رجحت قيادات في حزب الدعوة تأجيل مؤتمر الحزب الرابع الذي كان مقررا منتصف الشهر الجاري، وذلك بسبب تجدد الخلافات والقطيعة بين جناحي رئيس تحالف النصر حيدر العبادي، وزعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي.
ونقلت صحيفة "المدى" البغدادية عن مصدر مقرب من حزب الدعوة، قوله في تصريحات صحفية، أمس السبت 1 حزيران 2019، إنه من المرجح تأجيل مؤتمر حزب الدعوة إلى يومين أو أكثر، وذلك بعد يومين من إعلان رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي، استقالته من جميع مناصبه القيادية في حزب الدعوة، فيما استبعد المصدر التئام جناحي الدعوة في هذه الفترة تحديدا بسبب شعور كل من المالكي والعبادي بـ"الخطر" من هذه المرحلة الراهنة التي بدأت تهدد وجود الحزب.
وأضاف أن "الطرفين ما زالا غير متفقين على الكثير من النقاط أبرزها صلاحيات الأمين العام للحزب، حيث يدفع تيار العبادي إلى إلغائه واستحداث منصب أو موقع بديل يسمى أمانة الحزب، على أن تتألف من ثلاث قيادات تتخذ قراراتها بالإجماع".
وتابع أن "هذه النقاط قد تجعل مؤتمر حزب الدعوة المقبل عاصفا بالخلافات التي قد تؤدي إلى انشقاقات او عدم تصفير أو تسوية كل الخلافات بين جناحي العبادي والمالكي"، موضحا ان "قيادات الحزب اقترحت مشروعا قبل سنتين يهدف إلى إنهاء القطيعة بين المالكي والعبادي عبر تسوية وتصفير الخلافات والمشاكل بينهما وإبعادهما عن انتخابات الهيئة القيادية الجديدة".
وبين أن "المفاوضات مازالت قائمة بين قيادات الحزب لإجراء تعديلات على بعض فقرات مسودة النظام الداخلي تتيح تأسيس مجلس استشاري للهيئة القيادية"، في حين أكد ان وساطات قامت بها قيادات من حزب الدعوة وأعضاء سابقون في ائتلاف دولة القانون في وقت سابق، فشلت في تقريب وجهات النظر بين جناحي رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي ورئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي لتشكيل كتلة أو تحالف موحد يتمكن من رئاسة الحكومة.
ولفت المصدر إلى أن "شعور المالكي والعبادي بالخطر في هذه المرحلة الراهنة التي تهدد وجود حزب الدعوة والمنافسة الحاصلة والمتصاعدة بين قوى شيعية وإمكانية إعادة فتح التحقيق بسقوط مدينة الموصل وسيطرة تنظيمات داعش سهل بالتقارب الأخير".
ويتوقع المصدر "إمكانية تأجيل عقد المؤتمر الانتخابي المحدد عقده في منتصف شهر حزيران الجاري ليومين أو ثلاثة أيام"، مؤكدا أن "آخر مؤتمر انتخاب عقد في العام 2009 الذي يعد المؤتمر الثالث والمقبل سيكون الرابع."
وكان رئيس ائتلاف النصر حيدر العبادي، أعلن في رسالة موجهة الى حزب الدعوة، الخميس الماضي، استقالته من جميع مناصبه القيادية في حزب الدعوة مطالبا بإجراء مراجعة وتجديد في هيكلية حزب الدعوة الذي يتزعمه نوري المالكي رئيس الوزراء الأسبق.
وعلق المصدر على الأسباب التي دفعت العبادي للتنازل والانسحاب من جميع المواقع القيادية في حزب الدعوة قائلا "أنا اعتقد أن العبادي يحاول من خلال هذه الرسالة أن يكون هو صاحب المبادرة".
من جانبه حذر القيادي السابق في حزب الدعوة، صلاح عبد الرزاق، من أن دخول حزب الدعوة في المؤتمر الانتخابي الرابع بوجود خلافات وانشقاقات واستقطاب بين جبهتين سيؤدي إلى ولادة حزب جديد، مضيفا أن "عدم ترشح الهيئة القيادية مرة أخرى يعني إنهاء الخلافات داخل الحزب."
وأكد أن "المؤتمر الانتخابي المقبل سينتخب هيئة قيادية جديدة مع إرجاء اختيار أمين عام لحزب الدعوة لمدة سنتين، وكذلك نائب الأمين الذي لم يعين أي شخص لإدارته منذ استحداثه للمرة الأولى قبل أكثر من عشر سنوات."
ويعتقد أن "انسحاب العبادي من انتخابات الهيئة القيادية مع مجموعته يعود إلى إدراكه بعدم التجديد له مع المقربين منه مرة أخرى إثر الاستياء الكبير من قبل أعضاء الحزب جراء ما حصل في تشكيل حكومة العام 2014."
يذكر ان العلاقة بين المالكي والعبادي قد تأزمت عام 2014 على خلفية ترشيح الأخير من قبل التحالف الوطني في حينها لرئاسة الحكومة، وأدى ذلك إلى تصدعات داخل حزب الدعوة انعكست بصورة واضحة على خطابهما الإعلامي.