كرسي محافظ نينوى يشظي التحالف السني الأكبر ويهز كرسي رئيس البرلمان

آخر تحديث 2019-05-18 00:00:00 - المصدر: النور نيوز

النور نيوز/ نينوى/ تقرير
ما ان انتهت عملية اختيار محافظ جديد لنينوى من قبل مجلس محافظتها وما رافقه من جدلية واشكاليات حتى اعلن تحالف المحور الوطني – اكبر تحالف سني برلماني – باستبعاد أحد اعضائه وهو رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، سبق ذلك افتراق الشركاء السياسيين ضمن نفس التحالف ، الخنجر، الحلبوسي اسامة النجيفي وآخرين.

خلافات ومخاض عسير لانتخاب المحافظ

تسبب انتخاب محافظ نينوى جدا كبيراً بين سياسيين سنة بارزين على المشهد السياسي العراقي، وما بين التراشق والتلميح، فاجئ النائب في تحالف النصر وعن محافظة نينوى منصور المرعيد المشهد باتهامه النائب عن نينوى والقيادي في تحالف المحور الوطني فلاح الزيدان بأنه ” بؤرة الفساد ” ، وقال المرعيد – الذي فاز بمنصب محافظ نينوى – في تصريح صحفي سابق ” أن زيدان وقف بالضد من اقالة المحافظ السابق نوفل العاكوب وحل المجلس قبل عام ونصف العام”.

وكشف المرعيد عن ” فشل المفاوضات التي أجراها بعض نواب نينوى مع مجلس المحافظة ولم يتوصلوا الى شيء معهم”، لافتا إلى أن “فلاح زيدان ومن معه يحاولون تمرير مرشحيهم لمنصب المحافظ من خلال الضغط على مجلس المحافظة”.

ليرد عليه الزيدان بالقول ” إن ما صرح به النائب المرعيد والطامع ان يكون محافظا الى نينوى هو عار عن الصحة وكلامه عبارة عن بهتان وزور, وأوضح أنه قبل سنة ونصف عندما حاول مجلس نينوى اقالة العاكوب لم يكن المرعيد سوى مقاول دفع الاموال لبعض الفاسدين لكي يكون محافظاً”.

ثم حذر الزيدان ما وصفها ” من تدخلات تقوم بها شخصيات سياسية لفرض ارادتها بعملية تسمية المحافظ الجديد”. وقال في بيان “نرفض تدخلات بعض الشخصيات السياسية مثل خميس الخنجر والسيد فالح الفياض في موضوع فرض محافظ في نينوى بحسب قوله”.

عانت عملية التوصل الى اتفاق لاختيار محافظ نينوى من مخاض عسير، تدخلت به كتلاً وشخصيات سياسية من محافظات اخرى، ابرز الاسماء التي حاولت فرض ارادتها هي رئيس البرلمان محمد الحلبوسي وخميس الخنجر وفالح الفياض.

وكان التلويح بحل مجلس المحافظة عبر تمريره الى جلسة البرلمان من قبل الحلبوسي، مقابل مبالغ مالية تم الحديث عنها في عدة مناسبات مقابل اخيتار المرشح.

فيما يعارض حزب اسامة النجيفي عملية الانتخاب، ويطالب بعدم اختيار محافظا لنينوى والإبقاء على خلية الازمة لإدارة المحافظة، وأمام ذلك، كان هناك سعي من قوى سياسية عديدة لدفع مرشحيها، حيث حاول النائب عن صلاح الدين احمد الجبوري أن يكون له مرشح في هذه العملية يسابقه عليها الحلبوسي لفرض مرشحه مستخدما نفوذه كرئيس للبرلمان ثم رفض من قبل قوى سياسية، حتى أنه اضطر للسفر الى أربيل للقاء مسعود برزاني الذي لدى حزبه ( الحزب الديمقراطي الكردستاني) 11 عضو في مجلس محافظة نينوى، فقدم الحلبوسي مرشح آخر، فلم يفلح أمام مرشح الخنجر والفياض.

وتم اختيار منصور المرعيد من قبل 28 عضو من اعضاء مجلس محافظة نينوى الذين حضروا جلسة التصويت فيما قاطع 9 أعضاء الجلسة.

تشظي التكتل السني الأكبر

بعد ساعات من انتخاب المرعيد اعلن تحالف المحور الوطني إلغاء عضوية محمد الحلبوسي وعدد من أعضاء كتلته من عضوية التحالف، عازيا ذلك الى محاولاته “تشتيت” التحالف وعدم التزامه الأطر والأهداف التي تشكل التحالف لأجلها.

وبذلك بدأ اكبر تحالف سني يعاني من عملية تشظي، بدأت بموقف سياسي متضاد من عملية انتخاب محافظة نينوى بين حلفاء الانتخابات الاخيرة القياديين في تحالف القرار العراقي اسامة النجيفي وخميس الخنجر، ثم إبعاد الحلبوسي من تحالف المحور الوطني، ومن ثم التمهيد لإقالته من منصبه كرئيس للبرلمان.

فكان اختيار محافظ نينوى القشة التي قصمت تحالف القوى السنية العراقية مثلما، فعلت كارثة العبارة بإزاحة المحافظ المقال على خلفية الفساد نوفل العاكوب، بعد فشل عدة محاولات لإقالته منذ أكثر من عام بسبب تقوية بكتل وشخصيات سياسية من بغداد.

من جهته قال رئيس كتلة الحل النيابية ضمن المحور محمد الكربولي في تغريدة على حسابه في شبكة التواصل الاجتماعي “تويتر” بعد ساعات من انتخاب عضو حركة عطاء منصور المرعيد محافظًا جديدًا لنينوى، “إنه حذر في وقت مبكر “من ضربة غادرة تستهدف تحالفنا السياسي من عناصر لا يكترثون إلا لمصالحهم، وان كانت تضيع في سبيلها محافظة كاملة بكل معاناة مواطنيها”.

أضاف “اليوم وبعدما بيعت محافظة نينوى بتصويت فاضح لمرشح واحد بنسبة 100% فإننا وبعد التوكل على الله قررنا أن نطهر أنفسنا من العناصر الفاسدة وتشكيل تحالف القوى العراقية وحل المحور وعهدًا لن نتخلى عن أهل نينوى حتى نعيد إليهم حقوقهم”. على حد تعبيره

وفعلًا تم الإعلان عن تحالف القوى العراقية وإخراج قادته خميس الخنجر وأحمد الجبوري أبو مازن منه، وذلك على خلفية انتخاب المحافظ الجديد.

سعي لإقالة رئيس البرلمان

وبحسب مصادر من عدة قوى سنية كشفت أن الاستعدادات جارية من قبل نواب سنة في البرلمان لتشكيل تحالفهم الجديد ، حيث ان هناك حراك يدور بين تحالفي المحور والقرار وعدد من نواب المكون السنّي (خارج هذين التحالفين) للإطاحة بالحلبوسي، حيث ستقدم هذه الكتل ستقدم طعناً أمام المحكمة الاتحادية على صحة انتخاب محمد الحلبوسي رئيساً للبرلمان في أيلول الماضي.

ويقول الإعلامي العراقي “عامر الكبيسي” ان “الحلبوسي من 55 نائبا، بقي له حتى الآن 17 فقط ويحاول ترغيب ما يستطيع دون جدوى !!”.
واضاف الكبيسي في تغريدة له على الفيسبوك “لقد أجل “اي الحلبوسي” عقد مؤتمر للنواب .. لأنهم يتفلتون منه، ويعتذرون، ويحاول بكل الطرق معهم” وبين لقد بقي معه “المنشقون من الحزب الإسلامي الذين تركوا أهلهم وحزبهم وبقي معه جماعة هويتنا” مشيرا الى ان “كل هؤلاء امرهم بيد (رؤساء كتلهم ) وبعضهم يحركه الدولار والبورصة !! ادفع أكثر”.

أما القيادي في تحالف المحور خميس الخنجر فكان أكثر المتحدثين وضوحا قائلا: “نسعى لإقالة رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي بشخص أكثر اتزانا”.

وقال الخنجر في تصريح صحفي اطلع عليه “النور نيوز”، “قدمنا كل شيء من أجل ضمان فوز الحلبوسي برئاسة البرلمان لكنه تصرف على العكس تماما من موقف قادة المحور وصار يكيل لهم التهم بطريقة غير لائقة”.

وأضاف، ان “موقفنا من استبدال الحلبوسي بشخص اكثر اتزانا لا زال قائما لأنه أحرجنا مع باقي الكتل وحول المنصب الى مزايدات مغامرات غير محسوبة”، لافتا الى امه “من يتتبع سيفيات رؤساء اللجان البرلمانية التي نصبها هو يصاب بصدمة كبيرة”.

وتابع، “نبحث مع شركائنا عدة أسماء لترشيحها لرئاسة البرلمان العراقي وهناك اسماء كثيرة تليق بهذا التوصيف”.

انشر على مواقع التواصل !

Post Views: 6