احمد عبد السادة يكتب عن كذبة ( الإجماع الوطني) !

آخر تحديث 2019-03-20 00:00:00 - المصدر: العراق اليوم

سياسة ,   2019/03/21 00:34   , عدد القراءات: 144

بغداد- العراق اليوم:

"الإجماع الوطني".. ثمن السكوت عن قول الحقيقة!!

(عن المناصب وتنازلاتها القــــاتلة).

أحمد عبد السادة

بعد التغيير الذي حصل في شبكة الإعلام العراقي، وجه لي أحد الأصدقاء السؤال التالي: لماذا لا تسعى للحصول على منصب رئاسة تحرير جريدة "الصباح" وهو من استحقاقك بحكم عملك وبوصفك معارضاً لوضع الشبكة السلبي السابق؟!!.

فأجبته ضاحكاً: لأنني لا أحظى بإجماع وطني!!.

رغم أن طريقة إجابتي كانت فكاهية إلاّ أنني كنت جاداً بكل كلمة قلتها!!. نعم. المناصب في العراق - مهما كان نوعها وحجمها - تتطلب تقديم تنازلات كبيرة ودفع أثمان باهظة من قبل الطامح للمنصب لكي يحصل على ما يسمى "الإجماع الوطني"، تمهيداً لحصوله على المنصب!!.

بمعنى آخر وأوضح أقول: إن الحصول على "إجماع وطني" يتطلب القيام بالخطوات والتنازلات التالية:

أولاً: عدم انتقاد الجناح السياسي لداعـــــش والبعث وعدم انتقاد البعثييــن الصداميـــين!!.

ثانياً: عدم انتقاد بعض السياسيين "السنـــة" المرتبطين بالإرهــــاب والداعمين والمروجين له والمتعاونين معه.

ثالثاً: عدم انتقاد بعض الزعماء "الأكـــراد" الإنفصالييـــن والفاسديــن والمرتبطين بإسرائيل.

رابعاً: عدم انتقاد بعض الزعماء "الشيعـــة" المرتبطين بمملكة الشــــر السعودية الوهابيــــة وولي عهدها المجــــرم محمد بن سلمان.

وهي خطوات وتنازلات لم ولن أقوم بها أبداً بسبب مخالفتها لقناعاتي وضميري، وبسبب إيماني المطلق بأن الكاتب الذي يقدم هذه التنازلات سيكون كاتباً فاقداً للضمير بل سيكون كاتباً ميــتاً مهما كان المنصب الذي يشغله!!.

يكفي هنا أن أذكر بأن مجاهد أبو الهيل شكل لجنة تحقيقية ضدي وأعفاني من منصب مدير تحرير جريدة "الصباح" في عام 2017 بسبب مهاجـــمتي للداعــــشية ميسون الدملوجي (رئيسة لجنة الثقافة والإعلام النيابية آنذاك) على خلفية ترويجها لداعـــــش وفرحها بانكسار الجيش العراقي واحتلال داعـــــش للموصل!!.

يبدو أن مهاجــــمتي للدملوجي آنذاك كانت إخلالاً بشروط "الإجماع الوطني" بنظر أبو الهيل، وبالتالي مثلت إخلالاً بشروط بقائي في المنصب!!!.

واستناداً لذلك أقول بأنني لم أحصل سابقاً على منصب رئيس تحرير جريدة "الصباح" ولن أحصل عليه ولا اريد أن أحصل عليه لأنني لم أحصل ولن أحصل ولا أريد أن أحصل على "إجماع وطني"!!

برأيي أن أكبر تهمـــة بل أكبر إدانـــة يمكن أن توجه لشخص ما هي أن يُقال عنه بأنه يحظى بإجماع وطني!!، لأن هذا القول يعني شيئاً واحداً فقط وهو أن هذا الشخص الذي يحظى بإجماع وطني لا موقف له ولم يقل كلمة حق قوية ومدوية بوجه الباطـــل ولم يواجه الساسة المرتبطين بالإرهـــــاب والبعث الصدامـــي أو الزعماء الإنفصالييـــن المرتبطيـــن بإسرائيل أو الزعماء السياسيين المرتبطيـــن بالنظام السعودي الإرهــــابي.

تــباً للإجماع الوطني الذي يأتي ويُستحصل نتيجة السكوت عن إدانة القتـــلة والســـراق والمرتبطين بهم والمروجين لهم والمتعاونين معهم.

وتــباً لكل المناصب التي تخــرس الألسن وتمنعها من قول الحقيقة!!.