واع / الشهادات العلمية ...هل اخذت حقها العادل .. ام خصصت للمساومات / استطلاع
واع / بغداد / قاسم المالكي
"لم افاجأ حينما اسمع أن شهادات علمية للبيع طالما أن كل شيً في العراق اصبح خاضعا للبيع والشراء والتجارة الرخيصة التي نخرت الجسد العراقي.. فالوزارة تباع وتشترى وعضوية مجلس النواب خضعت للبازار منذ الجمعية الوطنية وصولاً الى أن تصبح شرطيأ لابد من "التوريق" ومن المفارقات العجيبة كل مسألة لها سعر حتى زيارتك الى المريض في المستشفيات الرسمية لابد وان تدفع مبلغأ معينا لموظف الاستعلامات .
وانطلاقاً من فلسفة ومهنية (وكالة انباء الاعلام العراقي / واع ) استطلعت اراء عدد من الخريجين فكانت محطتنا الاولى مع المواطن حارث غائب حسين من مدينة الشعب في بغداد وهو من خريجي جامعة بغداد ..
"لقد مضى على عملي في سوق الشورجة اكثر من سبع سنوات وكان أملي أن أكمل دراستي للحصول عل الماجستير ومن ثم الدكتوراه ولكن الظروف كانت ومازالت أقوى مني ..فانا اعمل حمالا أقوم بنقل البضاعة من المحل الذي أعمل فيه الى الشارع العام ،وقد كَون هذا العمل لي صداقات كثيرة مع التجار الذين احسوا بي كونى خريجأ ولابد من العمل بشرف لاكسب قوت يومي حيث هناك عائلة تنتظرني مكونه من زوجة و ثلاث أطفال لابد من أعالتهم وبذل كل ما استطيع بذله لأوفر لهم لقمة العيش"
" قلت له ألا بحثت عن عمل ينسجم وشهادتك العلمية، يقول"اكثر من مئة طلب قدمت الي مؤسسات الدولة ولكن الابواب كانت تقفل بوجهي .. والسبب هو أن ادفع المقسوم المالي لمافيا التعيين ".
قلت مازحأ " الا تبيع شهادتك ؟؟ يقول خذها هدية مني ..ولكنك لا تستطيع الاستفادة منها لأنها تحمل اسمي وصورتي وتاريخي العلمي والدراسي ..عندها وانا ودعته وانا اندب حظ هذا الشاب المسكين الذي عصرته الظروف وجعلته أن يكون حمالا من أجل غموس عائلته ".
كلية المعلمين والشحاطة النسائية
"محمد قاسم تخرج منذ سبع سنوات من كلية المعلمين بصفته معلم جامعي .. ومنذ ذلك التاريخ والى يومنا هذا فقد قدم عشرات الطلبات وجميعهما تصطدم بحالة واحدة اسمها "ورق" والحال أنه لا يستطيع التوريق لمافيا الفساد لأنه لا يملك ما يطلب منه وهو عامل باجر يومي في محل لبيع "الشحطات النسائية " وأن سوق هذه المادة موسمي ويكاد يكون على الصدفة خاصة في منطقة شعبية يكون السوق فيها راكد ويكاد لا يبيع في ذلك اليوم شحاطة واحدة ..وما العمل أذن.
قال محمد قاسم " من المفارقات الوقحة أن أحد المسؤلين أو سماسرة التعين طلب مني أن اصرف له راتبي لمدة سنة حتى يقوم بتعيني ، تصور أن المسألة وصلت الي هذا ألحد من السفالة والاستهتار بقيم الناس الا يعني ذلك منتهى الفساد المالي والسياسي ان لم نقل فساد أخلاقيا بمعنى الكلمة" ..
ماجستير تربية رياضية وملابس النوم
" شاب لطيف ورياضي بامتياز ليس خريجأ لكلية التربية الرياضية ويقوم الان في التحضير لشهادة الماجستير فقد اختار هذا التخصص لانه كان يعقد أن الحركة الرياضية في العراق ستجد طريقها نحو ألتقدم والرقي لتكون في الاقل الي جانب الحركات الرياضية لدول الجوار ان لم اقل دول العالم ..ولكنه في الواقع أصطدم بجدار سميك أسمه "الفساد والامية" لان القائمين على الحركة الرياضية هم عبارة عن لصوص وأميين ومتخلفين لانهم جزء من وضع عام أسمه الفساد ولكل مفاصل الدولة والابداع"..
" يقول الرياضي والماجستير جعفرعبد المطلب فكرت مرات عديدة أن اغادر او اهاجر ولكن وبصراحة حبي لهذه التربة وتعلقي بأهلي وناسي جعلني أن أطرد هذا الفكرة من خيالي لانها تعني الهروب والاستسلام وفي تقديري أن الحياة في حركة دائمة ومن المعيب ان نرفع الراية البيضاء ونستسلم لهذه الحفنه من الامبين وسماسرة الحركة الرياضية ومافيا السحت الحرام ولابد من ان تشرق شمس التغيير وكل أنسان في هذا المجتمع أن يأخذ حقه في عملية البناء ولكافة المستويات ومفاصل الحياة".
" قلت للسيد جعفر هل لديك طموح ان تكمل مشوارك العلمي ..يقول " نعم سأواصل دراستي حتى الدكتوراه لان الشهادة العلمية مسألة لابد منها واذا كان المجتمع أو القائمين عليه لم يحترموا العلم والعلماء وكل المبدعين لابد أن يأتي يوم سيكون البحث فيه صعب وهذه سنة الحياة".
واسأل الخالق الاحد أن يوفقنا جميعأ لخدمة عراقنا ألناهض والتواق الي المستقبل".
وكان بودي ان اخذ عددا كبيرا من أصحاب الشهادات العلمية الذي لم يجدوا مكانأ في مسيرة العمل والابداع في ضوء ما يحملوه من عطاءات علمية وشهادات تؤهلهم في المساهمة ببناء مستقبلهم وبالتالي مستقبل العراق الجديد المبني على العلم والمعرفة لا على الامية والتخلف واللصوصية .