المستقلة – القاهرة – بقلم دكتورة هاجر عبد الحكيم
رمضان يا رمضان، والله بعودة يا رمضان، والضلع الأعوج في رمضان، زعلان منكم وتعبان.
يا ترى أيها القارئ الكريم من المقصود بالضلع الأعوج، إن المقصود بالضلع الأعوج في الثقافة الموروثة لدي مجتمعنا.
المرأة التى هي والدة وأخت وزوجة وبنت حضرتك، فهي المعوجة بنت العوجاء، هكذا فعلت الثقافة الخاطئة في العقل الجمعي للمجتمع.
وفى الواقع أن هناك حديث شريف ذكر في طياته أن المرأة خلقت من ضلع اعوج، جنب إرشادات عظيمة للرفق بها فى ذات الحديث، وأحاديث أخرى كثير تحث على مشاركة الرجل فى بعض الاعمال المنزلية، ليس هذا فحسب، بل أن للمرأة الحق فى طلب خادمة اذا ما كانت الأسرة ميسورة.
فلم يبقى فى ذاكرة العقل الجمعى من هذه الأحاديث غير هذه العبارة، وكأن الرجال قد وجدوا ضالتهم التي يبحثون عنها، ومثل هذه العبارات لم تحظى بالبيان الكافي والتحديث المستنير بإعمال العقل جنباً إلى جنب مع النقل وعدم الارتكان الطاغي إلى النقل.
فإن كانت المرأة خلقت من ضلع اعوج، فهي بالتالي عند الأقدمين هي الاعوجاج نفسه، بغير تأويل لهذا الاعوجاج !
فهل يا سادة هناك ضلع غير أعوج عند أي كائن حي ! ألم يثبت العلم الحديث أن الأعوجاج والإنحاء ضروري لزيادة الصلابة والتحمل، حيث يقوم المهندسون بعمل الإنحناءات والتعاريج للأشياء التي يريدون منها تحمل أكثر، فالاعوجاج باستعمال العقل والعلم يصبح ميزة وليس نقص.
فأود أن الفت نظر الضلع السليم، انه من الخلق القويم، في الشهر الكريم، مساعدة الضلع الأعوج، فمن عمل شيء بيداه التقاه، وأجره كله على الله، يا محسنين لله.
حيث أننا نجد عند قدوم رمضان على الضلعين السليم والأعوج، تتضاعفت الأعباء على الضلع الأعوج فقط دون الضلع السليم.
فعلى الضلع الأعوج خدمة أفراد الأسرة وذويهم من الصائمين، وبذل قُدرات هائلة في الاستعداد الكامل للتفنن في ألذ الاطباق وفوق كل هذا مطالبة بأن يكون ما تقوم به متوج بالحب والعاطفة لإسعاد الزوج، وأهل الزوج، والأبناء، والأقرباء، لأن الضلع السليم مش طايق نفسه ومش عايز دوشه وكفاية عليه الصيام.
وإن كان هذا دأب المرأة طول العام، إلا أن تلك المجهودات تتضاعف في شهر الصيام.
فعليها هم الإعداد للإفطار، ليس هذا فحسب بل عليها هم تنوعه لتحقيق الرغبات المتنوعة للأسرة الصائمة، وكذلك تدبير ميزانية المنزل مع مراعاة العزومات المحتملة، وبعد الإفطار عليها تنظيف أواني الإفطار، وما تلبس أن تستريح إلا ويراودها هم السحور، الذي لا يختلف كثيرا عن الإفطار، سوى فى معاناة الاستيقاظ لأفراد الأسرة، ويا ويل هذا الضلع إن كان من الموظفين، فهو في مشقة ليل نهار على مدار هذا الشهر الكريم، وما يصحبه من جهد جسدى ونفسي، فيا له من منطق اعوج.
فأود أن أقول لكل امرأة أعانك الله، واعلمي أن الأجر على قدر المشقة، كما أخبرنا رسول الله صلوات الله عليه وسلاماته، واعلمي أن ربكك سوف يعطيك أجر من افطرتيهم جميعا من وافر عطائه وكرمه،فأجر صيام يوم إيماناً واحتساباً يبعد صاحبه عن النار سبعين خريفا، ومن افطره يأخذ مثل أجره.
كما أود أن الفت نظر الضلع السليم، انه من الخلق القويم، في الشهر الكريم، مساعدة الضلع الأعوج، فمن عمل شيء بيداه التقاه و كله أجره على الله، يا محسنين لله.
فأنت لا تشعر بما تشعر به أمك أو زوجتك وحتى أختك من الإرهاق والتعب الشديد في إعداد الطعام، ورعاية الأبناء، والعديد من الأشياء لأجلك، لطفاً منك حاول أن تشعر بها قليلاً من أجل المودة التي بينكما، وساعد معها لله.
فيمكنك المشاركة فى تحديد الطعام كل يوم حتى تقوم زوجتك بإعداده، وبهذا ستختصر عليها جهد وحيرة الاختيار.
كما يمكنك المشاركة فى إعداد الطعام مع زوجتك كلما امكنك ذلك، وبهذا ستشعرها بالمشاركة والحب العملي.
إعطها فرصة للراحة لبعض الوقت، فالعمل والرعاية والاهتمام بالنظافة جميعها أمور مرهقة جداً.
احرص على عمل مفاجأة سعيدة لها باختيار أحد الأيام للإفطار في الخارج، لتتمكن من تجديد نشاطها.
استشارتها قبل الدعوة للولائم ومساعدتها في الإعداد لها.
عودتك للمنزل وبين يديك طبق للإفطار؛ فى بعض الأيام، كدليل حرص منك على راحة شريكتك فى الحياة.
وتحياتي الخالصة لكل امرأة مخلصة لربها ولاسرتها راجية ثواب ربها فى هذا الشهر الكريم وكل عام والضلعين بخير وصحة وسعادة ……….