ممثل السيستاني من الصحن الحسيني يتحدث عن اليات المنظومة المعرفية لدى الانسان

آخر تحديث 2019-05-03 00:00:00 - المصدر: نون

تناول ممثل المرجعية الدينية العليا خلال خطبة صلاة الجمعة التي اقيمت في الصحن الحسيني الشريف الاليات التي تتشكل من خلالها المنظومة المعرفية لدى الانسان.

وقال السيد احمد الصافي اليوم الجمعة (3 /5 /2019)، ان الكتاب والمعلم والاسرة من الادوات والركائزالمهمة لتشكيل المنظومة المعرفية، مبينا ان الانسان يقرأ الكتاب ويستفيد مما موجود فيه، ولازال هنالك من يتسابق لاقتناء الكتاب بل لازالت تعقد مجالس عامة لمناقشة ما موجود في الكتب، لافتا الى ان الكتاب لازال يمثل ركيزة مهمة في تشكيل المنظومة المعرفية.

واضاف ان الركيزة الثانية تتجلى بالمعلم الذي من خلاله يمكن زيادة المنظومة المعرفية.

ولفت الى ان التربية تمثل الركيزة الثالثة والمهمة التي تصقل المنظومة المعرفية لدى الشخص من خلال ما يتربى عليه داخل الاسرة وكذلك مما يتعلمه من تجارب الجد والاب والام، مبينا ان الشخص كما يأخذ من ابويه الاكل فانه يأخذ كذلك الزاد المعرفي.

وبين السيد الصافي ان الكتاب والمعلم والاسرة من الادوات الشائعة قديما وحديثا وانها ادوات طبيعية، مشيرا الى ان الثقافة اليوم شهدت دخول اليات وادوات جديدة مؤثرة لم تكن موجودة في وقت سابق اختصرت الكثير من الادوات المعرفة.

ويرى ممثل المرجعية العليا ان الثورة المعلوماتية الحديثة المتمثلة بالانترنت وصفحات التواصل الاجتماعي باتت تمثل الادوات الحديثة التي لا يمكن للانسان ان يغفل عنها او يغفل عن مدى تأثيرها.

ونوه الى ان قسم كبير من هذه الثقافة الالكترونية مجهولة الهوية وتؤدي الى حالة من التشويش الفكري والمعرفي فضلا عن حالة التناقض لعدم القدرة على فرز المواضيع التي تروجها، مما يؤثر ذلك بشكل سلبي  خصوصا على الشباب او ممن لم يتعلم بالوضع السابق المقصود به الكتاب والمعلم والاسرة كونه فتح عينيه على هذا الركام والكم الهائل المشوش والمتناقض.

واوضح ان هذه الادوات لا يحصل من خلالها على منظومة معرفية واضحة المعالم بل سيتم الحصول على منظومة مشوهة.

واشار الى ان هذه الثقافة باتت اسهل تناولا الا انها الاخطر تأثيرا، مبينا ان هذه الثقافة تكون اقرب الى الجهل وان الفرد من خلالها يتربى على حالة من الجهل نتيجة المتبنيات الفكرية غير الرصينة والمتناقضة، لافتا الى ان هذه الادوات تذكر امور معينة وبعد شهر تتبناها وبعد شهر تتبنى العكس منها مما تجعل المتصفح في حيرة من امره.

وابدى ممثل المرجعية امتعاضه لما يروج له من خلال هذه الادوات من قبيل التجاوز على حرمات الناس بطريقة اصبح من السهل رميهم بالموبقات دون اي تفكير او مراجعة او التأمل بخطورة ذلك، بل ان هذه الادوات باتت تزكي وتقدح وتذم وتجرح بطريقة عشوائية.

واكد ممثل المرجعية العليا على ان هذه الثقافة خطرة جدا لانها هجينة ومركبة لا اصل لها مما تجعل من الفرد غير مستوي وذات ثقافة مهزوزة وغير واقعية، بل انها تدفع وتجرأ الناس على ان يتكلم احدهم على الاخر بالفاظ نابية لا يستحسنها الذوق العام.

وقال خطيب جمعة كربلاء ان هذه الثقافة تفتقر لابسط مقومات اللغة والفهم والكلام الصحيح وبسببها خرجت الكثير من الامور عن الجادة الوسطى، واصبح هنالك معركة بالكلام النابي والتصرفات غير اللائقة، بل ان البعض اصبح يمتلك اكثر من مصدر لغرض ارباك الوضع خصوصا فيما يتعلق بحرمات وثقافات وادبيات الناس.

واشار الى ان المعلم يعمل على تقويم الخلل عند التلميذ سواء اكان باللسان او الكتابة او الفكرة، في حين ان هذه الادوات باتت تشجع على الابتعاد عن اللغة الاصيلة والانسلاخ عن الثقافة الحقيقية، فضلا عن تراجع احترام البعض للبعض الاخر، مبينا ان البعض كان يخشى ان يتكلم بالكلام النابي امام الاخرين الا انه من خلال تلك الادوات سلخ الحياء عن نفسه واصبح يتكلم بالكلام النابي بكل حرية لانه في بعض الحالات غير معروف.

ودعا السيد الصافي الى ضرورة اشاعة ثقافة الاستعمال الصحيح لهذه الادوات، مبينا ان المجتمع العرفي يمكن ان يكون مصدا لكثير من الانزلاقات في حال عدم ابعاده او تحييده وجعل الفرد يتعبد بهذه الادوات.

وتوجه السيد الصافي في ختام حديثه للمرشد والمعلم والاب والام لاخذ دورهم في توجيه الابناء للاستعمال الصحيح لهذه الادوات وعدم ترك الامور بدعوى زيادة الاطلاع والثقافة.