البصرة.. مشروع استثماري فوق العادة بأيد شبابية
تبذل نوران رائد جهودا كبيرة لتحقيق النجاح في "مشروع الشباب الاستثماري"، الذي أسهمت في تأسيسه بمحافظة البصرة (جنوبي العراق) مع مجموعة من الشباب الباحثين عن العمل من مختلف مدن العراق.
نوران (23 عاما) هي واحدة من مئات الشباب الذين استطاعوا جمع التمويل وإنجاز مشروعهم الاستثماري الذي يتألف من مطعم للوجبات السريعة وصالة للحلويات ومقهى عائلي وآخر ثقافي.
تجربة شبابية
تقول نوران إن "المشروع يمثل تجربة لقدرات الشباب في إثبات وجودهم في قطاع الأعمال دون الاعتماد على فرص التعيين في المؤسسات الحكومية".
وأضافت "لا أفكر حاليا في تحقيق الربح المادي بقدر التفكير في نجاح المشروع ليكون له اسم مميز نكسب من خلاله ثقة الزبائن".
تعمل نوران -وهي حاصلة على بكالوريوس في القانون- مديرة صالة المقهى العائلي، وتجد أن هناك ارتياحا من العائلات والنساء في وجود مقهى خاص بهم".
وتجاوزت المخصصات المالية لمشروع الشباب الاستثماري نحو ثلاثمئة ألف دولار تم توفيرها من 6200 سهم بواقع خمسين دولارا لكل سهم، وشارك فيه شباب من أغلب مدن العراق، فضلا عن مساهمين من خارج البلاد، كما ذكر علي حسين، صاحب فكرة المشروع.
نوران رائد (يمين) واحدة من مئات الشباب الذين استطاعوا جمع التمويل وإنجاز مشروعهم الاستثماري في البصرة (الجزيرة)
غياب حكومي
يقول حسين "بدأنا العمل على المشروع بداية العام الجاري بعد طرح الفكرة عبر صفحة فيسبوك لنجد تأييدا لها عند باقي الشباب، فعملنا على إنضاج الفكرة وتطويرها بمساعدة أساتذة جامعيين قاموا بإعداد دراسة الجدوى".
ويضيف أن العقبات التي واجهتهم في هذا المشروع "تمثلت في فقدان ثقة المواطنين في التعامل مع هذه المسائل، لكن تمكنا من تجاوزها من خلال تثقيف الأصدقاء وتوفير ضمانات قانونية للمساهمين".
لا يعول علي كثيرا على الدعم الحكومي، إذ يجد أن هناك فرصا كثيرة في القطاع الخاص يمكن أن يستفيد منها الشباب بدل انتظار الوظائف الحكومية.
وتعتبر البطالة من أكبر المشاكل التي تعاني منها مدينة البصرة، حيث بلغت نسبتها 60% بين الشباب بعد تسجيل أكثر من 140 ألف عاطل في مراكز تشغيل العاطلين بالمحافظة.
وأسهم مشروع الشباب الاستثماري في توفير فرص عمل بلغت منذ بداية تأسيسه نحو ثلاثمئة فرصة، في حين استقر على أربعين عاملا بعد افتتاحه، فضلا عن توفير عائدات لمئات من المساهمين الشباب كما تذكر صبا علي، وهي أحد المساهمين في المشروع.
وقالت صبا علي "تحمسنا لفكرة المساهمة في هذا المشروع كونه يدعم الشباب ويساعدهم في إيجاد عمل لهم، وهناك عشرات الفرص التي سيوفرها المشروع مستقبلا".
وترى صبا أن المشروع يمثل مغامرة جريئة لكنها تراهن على نجاحه ومساهمته في تنشيط الحركة التجارية بالمدينة.
في المقابل، ذكر رئيس مجلس محافظة البصرة صباح البزوني أن "المجلس يعمل على دعم الشباب العاطلين عن العمل عبر تدريبهم في مراكز التطوير المهني والسعي لتوفير القروض الصغيرة للخريجين لإقامة مشاريعهم الخاصة التي تحد من نسبة البطالة".
ويعتقد عبد الصاحب صالح نائب رئيس اتحاد رجال الأعمال في البصرة أن هذه التجارب لها أهمية كبيرة في تنشيط الاقتصاد المحلي، خاصة في البصرة، كونها مشاريع ترتبط مباشرة بالسوق وتتمتع بحركة الأموال.
وذكر أن مثل هذه المشاريع يجب أن توفر لها حاضنات أعمال لدعمها وتوفير الأجواء الصحيحة لنجاحها، من خلال تخصيص قروض ميسرة من قبل البنوك.
لكنه استدرك بالقول "رغم المخصصات المالية التي بلغت نحو أربعة مليارات دولار لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، فإن هناك معوقات تعرقل الاستفادة منها".