حسان الحديثي
اهوى بغداد فوق ما استطيع وتستوعبه المدن، كنت اجد فيها كل ضائع.
اعشق البصرة حد التهور والاسراف كنت ارى فيها اكتمال المعاني.
ادمنت القاهره لاجل ذلك اشعر -بابتعادي عنها-بدوار في رأسي وارتعاشة في يدي.
اشتاق بيروت فقد ألِفتُ فيها الشوارع والمقاهي والبحر والجبل لانها جميلة ولأني "خُلقت ألوفاً" للجمال.
تأسرني كل ياسمينة في دمشق وأجزم انني استطيع العيش داخل قصيدة كتبها نزار قباني.
ليس العشق والوَلهُ مقروناً بالناس، فالمدن لها ارواحٌ تُحَب وتُعشَق، ولها أنفاس ايضاً تُشعِرك بمسراتها واحزانها ، وقلب ابن ادم عصفورٌ مرهون بمحيطه مفتون بجمال الاشياء من حوله لكنه مقطّع الأوصال بين ماضيه وعاجله، وحاضره وآجله.
كم يحتاج الشاعرُ من الواقع كي ينظم بيتاً عظيماً من الشعر؟
كم يحتاج العرافُ من الصدق كي يقنع غريباً بآوان عودته؟
كم يحتاج العاقلُ من الخيال كي يُحلِّق بجناحيه ليلامسَ وجه القمر؟
كم يحتاج اليائسُ من الكذب ليعود طفلاً يلعب بحصى الغدران؟
قدر ما احتاجه انا من الابتسام كي اوهمَكم في لندن بالعيد.
.
.
.