ويحمل العام الحالي "للفئة الملكة" في طياته العديد من التبدلات على صعيد القوانين التقنية، بداية مع التبديل من ناحية العنصر الانسيابي للسيارات، وتحديدا التغييرات التي طرأت على الجناحين الامامي والخلفي، مع تبسيطهما بهدف زيادة الاستعراض والتجاوزات على الحلبات، وثانيا من ناحية الوجوه الجديدة عند خط الانطلاق.
ويتجدد الصراع بين فيتل (31 عاما) وهاميلتون (34) في تكرار لسيناريو عامي 2017 و2018 حيث كانت الغلبة في السباق الى التاج العالمي لصالح سائق "الاسهم الفضية" بفضل هدوء اعصابه والاستقرار في أدائه بمواجهة هفوات الالماني وفريقه.
ويؤكد هاميلتون، الذي عادل بألقابه الخمسة رقم الارجنتيني خوان مانويل فانجيو، انه يشعر "اقوى من أي وقت مضى" بعد عام، هو الافضل له في مسيرة بدأت في 2007.
ويضع فريق مرسيدس نصب عينيه هدف الفوز بلقبي السائقين والصانعين للعام السادس تواليا، في انجاز فريد من نوعه في عالم الفورمولا واحد، غير أن التجارب الشتوية التي اقيمت في برشلونة ادخلت الشك في قلوب عشاق الحظيرة الالمانية، اذ برز واضحا بأن فريق فيراري عرف كيف يعكس بشكل افضل التعديلات القانونية التقنية على سيارته.
ولكن بالتأكيد لم يقف القيمون على مرسيدس مكتوفي الايدي امام ما يحصل، فهم افضل من يجيد "سحر" الغش، على غرار ما برهنوا العام الماضي، اذ بعدما انطلقت سيارتهم بدعسة ناقصة عن فيراري في بداية البطولة، عرفوا كيفية اعادة الامور الى نصابها ليظفر الفريق الألماني بلقب السائقين والصانعين.
كل الأوراق بيده
حال الحظيرة الايطالية تختلف عن مرسيدس، مع طرح العديد من الاسئلة حول قدرة الـ"سكوديريا" على تحرير فيتل من الضغوطات والشك الذي يحوم حوله في منتصف العام. هل سيتمكن "الجيش لاحمر" من التوقف عن رمي الرصاص على نفسه، كما فعل العام الماضي عندما اعلم سائقه الفنلندي كيمي رايكونن عن قرار الاستغناء عنه خلال جائزة ايطاليا الكبرى؟
وشهدت اروقة الفريق تغييرات جذرية مهمة بعد وفاة الرئيس سيرجيو ماركيوني في تموز/ يوليو الماضي، فعمد الى اقالة ماوريتسيو أريفابيني، الذي عمل سابقا مع شركة السجائر العالمية فيليب موريس، وتعيين ماتيا بينوتو بدلا منه في منصب المدير الذي كان يشغله الأول منذ 2014.
والى جانب المهام الادارية، يتوجب على فيراري مواكبة وحماية الوافد الجديد شارل لوكلير (21 عاما) من موناكو، وهو ثاني اصغر سائق، بعد المكسيكي ريكاردو رودريغيز (عام 1961 عن 19 عاما و208 ايام) يرتدي اللباس الاحمر بعدما حلّ بدلا من رايكونن.
ويأتي التعاقد مع لوكلير بعد عام واحد فقط من دخوله عالم الفئة الأولى بألوان فريق ساوبر، حيث برهن عن صلابة ذهنية بعدما تمكن من تجاوز محنة وفاة صديقه السائق جول بيانكي (تعرض لحادث في سباق اليابان 2014 وتوفي بعد 9 أشهر) ووالده (للمرض).
"ماد ماكس" تحت الأضواء
في ريد بول، سيقف الهولندي ماكس فيرشتابن (21 عاما) تحت الاضواء مجددا بفضل شخصيته وتجاوزاته المجنونة على الحلبات، ما جعله يكتسب بجدارة لقب "ماد ماكس"، حيث يأمل عشاق الحظيرة النمسوية في أن يتابع على ايقاع النصف الثاني من العام الماضي حين صعد سبع مرات الى منصة التتويج في 9 سباقات، من بينها الفوز بجائزة المكسيك الكبرى.
ولكن يبقى ان نعرف ما اذا سيتمكن نجل يوش، سائق الفورمولا واحد السابق، من التحكم بغروره الذي حرمه من الفوز بجائزة البرازيل بعد صراع لا طائل منه مع الفرنسي إستيبان أوكون سائق فورس إنديا (رايسينغ بوينت حاليا).
في المقابل، ارتبط الفريق بشراكة جديدة مع مزود المحركات هوندا بعد اعوام طويلة مع الصانع الفرنسي رينو والكثير من الانتقادات للمجموعة الدافعة.
وعمدت الحظيرة النمسوية الى ترفيع الفرنسي بيار غاسلي (23 عاما) الى الفريق الاول وذلك بعد 26 جائزة كبرى مع الفريق الرديف تورو روسو، بديلا للاسترالي دانيال ريكياردو الذي رحل الى رينو.
رينو تريد الاقتراب
إستيبان أوكون (22 عاما) سائق رايسينغ بوينت (فورس إنديا سابقا)، وجد ملجأ عند مرسيدس بصفة السائق الثالث، بعدما خسر مقعده في فريقه السابق لصالح الكندي لانس سترول، نجل المالك الجديد للحظيرة.
وينتظر أوكون متربصا للفنلندي فالتيري بوتاس الذي من الممكن ان يخسر مقعده مع الفريق الالماني في حال بقيت نتائجه سلبية.
وخلف فرق المقدمة انهت رينو، العائدة الى الفورمولا واحد كفريق متكامل في العام 2016، صيامها التعاقدي باستقدام ريكياردو الذي يعتبر من الصف الاول، بهدف تقليص الفارق والاقتراب اكثر من الصدارة.
رايسينغ بوينت، وبرغم امكاناته المتواضعة، برز في الصفوف الامامية وهو يأمل في أن يلعب دور "الحصان الاسود" هذا العام بعدما بات يملك ميزانية تسمح له بالتحرر من القيود المالية السابقة. اما فريق هاس الاميركي، فهو في تطور مستمر بفضل شراكته مع فيراري في سعيه للسيطرة على منتصف الترتيب.
وتحت هالة المدير الفرنسي فريد فاسور، عاد ساوبر الى السكة الصحيحة وهو يأمل في الاستفادة من الدعم المطلق لألفا روميو، إذ عمد، وبرغم بقاء مقره في هينويل (سويسرا)، الى تبديل اسمه ليحمل اسم العلامة التجارية الايطالية ألفا روميو رايسينغ.
وبامكان الفريق ان يعتمد على خبرة بطل العالم لعام 2007 كيمي رايكونن (39 عاما).
في قاع الترتيب بامكان تورو روسو ان يستفيد من تعزيز الشراكة بينه وبين ريد بول ومن مزود المحركات هوندا. أما فريق ماكلارين، فيتابع عملية تأهيله بدون بطل العالم مرتين الإسباني فرناندو ألونسو، ومع ادارة عامة وتقنية جديدة.
من ناحية وليامس، الشك هي الكلمة الانسب لوصف حال الحظيرة البريطانية. فبعدما حلت في المركز الاخير بين الصانعين عام 2018، غاب الفريق عن اليومين الاولين للتجارب الشتوية في برشلونة بسبب عدم الانتهاء من وضع اللمسات الاخيرة على السيارة الجديدة "أف دبليو42"، ليدفع المدير التقني بادي لوو ثمن "فاتورة" التأخير.
كما يطرح البعض أكثر من علامة استفهام حول قدرة العائد الى "الفئة الملكة" بعد تعرضه لحادث اثناء رالي عام 2011، البولندي روبرت كوبيتشا، على تحمل متطلبات السباقات بعدما ترك الحادث آثاره على يده اليمنى.