ المطافِ إلى انتقالِ تلك الملوِّثات الى طعامِنا.