بالدليل والشهادات الرسمية.. الحشد بريء وهذه اسباب حرق حقول الحنطة والشعير

آخر تحديث 2019-05-21 00:00:00 - المصدر: قناة الغدير

ربما يسال السائل ما بال البلاد التي لا يهدئ لها صيف ولا شتاء، ان" جد جِدَ قومها فعملوا خرج لهم قاطع السبيل ومثبط العزيمة فصير جهدهم من ذهب الى تراب وكانهم لم يعملوا ولم يجتهدوا.

خفافيش الظلام وازلام الخراب لم يهدأ لهم البال ولم تطب لهم رؤية الارض العراقية مزهرة بعرق وجهد ابنائها حتى حال دون ذلك وجيش الجيوش واجتهد في ايجاد ما يخرب صفوة الاقتصاد الذي بدأ يتعافى شيئا  فشيئا   ويأخذ طريقه نحو التطور والازدهار.

بالدليل..

بعد قيام الجمهورية العراقية بدأت مرحلة معالجة الاقطاع الذي جوع الفلاح المجهد المتعب بزراعة اينع الفواكه والخضروات، فيما اترف شيخ القبيلة او القرية المرتاح والذي تفطرت وجناته دما, من الراحة المفرطة والتجبر على رقاب الضعفاء من ابناء القبيلة.

عمل ازلام النظام الاقطاعي بعد ان وزع عبد الكريم قاسم الاراضي الزراعية على الفلاحيين ايذانا بانتهاء عهد الاقطاع ومجيء عهد النور بالجمعيات الفلاحية التي اشرفت على عمل المزارعين والكادحين وقامت بمساعدتهم في تذليل العقبات فنجح الامر واصبحت الزراعة العراقية في عام 1960 تنافس دول العالم في شكلها وجودتها وكمياتها الكبيرة.

طبعا هنا كان الاقطاع يعاني من هذا الامر الذي ساوى بين شيخ والفلاح والامير والعامل واصبح كل منهم يعمل في ارضه، حيث قامت عصابات الاقطاع بحرق مئات الدونمات من محصولي الحنطة والشعير اضافة الى تجريف البساتين الجنوبية من التمور واشجار الزيتون وغيرها مما  لا تحضرني انواعها.

هنا اراد الاقطاع ان يوصل رسالة لحكومة قاسم بان الفلاحيين غير جديرين بهذا الامر وفي قصة من الخيال يروي احد الفلاحيين ما قامت به شرطة الحي الذي هو فيه بتوجيه من حكومة بغداد آنذاك وهو زراعة رجال امن بدل الـ"فزاعات" الصناعية التي تخيف الحيوانات والطيور، ليرصدوا من يقوم بهذه الاعمال القت الحكومة القبض آنذاك على اكثر من 200 عنصرٍ اعترفوا بان شيخ العشيرة وكبير القبيلة حثّاهم على هذا الامر لاستعادة قواهم وسلطتهم على القبيلة واراضيها من جديد، والعهدة على الناقل...

اليوم تكررت نفس السيناريوهات لكن هذه المرة بشكل ابشع واكثر حرفية بدأت بمزروعات البيوت وانتهت اليوم بأحراق اكثر من 30 دونما اخرها في محافظة صلاح الدين وجميعها من محصولي الحنطة والشعير الذي اعترفت الحكومة قبل ايام، استلامها اكثر من مليون و20 الف طن من الحنطة المحلية ذات النوعية الممتازة والتي تتفوق على نظيرتها المستوردة".

ما هي الاسباب ولماذا تحترق الاراضي الزراعية؟؟

سؤال سهل لكن صعب إيجاد الاجابة عليه بين ارتفاع نسبة الآراء والمرجعيات والنفع الخاص من الدول التي ضرها ايقاف العراق استيراد اكثر من 12 مادة غذائية بينها الحنطة لوفرتها محليا...

حتى ساعة اعداد هذا التقرير وفي احصائية سريعة اجراها موقع "الغدير"، ان" المحافظات التي شهدت حرائق كبيرة في حقولها الراعية هي..

- النجف الاشرف - ديالى 

- كركوك

- نينوى

- صلاح الدين 

حيث بلغت نسبة الاراضي التي اتلفت محاصيلها الزراعية من الحنطة وبشكل غير قابل للاستفادة منها هي 700 دونم مربع خلال اسبوع في المحافظات المذكورة سابقا..

من المسؤول عن هذا الضرر الكبير؟

الخبير في الشؤون الاقتصادية "ملاذ الأمين" وفي تصريحات صحفية قال أن" حرائق حقول الحنطة والشعير وراءها جهة مخربة تحاول إبقاء العراق مستوردًا لغذائه خصوصًا الحنطة".

وسائل حديثة للحرائق

ذكر ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" عن مزارعين محليّين قولهم ان" مجهولين لديهم خبرة بصناعة المتفجرات وضعوا أجهزة تتسبب بحريق وسط حقول القمح، ليمتد إلى أكبر رقعة مزروعة، إذ إن تلك الأجهزة يتم التحكم بها عن بعد عبر الهاتف النقال واكدوا العثور على أجهزة موبايل ومعدات تستخدم في التفجير، وهذا ما يدل على ان الحريق بفعل فاعل".

 ايجاز بسيط لحجم المساحات المحترقة التي سجلتها مديريات الدفاع المدني في المحافظات المذكورة..

ذكرت مدير الدفاع المدني العراقي اللواء، كاظم سلمان بوهان، عن تسجيل 56  حادث حريق. 

وقال بوهان، انه" لا يستبعد تدبير الحرائق، لكن لا يوجد سبب معروف لاندلاع هذه الحرائق الى الآن"، مشيرا، الى انه" لا ينفي وجود نية لضرب المنتج المحلي موضحا، ان" الأدلة الجنائية في وزارة الداخلية تعكف على تقصي هذا الامر، وهناك معلومات، والداخلية تأخذها على محمل الجد، لكن الى اللحظة لم يتأكد انه حادث جنائي.

واضاف موهان، ان" المساحات التي احترقت بلغت 768 دونماً، وأن ما تم إنقاذه حوالى 18 الف و500 دونم من بين 10 ملايين دونم تمت زراعتها بالحنطة والشعير خلال العام الحالي.

مصادر نيابية رفضت البوح عن اسمها اتهمت بلدان خارجية واعتبرتها متورطة في هذا الامر وتحاول ان تبقي البلاد في خانة البلدان المستوردة والواقعة تحت رحمة الكثير من الدول الزراعية".

رئيس جمعية الفلاحيين في ناحية قرة تبه، حسن علي قادر، علق على الامر قائلا: ان" حجم الاضرار لغاية اليوم في قرية قرة تبة ناحية البوعامر واراضي في جبال حمرين بلغت 170 دونما جميعها من محصول الحنطة والشعير الذي شارف على الحصاد ولم يبق له الا ايام ويتم حصاده".

واضاف قادر، ان" جميع الاجهزة الامنية الجيش والحشد الشعبي سارعت الى انقاذ ما تبقى من الاراضي"، مبينا ان" الاسباب غير معروفة لغاية الان ومحصورة بين فعل فاعل وتماس كهربائي".

من جانبه قال قائد عمليات صلاح الدين اللواء قنديل الجبوري، ان" بعض مفارز الارهاب استغلوا غياب الاجهزة الامنية في المناطق الزراعية الشاسعة والتي لا يمكن تغطيتها بالحماية الكاملة لينفذوا عملياتهم الارهابية بعد ان عجزوا عن حمل السلاح والظهور للعلن نتيجة رفض الاهالي لهم ولفكرهم ومطاردتهم في اي مكان ظهروا فيه لذلك وجدوا استغلال الامن الغذائي للمواطنين فرصة لزعزعة الامن واعادة نفوذهم الوهمي للواقع".

واضاف الجبوري، كما ان" من الاسباب الاخرى هو استغلال الفلاحيين للاراضي الواسعة نتيجة الكميات الكبيرة للمياه التي شكلت بحيرات وبُركا مائية ساعدت على استغلال الاراضي المجاورة لها بالزراعة وعدم وجود فواصل ارضية فارغة بين مزرعة واخرى ادى الى عدم السيطرة على اقل حريق يشب في هذه المناطق".

ونوه، الى انه" ليس جميع الاراضي احترقت بفعل فعال فهنالك دور كبير لدرجة الحرارة التي ادت الى حرق محصول الحنطة والشعير كونه جافا ويساعد على الاحتراق"، مبينا، ان" الاهمال كذلك له دور كبير في احتراق الاراضي الزراعية".

ونوه الى ان" عمليات اليوم كانت شاملة لملاحقة العناصر المتسببة بهذه الكوارث ولن تقف القوات الامنية مكتوفة الايدي وستعمل على ايجاد المتسبب بهذا الامر لينال جزاءَهُ العادلَ".

فيما اكدت مصادر نيابية مختلفة ومن المحافظات التي حصلت فيها الحرائق، ان" الامر لا يتعدى كونه خلافا عشائريا على حجم الاراضي وعدد الدوانم المزروعة فيما كانت النسبة الاضعف هو تماس كهربائي وهذا شمل المناطق الواقعة على خط نقل الطاقة الكهربائية ونسبتها قليلة جدا قياسا بالحرائق التي حصلت بسبب الخلافات العشائرية والثارات القبلية".

واضافت المصادر، ان" هذه الحركة هي خارجية تدعمها دول تريد الايقاع بالحشد فرمت باللوم عليه وتهمته بارتكابه هذه الحرائق والمعادلة معروفة وجدا بسيطة وهي محاولة دولية لإخراج الحشد من العمل السياسي والامني كونه حدد حجمهم في تلك المحافظات وجعلهم غير قادرين على فعل ما يحلو  لهم".

اما وزارة الزراعة العراقية علقت وعلى لسان الناطق الرسمي باسمها، حميد النايف، ان" الحرائق التي حصلت في الحقول الزراعية تعود لجملة من الاسباب في مقدمتها..

اهمال المزارعين وقيامهم بحرق بعض الاعشاب مما يودي الى عدم السيطرة على الحرائق بعد هبوب الرياح، اما السبب الاخر يعود لوقع تلك الاراضي على خط عمدة نقل الطاقة الكهربائية مما تسببت بعضها  احراق الحقول الزراعية".

واضاف النايف، انه" لا نستبعد وجود اجندات وعصابات منظمة غايتها الاضرار بالأمن الغذائي للمواطنين والاقتصاد العراقي بشكل عام".

واستبعد الناطق باسم الوزارة ان" تكون هنالك ايادي لسياسيين تورطت بهذا الامر"، معتبرا، ان" الحرائق عبارة عن جريمة منظمة معروفة اسبابها وغاياتها قامت بها شخصيات وجهات مقامرة بالاقتصاد العراقي".

ونوه النايف الى ان" الوزارة حثت الفلاحيين على المبيت في حقولهم الزراعية لتفادي هكذا حالات لحين الانتهاء من موسم الزراعة"، مبينا انه" اوعزنا الى الحاصدات في جنوب العراق التوجه الى محافظات صلاح الدين وكركوك وبقية المحافظات التي شهدت حرائق للإسراع في حصاد المتبقي من محاصيل الحنطة والشعير".

هذا ويبقى كما توضح الصور المرفقة مع التقرير حجم الخسائر في المال والجهد البشري والالي الذي ذهب ادراج الرياح في غضون اسبوع واحد فقط ولا ننسى حادثة تسمم الاسماك التي حصلت في الاشهر الماضية كيف انه وبعد اعلان الاكتفاء الذاتي من الاسماك المحلية وايقاف استيرادها من الخارج تدمر اكثر من 500 حوض كل واحد منها يحوي المئات من الاسماك.

ما نتمناه ان لا تنتهي قضية الحقول التي احرقت بتقرير يسند الجريمة الى مجهول كما حصل مع احواض الاسماك حين تعددت الروايات ولم يكن هنالك لغاية اليوم تقرير يشخص السبب الرئيس وراء نفوق ملايين الاسماك".

  انتهى..م.ر