هل تستخدم واشنطن الأراضي العراقية لمهاجمة إيران؟
أكدت الولايات المتحدة اليوم التزامها بعدم استخدام الاراضي العراقية ضد أي بلد أخر في اشارة الى تصاعد صراعها مع ايران والمخاوف المنتشرة في المنطقة من اندلاع حرب بين البلدين.
واشارت الى استمرارها بتدريب وتجهيز القوات العراقية وتقديم المشورة لها.
وشدد القائم بالأعمال في السفارة الاميركية في العراق جوي هود خلال اجتماع مع قائد قوات الشرطة الاتحادية العراقية الفريق رائد شاكر جودت في بغداد على التزام الولايات المتحدة تجاه العراق كواحد من أهم شركاء أميركا الإستراتيجيين في المنطقة وأهمية وجود حكومة عراقية قوية ومستقرة وذات سيادة.
وعبر هود عن تثمين الولايات المتحدة لجهد القوات العراقية وقال ان بلاده كانت واثقة تماماً بتصميم قوات الأمن العراقية في الحفاظ على سلامة الناس. وأكد استمرار بلاده في شراكتها مع قوات الأمن العراقية من خلال تقديم المشورة والتدريب لها وتجهيزها في جهودها للقضاء على تنظيم "داعش" باعتباره تهديداً للعراق.
وأشار الى ان الولايات المتحدة ستواصل عملها لتحسين العمل المشترك والتواصل بين جميع مكونات قوات الأمن العراقية.
وشدد القائم بالأعمال هود أيضاً على التزام الولايات المتحدة باتفاقية الإطار الاستراتيجي بما في ذلك حظر استخدام الأراضي العراقية لمهاجمة أي بلد آخر في اشارة الى تهديدات الحرب الحالية بين واشنطن وطهران والمخاوف العراقية من ان يكون ساحة لهذه الحرب بين البلدن.
ودعا العراق بريطانيا الاربعاء الماضي الى مساعدته في البقاء بعيدا عن هذا النزاع الاميركي الايراني الذي يعيق او يؤخر عمليَّة تنميتها وبنائها.
وبحث وزير الخارجية العراقي محمد علي الحكيم مع نظيره البريطاني جيريمي هانت في لندن بتكليف مباشر من رئيس الوزراء عادل عبد المهدي تطورات النزاع الايراني الاميركي وعدداً من القضايا الإقليميَّة والدوليّة ذات الاهتمام المُشترَك.
وأكّد الحكيم أنَّ العراق اليوم هو نقطة لقاء للجميع وأنَّ العراق يجب ان يبقى بعيداً عن أيِّ نزاعات يُمكِن أن تُعيق، أو تُؤخّر عمليَّة التنمية والبناء في البلاد.
وكان عبد المهدي قد تحدث خلال مؤتمره الصحافي الاسبوعي الثلاثاء عن الصراع الاميركي الايراني قائلا " ان الحكومة لديها خطط لمواجهـة حالة الطوارئ في حال تصعيد الازمة بين طهران وواشنطن".
واوضح ان: "الطرفين صديقان للعراق ولايريدان الحرب لكن هذا ملف معقد والعراق يساعد لعدم الانزلاق نحـو الخطر".
واضاف ان "العراق يبذل جهودا كبيرة في هذا المجال وهناك رغبة مشتركة من الطرفين بان ينتهي الامر على خير".. محذرا من ان "جميع الاطراف ستدفع ثمنا كبيرا في حال الانزلاق الى الهاوية بما فيها العراق الذي سيتضرر كثيرا ".
واكد ان "معلوماتنا الامنية لم تسجل اي تحركات جديدة تشكل تهديدا للاخرين والحكومة ملزمة بحماية الجميع ولانقبل ان تكون الاراضي العراقية منطلقا للاعتداء على الاخرين".
والاربعاء الماضي أمرت واشنطن موظفيها غير الاساسيين في العراق بمغادرته فورا وطالبتهم بالرحيل بوسائل النقل التجارية في أسرع وقت ممكن موضحة ان هذا الامر بالمغادرة الملزمة يعد مناسبا في ضوء الظروف الامنية الحالية نتيجة تصاعد الازمة بين ايران والولايات المتحدة.
لكن المسؤولين الأميركيين حرصوا على القول الأربعاء إن القرار المتعلق بالموظفين الاميركيين في العراق لا يعني أن هناك عملا عسكريا وشيكا للولايات المتحدة ضد إيران أو أحد حلفائها في المنطقة.
ومع ذلك واصلت واشنطن تعزيز وجودها العسكري في منطقة الخليج لمواجهة التهديدات الإيرانية، بحسب قولها فأرسلت مؤخرا حاملة طائرات وقاذفات استراتيجية من نوع بي-52 وسفينة حربية إضافية وبطارية صواريخ من نوع باتريوت الى المنطقة.