المبدعون في العراق

آخر تحديث 2019-03-19 00:00:00 - المصدر: موقع كلمة

د. سعدي الإبراهيم

ان الامر الذي لا يمكن نكرانه هو ان الناس، يختلفون من حيث المواهب والقدرات، وهناك اشخاص يمتلكون مميزات عقلية قد لا يمتلكها اقرانهم، لكن هذه المميزات تحتاج الى الرعاية والدعم المستمر كي تقدم اعلى طاقتها، والا فأنها سوف تخبت وتختفي او على الاقل تتحول الى عقول عادية.

والشيء الاخر المتفق عليه، هو ان العالم لا يمكن له ان يتطور من غير وجود المبدعون، وفي مختلف المجالات، فما المخترعات الا شذرات من ابداع العقل الانساني، لذلك فأن الدول تحرص على البحث عن شريحة المبدعون ورعايتها، وتوفير كل ما يلزم في سبيل تفعيل دورها في الحياة .

العراق هو بلد الابداع، ومنه ولد الحرف الاول ، وهو مخزن من العقول الاستراتيجية القادرة على احداث التغيير نحو الافضل وفي شتى الميادين، بشرط ان تعثر الدولة على هذه الشريحة الولادة ، وان تفسح المجال لها، وتوفر الامكانيات المادية والمعنوية التي تعينها على تقديم كل ما هو مفيد للبلاد ، ومن الممكن ان تتبع الدولة جملة من السبل للعناية بالمبدعين، ومنها:

اولا – البحث عن المبدعين :

مثلما يفعل مدربي كرة القدم، ينبغي ان تتشكل فرق ، مهمتها الكشف عن المبدعون وتشخيصهم ، وهناك طرق متعددة للوصول الى هذه الغاية، مثل:

1 – تشكيل مؤسسة رسمية، ولتكن مؤسسة (رعاية المبدعين) ، يكون مقرها في بغداد .

2- تشكيل وحدات فرعية ، مختصة في كل محافظة، مهمتها البحث عن المبدعين واختبارهم ، ومن ثم ادراجهم على قائمة مبدعي العراق .

3 – بعد ايجاد الفئات المبدعة، يتم اجراء المنافسات فيما بينها، حسب نوعية الابداع، حتى يتم التوصل الى الاشخاص الاكثر ابداعا .

4 – وضع جوائز للمبدعين، الاول والثاني وحتى العاشر .

ثانيا – توفير الدعم لهم :

بعد ان يتم تشخيص المبدعين والاعتراف رسميا بهم، يتم تنميتهم وصقل مواهبهم الابداعية، وادخالهم في دورات مكثفة في شتى المجالات، سواء في داخل العراق او خارجه . والاستماع لهم ولاحتياجاتهم .

ثالثا – توزيعهم على مؤسسات الدولة :

الخطوة المهمة الاخرى، هو اخضاع الابداع للتجربة على ارض الواقع، عبر توزيع المبدعين على كل مؤسسات الدولة التي تتناسب مع مواهبهم وامكانياتهم .

رابعا – تنظيم مؤتمر وطني لرعاية المبدعين :

يرافق بتغطية اعلامية متميزة، وتسميته بأسبوع الابداع العراقي، يشترك فيه كل من يمتلك موهبة ابداعية، ويكون الحضور حكومي رسمي، يتم فيه اختيار افضل مبدع في العراق، اسوة بمسابقة ملكة جمال العراق او غيرها من الجوائز التي تعطى للمتميزين . هذا المؤتمر سوف يحفز الشباب على الابتكار الخلاق، ويعطي الشركات والمؤسسات الاخرى، فرصة رحبة للتعرف على القدرات الابداعية، واختيار الافضل من بينها .

اذن ان رعاية المبدعين، تعد مسألة ملحة ومفيدة للعراق.