نزار عبد الغفار السامرائي
رغم أن فيلم حرب خاصة (A Private War) يتناول بالتحديد الصحفية الامريكية ماري كالفين التي قتلت في مدينة حمص السورية اثر قصف مدفعي، الا انه يسلط الضوء في الوقت نفسه على طبيعة عمل الصحفيين والمراسلين الحربيين على وجه الخصوص وهم يحاولون نقل الأحداث في المناطق الساخنة، حيث يتعرضون لخطر الموت كلّ لحظة ناهيك عن مطاردة السلطات لهم. فالفيلم يبرز حقيقة العمل الصحفي الميداني وكيف تكون الأحداث الساخنة نقطة جذب للصحفيين والمصورين سواء الذين يعملون لصالح مؤسسات اعلامية كبيرة او اولئك الذين يعملون بشكل حر بقصد الحصول على لقطة او قصة مثيرة يمكن ان يبيعوها لاحقا الى المؤسسات الاعلامية والفضائيات، فيحققون الشهرة والمال في الوقت نفسه. وبطبيعة الحال فأن الامر لا يخلوا من اللحظات الانسانية التي يعيشها الصحفي وهو في وسط الدمار والقتل والملاحقة.
حرب خاصة يصور السنوات الاخيرة من حياة الصحفية ماري كيلفن التي تعد واحدة من اشهر المراسلين الغربيين بعدما غطت احداث في ليبيا والعراق وسوريا، وهو يوثق سيرة ماري الذاتية انطلاقا من لحظة موتها اثر قصف منطقة بابا عمر في مدينة حمص السورية، حيث ينتقل السرد مباشرة الى سريلانكا ليصور الفيلم الأحداث التي ادت الى ان تفقد كلفين عينها نتيجة انفجار قنبلة، بعدما اجرت لقاء مع قائد نمور التاميل اعقبه هجوم للقوات الحكومية على الموقع. ثم تنتقل الى العراق اثناء الغزو الامريكي وتعرفها على المصور البريطاني الذي يرافقها الى منطقة الفلوجة للبحث عن مقبرة جماعية لسجناء اعدمهم النظام، وتبدو الفكرة وقتها مجنونة حيث ان وجود مراسلين أجانب في منطقة تسيطر عليها القوات العراقية آنذاك ممكن ان يعرض اي شخص للقتل. ويصور الفيلم ايضا لقاء كلفين بالرئيس الليبي معمر القذافي اثناء اندلاع الثورة ضده، ومن ثم تنتقل الى صفوف المعارضين وهم يواجهون قوات الجيش قبل مقتل القذافي.
وحين تتأزم الاوضاع في سوريا تصر كلفين التي كانت تمر بحالة نفسية مضطربة على الذهاب الى هناك والدخول الى مدينة حمص المحاصرة والتي تتعرض لقصف مستمر تسبب في تدمير المدينة، وهناك يتم تتبع اتصالاتها مع الفضائيات الغربية وصحيفتها ليصبح الحي هدفا لقصف مركز ادى الى مقتلها وصحفي بريطاني آخر وجرح آخرين، في الثاني من شباط 2012. فيما وجهت اتهامات للحكومة السورية بتعمد قصف البناية التي تتواجد فيها كلفين لقتلها ومن معها من الصحفيين.
الفيلم كما هو في اغلب الافلام التي تتناول السيرة الذاتية للاشخاص، يقدم وجهة نظر كلفين في تغطية الاحداث واصرارها على التوجه الى مناطق الخطر، لذلك فأن يركز على الاحداث التي تمر بها دون ان ينقل بالضرورة حقيقة هذه الاحداث كون وجهة النظر المقابلة مفقودة، ولم يتم التعرص لها الا بشكل سلبي.
يستند الفيلم على مقالة نشرت في عام 2012 بعنوان حرب ماري كولفين الخاصة في مجلة فانيتي فير بقلم ماري برينر. وهو من أخراج ماثيو هاينمان وبطولة روزاموند بايك في دور الصحفية الأمريكية ماري كولفين. وشارك في التمثيل جيمي دورنان بدور (بول كونروي),و ستانلي توتشي بدور (توني شاو)،وتوم هولاندر،وكوري جونسون بدور (نورم كوبيرن).
عرض الفيلم لأول مرة في الولايات المتحدة بتاريخ 16 تشرين الثاني 2018 ،وفي بريطانيا بتاريخ 15 شباط 2019 .