سلط تقرير لصحيفة "العرب" اللندنية، الخميس، الضوء على ظاهرة انتشار المخدرات في بعض محافظات العراق فضلا عن شيوع ظاهرة الانتحار مؤخرا، مبينا ان احصائيتين عراقيتين كشفتا مؤخرا عن حجم التحديات التي يواجهها العراق على الصعيد الاجتماعي في مواجهة هذه الظواهر.
وذكر التقرير الذي نشر اليوم، 25 نيسان 2019، ان مفوضية حقوق الإنسان في العراق كشفت في وقت سابق، ان عدد الموقوفين والمحكومين على ذمة قضايا تتعلق بالمخدرات يفوق 7300 شخص، فيما ذكرت إحصائية غير رسمية أن الربع الأول من العام الجاري سجل انتحار 192 شخصا في مختلف محافظات البلاد.
ووفقا لدراسة أعدتها مفوضية حقوق الإنسان، فقد بلغ عدد الموقوفين على ذمة قضايا المخدرات بالعراق، باستثناء محافظات إقليم كردستان الثلاث، خلال العامين الماضيين 7352، بينهم 79 من الإناث، وجاءت بغداد في المرتبة الأولى بعدد الموقوفين، تليها محافظة البصرة.
وأوضحت مفوضية حقوق الإنسان ان "ظاهرة الإدمان على المخدرات وانتشارها وتعاطيها في العراق تشكل خطرا حقيقيا يوازي خطر الإرهاب"، مشيرة إلى أنها "لاحظت انتشارها لدى الفئة العمرية من 29 إلى 39، بحسب التقارير والدراسات الطبية وتقارير منظمة الصحة العالمية".
وبينت أن أنواع المخدرات الشائعة في العراق حاليا، هي "الطبيعية: الأفيون، الحشيشة أو الماريجوانا، القات، الكوكايين، والمورفين، والهيرويين، والبانجو والكافيين، وجوزة الطيب، والصناعية: الكرستال، والمهدئات، والمنشطات، والمهلوسات، والمواد الطيارة".
وأشارت إلى ان "مشكلة المخدرات أصبحت الآن من أهم ظواهر الحياة الاجتماعية في العراق"، محذرة من "تعاظم مخاطر المخدرات في ظروف الأزمات والحروب والنزاعات الداخلية والأزمات الاقتصادية، التي يعاني منها العراق".
واكدت المفوضية ان "العراق أصبح سوقا اقتصادية رائجة لبيع وتجارة المخدرات بعد أن كان ممرا لها، حيث لا يمر يوم إلا ويعلن أحد المنافذ الحدودية بين العراق وإيران عن إلقاء القبض على مهربين يحملون مواد مخدرة."
من جانبها أفادت عضو لجنة التربية في البرلمان أشواق كريم، ان "هناك معلومات مؤكدة وموثقة لدى اللجنة عن دخول المخدرات إلى المدارس وبداية تعاطي بعض الطلبة لها في المتوسطات والإعداديات، كما ان هناك حالات رصدت لتعاطي فتيات في المتوسطة والإعدادية للمخدرات تصل إليهن عبر طالبات يعملن مع شبكات كبيرة وواسعة لتجارة المخدرات".
وأوضحت أن "نسبة تعاطي المخدرات في العراق ارتفعت بشكل كبير ولافت، في ظل تراجع النظام التعليمي الذي كان وراء دخول المخدرات إلى المدارس".
من جهة ثانية بين التقرير أن مشكلات العراق لم تتوقف عند انتشار المخدرات، إذ يشهد المجتمع ازديادا مروعا في حالات الانتحار، التي عادة ما يكون الشبان أبطالها، حيث أظهرت إحصائية غير رسمية أن محافظات العراق شهدت خلال الربع الأول من العام الجاري انتحار 192 شابا وشابة، في ظروف مختلفة.
وأكدت منظمات حقوقية أن العديد من العوائل تخفي أنباء انتحار أبنائها، وتبلغ عنها بوصفها وفيات طبيعية، ما يلقي بظلال من الشك على دقة الإحصائيات، ونهاية الشهر الماضي، أعلن نشطاء عن تأسيس مركز لمكافحة الانتحار العراق،"نظرا لارتفاع حالات ومحاولات الانتحار في العراق، التي شهدت أرقاما كبيرة لم تسجل في البلاد سابقا، والذي كثيرا ما يعزى إلى اضطراب نفسي أو هرب من صعوبات مالية أو مشكلات في العلاقات الشخصية لكلا الجنسين التي تلعب دورا بارزا في إقبال الشخص على هذه الخطوة".
وشهد الأسبوع الجاري قيام العديد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي في العراق بنشر تدوينات ساخرة من مقترح ناقشته وزارة الداخلية مع مجلس محافظة بغداد بشأن مواجهة حالات الانتحار، ودعا مدونون الجهات المعنية إلى دراسة أسباب هذه الظاهرة المخيفة، بدلا من الانشغال بمناقشة "حلول مضحكة" لها، حسب تعبيرهم.