أكد خبير في شؤون المياه والزراعة في البصرة مياه نهر الفرات مقطوعة تماماً عن شط العرب منذ أعوام عديدة، فيما دعا ناشط وكاتب بصري وزارة التربية الى تصحيح مناهجها التعليمية فيما يتعلق بتكون الشط من التقاء دجلة والفرات في القرنة.
وقال المهندس الاستشاري علاء البدران ، إن "نهر الفرات كان ينقل الى البصرة كميات قليلة من مياه مالحة وملوثة بمخلفات أسمدة كيمياوية، ولهذا السبب تم قطع مياهه نهائياً عن شط العرب اعتباراً من عام 2010"، مبيناً أن "سدة ترابية تم انشاؤها في ناحية عز الدين سليم (الهوير) لمنع وصول مياه النهر الى البصرة، والسدة تمتد بطول بضعة كيلو مترات، وعرضها يتراوح من 15 الى 20 متراً".
ولفت البدران الى أن "المعلومة الشائعة التي تفيد بأن دجلة والفرات يلتقيان في القرنة ويشكلان شط العرب لم تعد صحيحة من الناحية العملية، إذ لا تصل الى الشط من الفرات أي كمية من المياه".
من جانبه، أكد الباحث والكاتب ليث عبد الرحمن في حديث لـ السومرية نيوز، أن "شط العرب صار منذ أعوام يتكون من التقاء دجلة مع نفسه في القرنة"، موضحاً أنه "حتى في حال عدم وجود سدة ترابية في ناحية عز الدين سليم (الهوير) فإن الفرات لا يصب في شط العرب، وانما مياه دجلة كان تجري في مجرى الفرات، بحيث كان دجلة يغذي الفرات بشكل راجع".
ودعا عبد الرحمن وزارة التربية الى "تصحيح بعض مناهجها التعليمية لأن المعلومة الخاطئة التي تفيد بتكون شط العرب من التقاء دجلة والفرات في القرنة موجودة في العديد من مناهجها، ومنها كتاب الاجتماعيات للصف السادس الابتدائي".
يذكر أن دجلة والفرات كانا قديماً يصبان مباشرة في الخليج دون أن يلتقيا، وقد طرأت تغييرات عديدة في مسارهما قبل أن يتكون شط العرب، والعرب كانوا يطلقون قديماً على الشط اسم دجلة العوراء، وأول ذكر للشط باسمه الحالي جاء في كتاب (سفرنامه) للرحالة الفارسي ناصر خسرو الذي زار البصرة عام 1051م.
ويقطع شط العرب البصرة من شمالها الى أقصى جنوبها بطول 204 كم، حيث يصب في الخليج عند منطقة رأس البيشه في قضاء الفاو، وهو يضم العديد من الجزر الصغيرة نسبياً، وجاء في موسوعة (دليل الخليج وعمان ووسط الجزيرة العربية) أن "جزر شط العرب غير ثابتة الى حد ما، بمعنى آخر أن المجرى الرئيسي للشط غير ثابت، ففي عام 1836 كانت جزيرة العيجراوية تضم جزءاً من جزيرة الطويلة، ولم تكن بقية جزيرة الطويلة قد تكونت بعد، كما لم تكن جزيرة الشمشومية قد ظهرت الى حيز الوجود، وكانت جزيرة أم الخصاصيف أصغر حجماً مما هي عليه الآن".