ذكرت مصادر مطلعة ان الكتل السياسية تخطط لاجتماع عام تحضره الرئاسات الثلاث والكتل السياسية لاتخاذ موقف من تصاعد التوتر بين واشنطن وطهران ومنع القوات الأميركية الموجودة في العراق من مهاجمة إيران.
وأفاد الرئيس السابق للجنة الأمن والدفاع النيابية، حاكم الزاملي، في تصريح صحفي ، أمس السبت، 11 أيار 2019، ان "مواقف القوى الشيعية مازالت متذبذبة إزاء التهديدات الأميركية لإيران"، مضيفا ان " الإجماع أو التوجه العام داخل هذه القوى السياسية هو بالضد من استخدام الأراضي العراقية لتوجيه ضربة عسكرية إلى دولة من دول الجوار، وفق ما نقلته صحيفة "المدى"
فيما اكد القيادي في تيار الإصلاح والإعمار عبد الله الزيدي، ان "هناك مساعي تبذل من قبل إحدى الجهات التابعة للدولة العراقية (لم يسمها) لعقد اجتماعات مشتركة بين الرئاسات الثلاث وكتل وأطراف سياسية للاتفاق على موقف عراقي وطني موحد من التهديدات الأميركية على إيران".
وتابع أن"هذه الاجتماعات ستحضرها الرئاسات الثلاث والقوى السياسية المؤثرة مع ممثلين عن مكونات الشعب العراقي لوضع خارطة طريق توضح الموقف العراقية من الأزمة الراهنة بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران."
وأشار الزيدي إلى ان "الأيام المقبلة ستحدد الجهات التي تجتمع والكتل والشخصيات ووقت عقد الاجتماعات"، مؤكدا أن "الموضوع مازال قيد النقاش والتباحث بين مختلف الجهات الحكومية والسياسية والمكونات."
من جانبه وصف وزير سابق، طلب عدم الكشف عن اسمه، الوضع والموقف العراقي من التهديدات الأميركية ضد إيران بالـ" غير الواضح" قائلا إن "القوى الشيعية باتت منقسمة إزاء هذه التهديدات إلى فريقين الأول تمثله فصائل الحشد الشعبي وكتل تحالف الفتح التي اختارت الانضمام إلى المعسكر الإيراني".
وأردف ان "الفريق الثاني والممثل بكتل تحالف الإصلاح والإعمار(القوى الشيعية حصرا) يقف بالضد من توجهات الفريق الأول ويرفض لغة الاصطفافات والمحاور ويلزم الحياد من هذه التهديدات وينأى عن الانخراط مع أي معسكر"، فيما كشف عن"وجود حراك بين القوى الشيعية لتوحيد موقفها من هذه التهديدات".
وكان رئيس تحالف الإصلاح والإعمار عمار الحكيم، قد دعا في وقت سابق إلى وساطة عراقية بين الولايات المتحدة وإيران وتخفيف حدة التوتر بينهما، مشددا على أن "يتخذ العراق المواقف المسؤولة لتجنب الكارثة وأن ينتقل من سياسة الوسط إلى سياسة الوسيط الذي يسعى لتخفيف حدة الصراع في المنطقة".
بينما دعا زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، إلى "إنهاء التصعيد العسكري في المنطقة عبر الحوار بعيدا عن سياسة فرض الأمر الواقع بالقوة"، مطالبا بإنهاء الأزمة بين واشنطن وإيران عبر الحوار.
وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، زار بغداد الاسبوع الماضي في زيارة مفاجئة والتقى المسؤولين العراقيين وأبلغهم تلقي الإدارة الأميركية معلومات تفيد بتخطيط فصائل قريبة من طهران لاستهداف مصالح بلاده، بعدها أعلنت واشنطن إرسال حاملة طائرات وقاذفات "بي 52" إلى الخليج العربي، بسبب ما وصفته بأنه تهديد جديد من طهران.
يذكر ان الولايات المتحدة الأميركية فرضت العام الماضي عقوبات اقتصادية على صادرات النفط الإيرانية بعدما انسحب الرئيس الأميركي دونالد ترمب من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين طهران وست قوى عالمية.