مصدر : البغداد يحاول العودة الى العراق بعد هزيمته في الباغوز

آخر تحديث 2019-03-22 00:00:00 - المصدر: سكاي عراق

 لا ينتهي الحديث في العراق هذه الأيام عن مصير زعيم تنظيم "داعش"، إبراهيم عواد البدري، المعروف باسم أبو بكر البغدادي، وسط قلق من احتمال لجوئه مرة ثانية إلى العراق مع نهاية المعارك في بلدة الباغوز السورية، آخر معقل ومنطقة سيطر عليها التنظيم في العالم، وترقّب لما سيحدث في العالم من مخاطر بعد دعوات التنظيم لـ"الثأر لدولة الخلافة".

ومع التقدّم الأخير الذي شهدته معركة تحرير الباغوز وقرب إعلان الانتهاء رسمياً من "داعش" في العراق وسورية، عاود العراقيون بحثهم عن إجابة تشفي فضولهم لمعرفة مصير من تسبّب بمقتل وتهجير الملايين، وتدمير مدن كبرى كالموصل وحلب السورية.

وبإحصاء بسيط وسريع لعدد المرات التي تحدّثت فيها وكالات الأنباء والصحافة الأجنبية والعربية، منذ الظهور الأول للبغدادي في تموز عام 2014، ولغاية الآن، عن احتمال مقتله وإصابته بضربات جوية، مرة من جانب أميركا وأخرى من جانب روسيا، وبقصف صاروخي عدة مرات في البلدين اللذين ادعى فيهما خلافته المزعومة، يتبيَّن أنها أكثر من 18 مرة، إلا أن لا تأكيد واضحاً لمصيره من تسجيلات التنظيم الصوتية أو إصداراته المرئية عبر إعلامه، كوكالة "أعماق" و"ناشر" و"مؤسسة الفرقان".

ولم يظهر البغدادي مجدداً بعد خطبته الشهيرة في جامع الموصل الكبير (في يوليو 2014)، لغايات لم يكشفها أي من المسؤولين العراقيين، بل حتى التنظيم نفسه، ولكن يُرجِح بعضهم أنه إما اخترق الحدود العراقية وعاد من سورية إلى صحراء الأنبار الغربية، أو إلى مناطق نائية تابعة لمحافظة نينوى، بعد أن تشتّتت قواته، وهُزم في غالبية المعارك، الأمر الذي فتح أبواب التساؤل حول كيفية اختراق الحدود، إضافة إلى سُبل القبض عليه أو التخلّص منه بضرب وكره الأخير.

وقال مصدر مسؤول من جهاز الأمن الوطني العراقي للعربي الجديد، إن "البغدادي ليس في الباغوز السورية، لكنه زارها أكثر من مرة قبل بدء الهجوم عليها من قبل قوات سورية الديمقراطية (قسد)"، مضيفاً: "بحسب المعلومات التي يملكها الجهاز، فهو في منطقة سورية أخرى غير الباغوز، وهو حاول مراراً اللجوء إلى العراق، لكن طيران التحالف وانتشار فصائل الحشد الشعبي على الحدود بين البلدين، دفعاه إلى التراجع عن هذا"، معتبراً أن "الحديث عن تمكّنه من وصوله إلى العراق أمر صعب التصديق، وهو لا يزال ضمن الأراضي السورية".

ولفت المصدر إلى أن "كل ما نعرفه، وقد تأكدنا من المعلومات، أنه غيّر مظهره الخارجي، وشكّل لحيته من الطويلة إلى القصيرة، وبدّل لونها إلى الأحمر، ويعاني حالياً من السمنة بسبب قلّة الحركة خلال العامين الماضيين، ويعتمد على الأغلب في تنقله على سيارات مدنية عادية، وأحياناً يتنقل بسيارات أجرة صفراء من حي إلى آخر، ولم تعد ترافقه أي أرتال عسكرية، ولكن مرافقيه ينتشرون بأزياء لا تشبه الزي الداعشي المعروف، وهو اللباس الأفغاني".

وأشار إلى أن "الاستخبارات الروسية لا تزال مصرة على أنها قتلت البغدادي، ولكن التنظيم لا يعترف بذلك، والتحالف الدولي يعتقد أنه مصاب إصابةً بليغة"، موضحاً أن "داعش يعرف جغرافية العراق لأن معظم قادته في الصف الأول هم من العراقيين، ويعرف الأنفاق التي لم تُكشف بعد، في مناطق صحراء الأنبار، ويمتلك التنظيم أنفاقاً ضخمة ترتبط بالحدود ثم إلى الأراضي السورية؛ ولكن مع ذلك، فإن احتمال دخوله إلى العمق العراقي لا يزال احتمالاً ضعيفاً، ولكن ليس مستحيلاً، لأن صحراء الأنبار تتضمن مناطق جاهزة لاحتوائه".

أما المسؤول المحلي في محافظة الأنبار راجع العيساوي، فلفت إلى أن "الحدود العراقية-السورية لا تزال غير مؤمنة بالكامل، ويمكن للبغدادي ومن تبقى لديه من إرهابيين الانتقال والعبور والوصول إلى صحراء الأنبار، لا سيما أن هذه المنطقة تحوي بالأصل إرهابيين لم تصل إليهم القوات العراقية لغاية الآن، وتحتوي على كهوف ومخابئ وأنفاق، وقد لاحظنا هروب دواعش من العراق إلى سورية وبالعكس، خلال الفترة الأخيرة".

ورأى العيساوي أن "المنطقة الغربية للعراق، بحاجة إلى تحرك استخباراتي عاجل، وتقوية للقوات الموجودة على الخط الحدودي مع سورية، وتكثيف مراقبة عناصر التنظيم الإرهابي، لأنهم خلال الأيام المقبلة ومع اشتداد الخناق عليهم واستمرار القصف على أواخر معاقلهم سيتوجهون إلى العراق حتماً، لعدم وجود بديل قريب غيره".

لكن القيادي في "الحشد الشعبي" علي الحسيني، نفى بشدة أن يكون البغدادي قد عاد إلى العراق بعد تحرير نينوى. وقال إن "البغدادي يعيش حالياً حالة مضطربة، ولا يستطيع البقاء في أي منطقة لفترة طويلة"، معتبراً أنه "من المستحيل أن يتمكّن البغدادي ومَن تبقّى معه من اللجوء إلى العراق واختراق مناطق الحدود مع سورية التي تنتشر فيها فرق من الجيش وقوات حرس الحدود والحشد الشعبي؛ فالحدود مراقبة بشكل شديد، والبغدادي لا يزال ربما في بعض المناطق التي تعاني ضعف الجهود الأمنية فيها ولكن داخل العمق السوري".