طالب ممثل المرجعية الدينية العليا خلال خطبة صلاة الجمعة التي اقيمت في الصحن الحسيني الشريف بضرورة الحياء العلمي والفكري، لافتا الى ان هذا النوع من الحياء يختلف عن الحياء العرفي.
وقال السيد احمد الصافي الجمعة (5 /4 /2019)، ان عدم الحياء من الامور الخطيرة في المجتمع والتي يصعب معالجتها من خلال الخطب او المحاضرات كونها تحتاج الى قرار ورعاية اجتماعية.
واضاف ان مصطلح الحياء الفكري او الحياء العلمي يختلف عن الحياء العرفي، مشيرا الى ان الذي لا يحترم الفكر والعلم تجده يتخبط بشكل عشوائي في امور ليس هو من فرسانها لانه لايفقه عنها اي شيء ويخوض غمارها وهو جاهل بها.
واشار الى ان من الصعوبة اقناع الجاهل لانه يسبب التعب ولا يتم التوصل معه الى نتيجة خصوصا اذا كان لهذا الجاهل اتباع، مستشهدا بحديث الامام علي عليه السلام في تقسيم الناس "النَّاسُ ثَلَاثَةٌ: فَعَالِمٌ رَبَّانِيٌّ، وَمُتَعَلِّمٌ عَلَى سَبِيلِ نَجَاةٍ، وَهَمَجٌ رَعَاعٌ".
ووجه السيد الصافي خطابه الى الدولة ومؤسسات المجتمع المدني والاسر والمدارس، منبها اياهم ضرورة الاهتمام باحترام الجانب العلمي والفكري لتلافي التخبط.
ولفت ممثل المرجعية الدينية العليا الى ان الجوانب الدينية اكثر عرضة لهذا الامر، مبينا ان البعض تجده لا يتكلم في الجانب الطبي او الهندسي او العلوم الاخرى لكنه يتدخل بالجانب الديني فيتصور ان المسائل الدينية او العلوم الدينية سهلة.
وبين ان المسائل الدينية تعد من اعقد المسائل وان فهم الادلة الشرعية من اعقد الاشياء، وان العالم لا يكتب رسالته العلمية بين ليلة وضحاها بل تجده قد افنى عمره حتى يكتبها بينما يتردد البعض عن كتابتها لانه يرى نفسه للان غير قادر على ذلك.
وانتقد السيد الصافي التجرؤ على العلوم والمسائل الدينية من قبل البعض والذي يكون كلامه اقرب للاستهزاء من المنطق العلمي، فضلا عن قيام البعض بالتجاوز على الرموز والائمة والعلماء بشكل استسهل فيه هذا اللون من التجاوز والاستهزاء، مستدركا ان من يساعد على هذه الامور لا يملك الحياء ايضا.
واكد على ضرورة احترام التخصص، محذرا من المنزلقات الخطيرة التي يقع فيها الشباب والشابات نتيجة عدم الورع والحياء، منوها الى ان ذلك يتأتى من وجود من يلقنهم بمعلومات بعيدة عن الواقع.
وشدد كذلك على ضرورة ان يحترم كل شخص امكانياته وقابلياته وقدراته، مبينا ان بعض المشاكل تؤدي الى هلاك وفساد اجتماعي نتيجة الجري مع نكرات ومجهولين يتطفلون على الثوابت والمباني الدينية لانهم وجدوا من يسمعهم بينما لايتطفلون على الطب او اي علم اخر، مشيرا الى ان بعض المجتمعات لازالت تحكمها الاساطير وهي لاتفهم ماتريد.
ويرى ممثل المرجعية الدينية العليا ان بعض الايات القرانية تحتاج الى وقت كبير لفهمها، بينما تجد هنالك من يقول ان هنالك خطأ في القران وهو لايفهم اي شيء، مشيرا الى ان القران الكريم نزل بلغة العرب واللغة العربية كلام حكمة.
كما انتقد كذلك التصرفات والاعمال التي يقوم بها البعض من خلال الاستهزاء بالمقدسات بطريقة مجة وعدم حياء والتفوه بطريقة تصل الى عدم احترام القيم والمبادئ بدعوى الحرية.
واكد على ان الحرية مطلب مهم وان الله خلقنا احرارا ولكن على الدولة والمنظمات ان تميز بين الفوضى والحرية، لان للحرية اصول وضوابط وقيم وان الفوضى تودي بالانسان للمهالك.
وطالب السيد الصافي في ختام خطبته على ضرورة الحفاظ على المقدسات والقيم والحياء العلمي والفكري وعدم التدخل بكل شيء وانتقاد اي شي لان ذلك يوقع الانسان في الفخ.
ولاء الصفار